وعد الرئيس السوري بشار الاسد بالعمل على انجاح الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ السبت في سوريا، وذلك في مقابلة مع التلفزيون الالماني العام نشرت مقتطفات منها الثلاثاء.
برلين: مع دخول اتفاق وقف الاعمال العدائية يومه الرابع على الرغم من الخروقات المحدودة، وعد الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء بالعمل على انجاح الهدنة، مشيرا في الوقت ذاته الى ان هناك حدودا لضبط النفس.
وقال الاسد في مقابلة مع التلفزيون الالماني ردا على سؤال عما سيفعل والحكومة السورية لجعل وقف اطلاق النار مستقرا، "ان الارهابيين خرقوا ذلك الاتفاق منذ الساعة الاولى. نحن، كجيش سوري نمتنع عن الرد كي نعطي فرصة للمحافظة على ذلك الاتفاق، هذا ما نستطيع فعله"، مستطردا "لكن في النهاية هناك حدود، وهذا يعتمد على الطرف الاخر".
واضاف الاسد في المقابلة التي ستبث كاملة مساء الثلاثاء انه سيفعل ما هو منوط به "من اجل انجاح كل ذلك". كما اقترح على مقاتلي الفصائل "العفو الكامل" مقابل "التخلي عن السلاح".
واوضح متوجها الى المسلحين، "كل ما عليك فعله هو التخلي عن سلاحك، سواء أردت الانضمام إلى العملية السياسية أو لم تكن مهتماً بالعملية السياسية، ولم يكن لديك أي أجندة سياسية، لا يهم". واكد "هذا هو كل ما نطلبه. نحن لا نطلب شيئاً. كما قلت، فإننا نمنحهم العفو الكامل، وقد حدث ذلك، وانضموا إلى الجيش السوري، وبعضهم انضم إلى الحياة السياسية".
ولا يزال وقف اطلاق النار صامدا عموما في يومه الرابع بالرغم من اتهامات متبادلة بخرقه.
واستغل معارضون فرصة الهدوء ليتظاهروا في مدن طالما تعرضت للقصف، رفضا لنظام الرئيس بشار الاسد. وخرج العشرات في بلدة داريا جنوب دمشق وحملوا لافتات كتب على احداها "داريا لن تركع"، وفق ما قال ناشط في البلدة لفرانس برس.
وفي حي الشعار في الجزء الشرقي الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب (شمال)، تظاهر العشرات ورفعوا لافتات كتب على احداها "الشعب يريد اسقاط النظام".&ويستثني اتفاق وقف الاعمال العدائية تنظيم داعش وجبهة النصرة اللذين يسيطران حاليا على اكثر من نصف الاراضي السورية. ولا يزالان يتعرضان لضربات قوات النظام وروسيا او التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتقتصر المناطق المعنية بالاتفاق على الجزء الاكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي. وعقدت مجموعة العمل المكلفة الاشراف على وقف اطلاق النار الاثنين اجتماعا لتقييم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة الخروقات، من دون اصدار اي بيان رسمي.
توثيق الخروقات
ووثقت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء 15 خرقا لوقف اطلاق النار خلال الساعات الـ24 الماضية غالبيتها في دمشق وريفها ومحافظات حلب وحمص واللاذقية (غرب).
وكانت موسكو تحدثت الاثنين عن "تسجيل سبعة انتهاكات"، فيما اعلنت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية انها سجلت اربع انتهاكات لقوات النظام في درعا واثنين من الطيران الروسي في حماة.
وافادت موسكو ان قصفا مدفعيا استهدف المقاتلين الاكراد والجيش السوري في الاحياء الشمالية الغربية في مدينة حلب. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان تحدث عن اشتباكات استمرت حوالى ساعة ليل الاثنين الثلاثاء بين قوات النظام السوري والفصائل الاسلامية والمقاتلة في حي سليمان الحلبي في مدينة حلب.
وافاد المرصد ايضا عن "مقتل عنصر من الفصائل الاسلامية جراء سقوط قذائف عدة اطلقتها قوات النظام على المزارع الغربية لمدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي" والتي تعد معقل الفصائل المقاتلة في المنطقة وبينهم اسلاميون.
وقال حسان ابو نوح، وهو ناشط في تلبيسة، ان "الطيران تراجع كثيرا وهذا امر ايجابي جدا"، مضيفا "لكن في الوقت ذاته لا يستطيع اهل البلدة ان يتحركوا على راحتهم بشكل كامل بسبب القصف المدفعي وطلعات الطائرات".
واشار الى ان الناس لا يزالون يهرعون الى الملاجىء مع تحليق الطيران.
وتستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام من جهة والفصائل المقاتلة من جهة اخرى في محيط قرية حربنفسه في ريف حماة الجنوبي، وفق المرصد السوري. وواصلت طائرات حربية يرجح انها روسية، بحسب المرصد، منذ امس تنفيذ غارات عدة على القرية.
وانعكس سريان الهدنة انخفاضا في حصيلة القتلى اليومية، اذ احصى المرصد مقتل اربعين شخصا من مدنيين وجنود ومقاتلين يومي السبت والاحد في المناطق الخارجة عن سيطرة تنظيم داعش، من دون احصاء عدد القتلى في صفوف جبهة النصرة، مقارنة بمقتل 144 شخصا يوم الجمعة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وللمرة الاولى بعد سريان الهدنة، دخلت قافلة مساعدات غير غذائية الاثنين الى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق الاثنين. ومن المفترض ان تدخل قافلة ثانية غدا الاربعاء الى كفر بطنا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
في جنيف، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء الى اغلاق الحدود السورية مع تركيا لقطع الامدادات على "الارهابيين". وقال لافروف امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة "بالطبع لا يوجد مكان للارهابيين او المتطرفين في اتفاقيات وقف اطلاق النار او في عملية التسوية السياسية"، مضيفا "من المهم للغاية قطع امدادات الارهابيين التي تاتي من الخارج. ولتحقيق هذا الهدف يجب اغلاق الحدود السورية التركية لان العصابات تتلقى الاسلحة عبر هذه الحدود وضمنها برفقة قوافل المساعدات الانسانية".
التعليقات