أكدت المملكة وفرنسا التزامهما محاربة تنظيم "داعش" في إطار التحالف الدولي، وأثنتا على كل الجهود التي يمكن بذلها في هذا المجال من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن بينها تشكيل التحالف الإسلامي المناهض للإرهاب، كما جددتا تأييدهما وقف الأعمال القتالية في سوريا، وضرورة التوصل إلى حل سياسي موثوق.
&
الرياض: أكد البيان الختامي المشترك، والذي صدر في نهاية زيارة الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لفرنسا، على أن الرياض وباريس أعربتا عن ارتياحهما للعلاقات المتميزة بين فرنسا والمملكة وتطورها على جميع الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والشؤون المالية والتجارة والصناعة والتعليم والثقافة.&
&
وأعربت السعودية وفرنسا عن رغبتهما في تطوير مجالات تعاون جديدة من أجل تعزيز الاستثمارات للجانبين، كما أعادتا التأكيد على التزامهما إحراز التقدم في تحقيق العديد من مشاريعهما الثنائية خلال الدورة الثالثة للجنة المشتركة، التي ستعقد في باريس في شهر نيسان/إبريل برئاسة ولي العهد السعودي ووزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي.
&
وأكد الجانبان أهمية الحدّ من العنف والتطرف من خلال العمل العميق على الأصعدة السياسية والفكرية والأمنية. إضافة إلى ذلك، جرت مناقشة التطورات المستجدة في منطقة الشرق الأوسط، معربين عن استعدادهما لمواصلة وتعزيز التعاون الثنائي الذي يرمي إلى مكافحة أسباب التطرف والعنصرية والطائفية، وتجفيف مصادر تمويل "الإرهاب"، والحدّ من ظاهرة العنف بجميع أشكاله، بما في ذلك العرقي والديني.
&
حل موثوق
وجدد البلدان تأييدهما وقف الأعمال القتالية في سوريا - الذي دخل حيز التنفيذ في 27 فبراير (شباط) الماضي - مع التشديد على حرصهما على تنفيذه ومذكرين بأن المجموعات التي سمّاها مجلس الأمن فقط هي المستثناة من الهدنة، مؤكدين& ضرورة التوصل إلى حل سياسي موثوق، ألا وهو الطريقة الوحيدة لإرجاع السلام بشكل دائم ومحاربة "الإرهاب" بشكل كامل.
&
كما أعادا تأكيد دعمهما للهيئة العليا للمعارضة، وشددا على ضرورة التحسين المستدام للوضع من أجل السماح باستئناف المفاوضات بين الأطراف السورية، وفقًا لبيان جنيف وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وضرورة وصول المساعدات الإنسانية الحرة وغير المحدودة والفورية، وفقًا للقانون الدولي، لمساعدة جميع السوريين.
&
توافق سعودي فرنسي
وذكر البيان، الذي بثته وكالة الأنباء السعودية، أن الجانبين أكدا دعمهما الكامل للحكومة العراقية في جهودها الرامية إلى إيجاد حل سياسي دائم للأزمة التي يمر بها العراق، وذلك من خلال اعتماد برنامج للمصالحة الوطنية يشمل جميع مكونات المجتمع العراقي.
&
كما أكدت السعودية وفرنسا مجددًا دعمهما للائتلاف العربي في اليمن والسلطات الشرعية في البلاد، فضلًا عن العمل الذي يقوم به المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وأعربا عن قلقهما الشديد إزاء تدهور الوضع الإنساني.
&
وشدد الجانبان على دعمهما لوحدة وأمن واستقرار لبنان، من خلال مؤسساته الرسمية، ولا سيما الجيش، وأكدا ضرورة انتخاب رئيس - بأسرع وقت ممكن - يمكنه جمع كل الأطراف، ليتمكن لبنان من تجاوز الأزمة التي يمر بها حاليًا.
&
وحول القضية الفلسطينية ذكر البيان أن البلدين اتفقا على ضرورة استئناف عملية السلام الفلسطيني - الإسرائيلي، وأهمية استقرار الوضع في المنطقة الذي يؤثر على استعادة الأمن والاستقرار في العالم والشرق الأوسط بشكل خاص، فيما أعربت السعودية عن دعمها للمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي حول هذا الموضوع.
&
برقية شكر
وفي طريق عودته إلى الرياض، بعد ختام زيارته الرسمية لباريس، بعث الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز برقية شكر إلى مانويل فالس رئيس الوزراء في الجمهورية الفرنسية، في ما يلي نصها:
&
"دولة السيد مانويل فالس
رئيس الوزراء في الجمهورية الفرنسية
تحية طيبة
يطيب لنا ونحن نغادر بلدكم الصديق أن نعرب عن بالغ شكرنا وامتناننا لدولتكم على ما لقيناه والوفد المرافق من كرم الضيافة وحسن الاستقبال.
ولا يفوتني أن أنوِّه بعمق العلاقات بين البلدين، والتي تجلّت خلال المباحثات المشتركة التي أجريناها، مؤكدين أهمية الاستمرار في التنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.
&
متمنيًا لدولتكم موفور الصحة والسعادة، وللشعب الفرنسي الصديق دوام التقدم والازدهار.. وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري".&
&
سوريا بدون الأسد
وفي معرض تعليقه على نتائج زيارة ولي العهد إلى فرنسا، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، تطابق مواقف الرياض وباريس بشأن اتفاق سلام دائم في سوريا بدون بشار الأسد. وأشاد الجبير بنجاح زيارة ولي العهد لفرنسا لافتًا الى «توافق كبير في وجهات النظر بين الطرفين السعودي والفرنسي تجاه حل العديد من قضايا الشرق الأوسط». كما أكد تطابق وجهات النظر في كل الملفات من سوريا الى العراق، واليمن وليبيا اضافة الى تدخلات إيران في شؤون المنطقة».
&
وتؤكد المواقف المشتركة& "وجوب وقف إطلاق النار لاستئناف العملية السياسية للوصول إلى الانتقال في السلطة بسوريا بموجب مبادئ إعلان جنيف 2".&
&
وأكد الجبير أن «مواقف المملكة وفرنسا في ما يتعلق بسوريا ودعم المعارضة السورية هي مواقف متطابقة ومكملة لبعضها البعض منذ أن بدأت الأزمة السورية»، منذ آذار (مارس) 2011.
&
التعليقات