اتهم مرصد عراقي يعنى بالحريات الصحافية عناصر حماية الرئيس فؤاد معصوم باعتداءات غير مبررة ومهينة ضد إعلاميين وتهديدهم بالقتل من قبل ضابط في الفوج الرئاسي.
لندن: قال المرصد العراقي للحريات الصحافية في نقابة الصحافيين العراقيين إن صحافيين يعملون بوسائل إعلام محلية في مدينة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) قد أكدوا له تعرضهم الى اعتداءات غير مبررة ومهينة من قبل عناصر حماية الرئيس فؤاد معصوم الذي وصل الى المحافظة اليوم فيما أشار أحد الزملاء الى أنه تعرض الى تهديد بالقتل من قبل ضابط في الفوج الرئاسي.
وقال محمد قحطان الشمري ممثل المرصد في المحافظة إن "حماية رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اعتدوا على صحافيي الديوانية بالضرب وإشهار السلاح بوجههم حينما كانوا متواجدين لتغطية زيارة الرئيس للمحافظة" كما نقل عنهم المرصد في بيان صحافي تسلمت نسخة منه إيلاف".
وأشار الى أن الصحافيين الذين تم الإعتداء عليهم هم جميل الخطاط ،والمصور محمد جميل مراسل ومصور قناة آفاق اللذان هربا خشية تعرضهما للمزيد من الإعتداء ولحق بهما عناصر من قوات سوات الخاصة وضربوا المصور ومراسل قناة سامراء أحمد الجبوري ومصور قناة المدى أحمد البديري ومراسل إذاعة المربد ضياء المهجة ومراسل وكالة أكد حيدر إنذار ورئيس فرع نقابة الصحافيين العراقيين في الديوانية باسم حبس إضافة الى مندوبي مؤسسات إعلامية أخرى.
ومن جانبه قال نائب رئيس تحرير وكالة "أكد نيوز" حيدر انذار "خلال تغطيتنا زيارة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم وحسب المعلومات التي وصلتنا بأن الرئيس في الشركة العامة للصناعات المطاطية حيث توجهنا أنا والزميل رضا البديري الى هناك ومنعنا من الدخول من قبل الحماية بعد أن عجزنا في إقناعهم بالسماح لنا بالتغطية الصحافية". وأضاف "بعد منعنا من الدخول الى شركة الصناعات المطاطية توجهنا أنا والزميل البديري الى مبنى المحافظة لنسبق الرئيس الى هناك ولتغطية المؤتمر الصحافي الذي كان من المقرر ان يعقده هناك وانضم إلينا الزميل رئيس فرع النقابة في الديوانية باسم حبس وبعض الزملاء".
وأوضح قائلا "خلال تواجدنا في مبنى المحافظة قبل ساعة على وصول الرئيس فوجئنا بالتشدد من قبل الشرطة المحلية وبالتحديد قوات سوات القريبة من مبنى المحافظة ولم يسمحوا لنا بالدخول رغم وجود دعوة خاصة لرئيس فرع النقابة بالحضور الى المؤتمر" الا بعد وقت.
وقال "بعد أن وصلنا الى مبنى المحافظة وجدنا أن أغلب الزملاء عند استعلامات المحافظة قد منعوا من الدخول وعند وصول موكب الرئيس الى مبنى المحافظة قام أحد الزملاء بتصويره فصرخ بنا ضابط في الحماية الخاصة وأتى مسرعا باتجاهنا وسحب هاتف الزميل ضياء المهجة مراسل إذاعة المربد وتوجه نحوي صارخا بأن أعطيه الهاتف لكنني رفضت أن أسلمه هاتفي رغم إني قلت له أنا لم أصور ولكن حتى وإن صورت فلن أعطيك هاتفي لكنه لم يكتف بالصراخ بل راح يهددني بطريقة غير مباشرة ويقول (أنا الآن أقدر أن أتهمك بالإرهاب وأرميك بالرصاص ولا أحد يحاسبني) فقلت له نعم تستطيع أن تفعل ذلك لكن إن وجد قانون وضمير ورأي عام يحاسبكم فلن تستطيع أن تفعل ذلك وهو تهديد يعيد الى الذاكرة حادثة مقتل الزميل الشهيد محمد بديوي على يد ضابط في حماية الرئيس جلال طالباني العام الماضي".
