توصلت اذربيجان وسلطات ناغورنو قره باخ الانفصالية الثلاثاء الى وقف لإطلاق النار لإنهاء أربعة أيام من المعارك العنيفة، التي اوقعت 64 قتيلاً في هذه المنطقة الاستراتيجية في القوقاز.

باكو: أعلنت اذربيجان وسلطات ناغورنو قره باخ الانفصالية الثلاثاء التوصل الى وقف لاطلاق النار ينهي اربعة ايام من المعارك العنيفة التي اوقعت 64 قتيلاً في هذه المنطقة الاستراتيجية في القوقاز.

وفي فيينا تجتمع مجموعة مينسك التي تضم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا في منظمة الامن والتعاون في اوروبا، الثلاثاء، لاجراء محادثات بهدف التوصل الى حل دبلوماسي للازمة في ناغورنو قره باخ المتنازع عليها بين ارمينيا واذربيجان.

واعلنت وزارة الدفاع الاذربيجانية في بيان أن "العمليات العسكرية توقفت الثلاثاء ظهرًا (8,00 ت غ)"، بعد اعلان مماثل من سلطات ناغورنو قره باخ.

وافاد متحدث باسم الوزارة، "تم التوصل الى وقف لاطلاق النار مع اذربيحان، وصدرت الاوامر لوقف النيران". وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الطرفين أوقفا القصف بعد ظهر الثلاثاء بعد ليلة من القصف المدفعي المتقطع.

اسفرت المعارك بين القوات الارمينية والاذربيجانية عن مقتل 64 شخصًا على الاقل منذ اندلاعها ليل الجمعة في اسوأ اعمال عنف تشهدها هذه المنطقة المتنازع عليها منذ عقود.

واعلنت وزارة الدفاع الاذربيجانية صباح الثلاثاء مقتل 16 جنديًا اذربيجانيًا خلال 48 ساعة من المواجهات، وهذا ما يرفع الحصيلة الاجمالية للمعارك الى 64 قتيلاً على الاقل، من الجنود والمدنيين لدى الطرفين، كما تفيد بياناتهما الرسمية.

وتبادل الطرفان الاتهامات ببدء اعمال العنف، واعلنت اذربيجان عن السيطرة على عدة مرتفعات استراتيجية في المنطقة الخاضعة لسيطرة ارمينيا، ما سيعتبر اول تغيير في خط الجبهة منذ الهدنة التي انهت الحرب عام 1994.

وقد سيطر الانفصاليون الارمن المدعومون من يريفان على ناغورنو قره باخ في بداية التسعينيات بعد حرب اسفرت عن 30 الف قتيل، ومئات آلاف اللاجئين معظمهم من الاذربيجانيين. وتسكن اكثرية من الارمن ناغورنو قره باخ. وعلى الرغم من التوصل الى هدنة في 1994، لم توقع معاهدة سلام حتى الان.

محادثات فيينا

وتستضيف العاصمة النمساوية الثلاثاء اجتماعًا حول ناغورنو قره باخ بعد اربعة ايام على استئناف المعارك بين القوات الارمينية والاذربيجانية.

وستناقش مجموعة مينسك حول ناغورنو قره باخ التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا والمكلفة ايجاد حل لهذا "النزاع المجمد" منذ اكثر من عشرين عامًا، استئناف المعارك في هذه المنطقة. وتترأس هذه اللجنة فرنسا والولايات المتحدة وروسيا.

واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء أن مجموعة مينسك المكلفة الوساطة في النزاع حول ناغورنو قره باخ ستزور في الايام المقبلة ارمينيا واذربيجان والمنطقة المتنازع عليها.

وكانت هذه الازمة "الموضوع الاول" في اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر، "نحض الطرفين على التوقف فورًا عن استخدام العنف وتجنب أي شكل من اشكال التصعيد". واكد أن سقوط العدد "الكبير" من القتلى في النزاع "محزن".

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن لافروف وكيري "دانا محاولات +أطراف خارجية+ لمفاقمة المواجهات"، في اشارة على ما يبدو الى تصريحات للرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

وعشية اجتماع مجموعة مينسك، عمل اردوغان حليف باكو، على تأجيج التوتر، مؤكدًا أن "ناغورنو قره باخ ستعود يومًا بلا شك الى اذربيجان". 

وتعود جذور هذا النزاع الى قرون عدة، لكنه تفاقم في الحقبة السوفياتية عندما الحقت موسكو اقليم ناغورنو قره باخ الذي تسكنه غالبية ارمينية، باذربيجان في منطقة من القوقاز استراتيجية لنقل النفط والغاز قرب ايران وتركيا وعند ابواب الشرق الاوسط.

ويأتي هذا التصعيد العسكري في خضم ازمة دبلوماسية خطرة على خلفية الحرب في سوريا، بين روسيا التي تربطها علاقات جيدة بارمينيا، وتركيا حليفة اذربيجان التقليدية.