&بات السؤال الأبرز المطروح: هل تصمد الهدنة في سوريا، وما هي إنعكاساتها على الساحة اللبنانية؟

&
جواد الصايغ: منذ بدء الأحداث قبل خمس سنوات، يرخي مشهد الميدان السوري بظلاله على الساحة اللبنانية، ورغم إعلان لبنان الرسمي عن إعتماد سياسة النأي بالنفس، الا أن مشاركة حزب الله في القتال الدائر في سوريا قوّض هذه السياسة.
وبعد سلسلة الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هل يكتب لهذه الهدنة الصمود على المدى البعيد، وكيف ستكون إنعكاساتها لبنانياً؟
&
السلطة الإنتقالية هي الحل
في هذا السياق، يشير النائب السابق إلياس عطالله في تصريح لـ"إيلاف"، "الى أن جدية الهدنة السورية ستكون نابعة بمدى الإلتزام بها وبالقضايا الإنسانية، وأن تفضي الى مسار سياسي &قادر على إنتاج حل، معرباً عن تأييده للنظرية الداعية الى تشكيل سلطة إنتقالية كبداية لإعادة ترميم المؤسسات السورية، ومعالجة مخلفات الحرب الوحشية التي فرضت على الشعب السوري".
ويرى عضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار "أن الأمور في سوريا ستعود الى الإنفجار مجدداً، في حال عدم توفير أفق قريب للحل السياسي، وهذا الأمر معقد وصعب جداً، ويسأل عطالله عن الآلية التي يجب إعتمادها لإعادة نصف الشعب السوري الذي شرد الى الخارج، كما يبدي إستغرابه لأسلوب التعاطي الدولي والإقليمي في مواجهة تنظيم داعش، لافتاً الى أنه يسمع الكثير من الكلام بينما الأفعال الجدية غائبة".
&
تأثير إيجابي للهدنة
أما على الصعيد اللبناني، فيرى عطالله أن جزء من الهدنة سيؤثر إيجاباً محلياً خصوصاً بعد المعمعة التي حصلت نتيجة سلوك أحد المكونات السياسية، وهو حزب الله، ومشاركته بالأعمال العسكرية في سوريا، وهو لم يحترم مفهوم السيادة والدولة والسلطة، ولهذا السبب تم الزج بلبنان في مأزق كان بالغنى عنه، على غرار ما فعل في حرب تموز 2006 عندما زج لبنان بحرب مع إسرائيل، الى جانب تورطه في اليمن والبحرين والخليج تنفيذاً لأجندات إيران في المنطقة".
&
تمهيد للمرحلة الإنتقالية
من جهته، يشير العميد المتقاعد وليد زيتوني في حديث لـ"إيلاف" إلى أن الهدنة القائمة في سوريا هي نتيجة إتفاق أميركي – روسي، آخذاً&في الإعتبار مقررات مؤتمر جنيف 2 في ما يتعلق بمحاربة التنظيمات الإرهابية ومشتقات تنظيم القاعدة، لافتًا الى أن الإتفاق ثابت حاليًا كونه محصورًا بين الجهتين المذكورتين، في وقت تقوم روسيا بعقد عدد من الإتفاقيات تمهيداً للمرحلة الإنتقالية".
&
الإتفاق معرض للإنهيار
ويشير زيتوني الى أن الإتفاق الإيراني - التركي على وحدة الأراضي السورية هدفه منع إقامة كيان كردي مستقل بين سوريا والعراق وتركيا، لافتًا الى أن الاتفاق معرض للإنهيار اذا لم تستكمل عملية القضاء على داعش حيث بدأت المناطق الخاضعة لسيطرته تنتفض ضده وهذا ما شهدناه في الرقة".
ويختم العميد زيتوني بالإشارة الى أن الأمور على الساحة اللبنانية رهن الإتفاق بين السعودية وإيران، لأن الإتفاق الروسي الأميركي في سوريا لا يشمل الوضع المحلي، وبالتالي هناك إنتظار &لهذا الإتفاق بين الرياض وطهران، والذي سيكون على مستوى &المنطقة ككل".
&