وأكد ممثل المرصد العراقي للحريات الصحافية محمد قحطان الشمري تعرضه شخصيا وبقية الزملاء المتواجدين داخل مبنى المحافظة لمضايقات مزعجة أثناء حضورهم لتغطية زيارة معصوم.. مشيرًا الى أنه منع من قبل حماية الرئيس من الوصول الى الزملاء الذين تم الإعتداء عليهم.
وطالب الشمري الجهات الرسمية بضرورة تفهم دور وعمل الصحافي والإبتعاد عن الأساليب البوليسية بالتعامل مع الصحافيين.. كما دعا الحكومة المحلية وقيادة الشرطة الى محاسبة من اعتدى من عناصرها.
الرئيس العراقي: فكر داعش بين الرجعية وتطرف البعث
وفي كلمة له في مدينة الديوانية التي زارها اليوم قال الرئيس معصوم ان وضع العراق الحالي صعب حيث يواجه الارهاب وانخفاض أسعار النفط.
واضاف في كلمته التي تابعتها "إيلاف" ان العراق يواجه اخطر انواع الارهاب في التاريخ حيث إن الارهابيين يجمعون في توجهاتهم افكارا رجعية قديمة وكذلك متطرفة من بقايا فكر حزب البعث وهو امر يشكل خطرا جسيما على العراق والعالم كله والذي يقف الان مع العراقيين من اجل التخلص من هذه الافة والوباء الجديد.
واشار الى انه في الوقت الذي يواجه فيه العراق هذه المجاميع الخطيرة فقد تدنت اسعار النفط الى اقل مستوياتها لذلك فانه لابد للعراقيين من التقشف في المنزل والادارات وكل مؤسسات الدولة كخطوة ضرورية لمواجهة اثار هذا الانخفاض. واشار الى ان دعم العالم للعراق يبعث على الطمأنينة للتخلص من هذا التهديد الارهابي والاقتصادي.
وشدد على ضرورة التوحد والاتفاق لاجتياز المرحلة الصعبة التي تعيشها البلاد.. وقال إن هناك حراكاً سياسياً وكل طرف يعبر عن رأيه ولكن التعبير عن الرأي يجب أن لا يؤدي الى استخدام اليد.. واضاف ان الجميع قد رأوا أيام حكم رئيس النظام السابق صدام حسين الذي استخدم كل أساليب القوة وبالتالي راح ضحية أفكاره وتطرفه.
واشار معصوم الى ان هناك تظاهرات وهي مرحب بها إذا كانت وفق سياقات القانون.. وهناك كتابات في الصحافة وفي مواقع التواصل الاجتماعي ولكن هناك بعض المبادئ الأخلاقية التي يجب الالتزام بها كأن لا يكون هناك تشهير كاذب ضد الاشخاص.
وشدد على ضرورة رعاية الدستور العراقي الذي يجمع العراقيين وقال ان اي فكرة لالغاء الدستور او تجميده مرفوضة مستدركا بالقول "لكن الدستور بحاجة الى تعديلات كان من المفترض ان تتم لكنها لم تنجز لحد الان غير انه يبقى مرجعا للعراقيين". ودعا الى نبذ الخلافات الدينية والمذهبية واحترام اختلاف الاراء والتوجهات الفكرية والمعتقدات.
وكان معصوم وصل اليوم الى محافظة الديوانية رفقة وزيري الصناعة والمعادن محمد صاحب الدراجي والزراعة فلاح حسن زيدان وبعض المسؤولين في الوزارات الخدمية لبحث مشاكل القطاعين الصناعي والزراعي في المحافظة وافتتاح معمل اطارات الديوانية بعد تأهيله.
التعليقات