توافق وزراء الخارجية العرب على تعيين وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية خلفا للأمين العام الحالي نبيل العربي، رغم تحفظ قطر على أبو الغيط بسبب ما قالت إنها "مواقف عدائية" صدرت عنه تجاه الدوحة.
القاهرة:&انتخبت الدول العربية مساء الخميس المرشح المصري احمد ابو الغيط اخر وزير خارجية في عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك امينا عاما جديدا للجامعة العربية خلفا لنبيل العربي، بالتوافق مع تسجيل قطر تحفظها على اختياره.
وابو الغيط الذي سيبلغ الرابعة والسبعين من عمره في حزيران/يونيو المقبل، هو الامين العام الثامن للجامعة العربية التي تعصف بدولها ازمات سياسية وامنية غير مسبوقة.
واعلن وزير خارجية البحرين خالد بن احمد الخليفة ان المشاورات العربية خلصت الى "الموافقة" على تعيين ابو الغيط امينا عاما للجامعة لمدة خمس سنوات اعتبارا من 1 يوليو/تموز 2016.
واكدت قطر تحفظها حيال اختيار ابو الغيط الذي كانت ابدت اعتراضها عليه ظهرا بحجه "مواقفه العدائية" السابقة ضد الدوحة الا ان الامر حسم بالتوافق في اجتماع تشاوري ثالث لوزراء الخارجية العرب مساء الخميس، بحسب مصادر في الجامعة.&
ورشحت مصر ابو الغيط، اخر وزير خارجية ابان عهد مبارك (2004-2011)، لمنصب الامين العام للجامعة. وكان المرشح الوحيد للمنصب.
الا ان خلافا حوله حدث في الاجتماع التشاوري المغلق لاختيار الامين العام صباحا. واحتاج وزراء الخارجية العرب لاجتماعين اخريين للتوافق على ابو الغيط امينا عاما جديدا للجامعة مساء.
وقال محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير خارجية قطر "كان بودنا ان يكون هناك توافق على شخص الامين العام المرشح. لذلك كان هناك مزيد من التشاور حول هذا الموضوع".
واضاف "ورغبة منا وحرصا منا على الا يؤثر ذلك على العمل العربي المشترك فنحن سنكون مع هذا التوافق رغم تسجيل تحفظنا على هذا المرشح ونتمنى ان يطلع الامين العام بمهام مسؤولياته ويتعامل مع كافة الدولة العربية بما يخدم مصلحة العمل العربي المشترك ويثبت لنا انه اهل لهذا التوافق ويزيل بذلك اسباب اي تحفظ".&
وتوترت العلاقة بين مصر وقطر اثر اطاحة الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013.
وتتهم القاهرة الدوحة بدعم جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في مصر والتي تتعرض لحملة قمع شرسة اعترضت عليها قطر اكثر من مرة.
وياتي ترشيح مصر لابو الغيط بعدما اعلن الأمين العام الحالي نهاية الشهر الفائت رغبته في عدم تجديد ولايته التي تنتهي في 30 حزيران/يونيو المقبل.
خلافات اقليمية
وتبنى ابو الغيط الذي تولى قيادة الدبلوماسية المصرية في تموز/يوليو 2004 مواقف اقل شراسة تجاه اسرائيل من سابقيه وعلى رأسهم عمرو موسى.
ففي اواخر 2008، حمل ابو الغيط حركة حماس مسؤولية هجوم اسرائيلي على قطاع غزة المحاصر ادى الى مئات القتلى.
وهو الهجوم الذي دفع بقطر الى طلب عقد قمة عربية عاجلة لمناقشته الا ان مبارك والعاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز رفضا عقد القمة.
ونقل بيان لوزارة الخارجية المصرية الخميس تصريحات لابو الغيط شكر فيها "القادة العرب الذين رحبوا وأيدوا توليه مسؤولية الجامعة العربية في هذا الظرف الدقيق من تاريخ الأمة العربية".
وأضاف أبو الغيط أن لديه "شعورا بثقل حجم المسؤولية والتكليف الملقى على عاتقه من أجل العمل على رفع شأن الجامعة العربية والدفاع عن مصالحها، جامعة العرب كافة في ظل وضع عربي صعب وغير موات".
وتعهد "ببذل كل جهد ممكن وبكل الإخلاص، خلال فترة توليه مسؤولياته، من أجل النهوض بالأمانة العامة ودعم أدائها وكفاءتها وموظفيها المخلصين للعمل العربي المشترك".
ويبرز الخلاف حول اختيار الامين العام للجامعة التي تاسست في آذار/مارس 1945 مدى الخلافات الاقليمية في منطقة تموج بالازمات السياسية والامنية العاصفة.
وسيخوض ابو الغيط في ملفات معقدة جدا تواجهها دول اعضاء في الجامعة العربية.
فتنظيم الدولة الاسلامية الجهادي المتطرف يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق. الامر الذي استدعى تدخل تحالف دولي لردعه مع توجيه ضربات جوية في هذين البلدين.
كما ان المنطقة تعصف بها مواجهات تتخذ طابعا طائفيا بين السنة والشيعة تضع السعودية في مواجهة غير مباشرة مع ايران في عدد من البلدان العربية.
ففي سوريا، تدعم السعودية المعارضة المسلحة ضد نظام الرئيس بشار الاسد المدعوم من ايران.
وفي اليمن، يقوم تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية بدعم الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين الشيعة الذين تدعمهم طهران.
ومؤخرا، تصاعدت المواجهة بين السعودية وحزب الله اللبناني الشيعي المدعوم من ايران. وصنف مجلس التعاون الخليجي الحزب اللبناني "منظمة ارهابية" وذلك بعد اقل من اسبوعين على وقف السعودية مساعدات عسكرية للبنان بسبب مواقف "مناهضة" لها حملت مسؤوليتها للحزب الشيعي.
وغربا، يضرب العنف والفوضى ليبيا منذ اطاحة نظام معمر القذافي في تشرين الاول/اكتوبر 2011. فالبلد الغني بالنفط تتنازع الحكم فيه سلطتان منذ اكثر من عام ونصف عام. ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة سرت ويسعى للتوسع في المناطق المحيطة.
كما تشن جماعات جهادية عمليات دامية في تونس بين الفينة والاخرى كان اخرها الاثنين الفائت اسفرت عن مقتل 13 عنصر امن و7 مدنيين و36 مسلحا.&
ولا يزال اقتراح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تاسيس قوة عربية مشتركة الذي وافق عليه القادة العرب في قمة اذار/مارس 2015 حبيس الادراج.
وعمليا، يقود الامين العام للجامعة العربية المؤسسة من مقرها على النيل في القاهرة لخمس سنوات مقبلة.
وجرى العرف ان يكون الامين العام من دولة المقر التي كان كل الامناء منها منذ تأسيسها العام 1945 باستثناء مرة واحدة فقط تولى فيها التونسي الشاذلي القليبي هذا المنصب عقب نقل مقر هذه المنظمة الاقليمية الى تونس اثر توقيع مصر اتفاقيات كامب ديفيد مع اسرائيل في العام 1978.
التعليقات