قال الشيخ محمد بن زايد إن مصر تُشكل ركيزة الاستقرار وصمام أمان المنطقة، مؤكدًا قرار بلاده بالمضي قدمًا في دعمهما على المستويات كافة.

دبي: أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في ختام زيارته إلى مصر اليوم، بتقديم مبلغ 4 مليارات دولار دعما لها، اثنان منها توجه للاستثمار في عدد من المجالات التنموية في مصر، واثنان على شكل وديعة في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطي النقدي المصري. وذلك بناء على توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لدعم الشعب المصري. وكانت الإمارات قد قدمت دعما ماليا ونفطيا آخر لمصر يصل إلى 18 مليار دولار منذ عام 2013.

موقف ثابت

وجدد الشيخ محمد بن زايد موقف الإمارات الداعم لمصر وشعبها في تحقيق تطلعاته في الاستقرار والتنمية والبناء، قائلًا: "ماضون في دعم مصر.. ومصر هي ركيزة للاستقرار وصمام أمان للمنطقة بما تمثله من ثقل استراتيجي وأمني ودورها الريادي في المنطقة".

وأفادت القيادة الإماراتية أن هذا الدعم يأتي في اطار التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين ومن منطلق موقف دولة الإمارات الثابت في دعم مصر وشعبها لتعزيز مسيرة البناء والتنمية وتقديرًا لدورها المحوري في المنطقة.

وتشهد العلاقات الاماراتية المصرية في الفترة الراهنة تطورًا ملحوظًا يزداد يومًا تلو الآخر. وقد بدا ذلك واضحًا فور سقوط نظام الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان، التي كانت تعادي الإمارات بشكل كبير، عبر إطلاق تصريحات غير مسؤولة وغير مقبولة من قبل عدد من قياديها.

مساعدات متنوعة

وفي مارس 2015 أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال مشاركته في مؤتمر القمة الاقتصادية في شرم الشيخ، أن المساعدات الإماراتية لمصر بلغت خلال عامي 2013 و2014 أكثر من 51 مليار درهم وشملت مجالات حيوية كالتعليم والتدريب والإسكان والنقل والمواصلات والرعاية الصحية والأمن الغذائي والطاقة، وذلك وفق نموذج من الشفافية والتعاون الفريد والعمل يداً بيد بين مصر ودولة الإمارات. كما أعلن عن حزمة دعم بقيمة 7 .14 مليار درهم للشعب المصري، وتتكون من شريحتين، الأولى عبارة عن 35 .7 مليارات درهم وديعة في المصرف المركزي، والثانية أيضاً بمبلغ 35 .7 مليارات درهم لمشاريع متنوعة في قطاعات عدة سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق، في الوقت الذي وجه فيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الشكر والتقدير إلى دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على دعمها ومساعداتها إلى مصر.
&
أسطول نفط&

وفي يوليو 2013 زار وفد اماراتي رفيع المستوى القاهرة وقدم دعمًا ماليًا لمصر يقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار، منها منحة بقيمة مليار دولار، ووديعة بملياري دولار أخرى من دون فوائد تودع في البنك المركزي المصري، وذلك جزء من برنامج دعم مالي أكبر أعلنت أبوظبي عن تقديمه للقاهرة.

وأعلن وقتها الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي أن بلاده بدأت بإرسال سولار وبنزين ونفط لمصر، مغردا على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: "سيكون هناك أسطول أوله في دبي وآخره في قناة السويس من أجل دعم مصر، قد وصل منها بالفعل لميناء السويس شحنة سولار تبلغ 30 ألف طن".
&
تجمع محمد بن زايد&

وغادر الشيخ محمد بن زايد القاهرة اليوم بعد زيارة عمل، وكان في وداعه لدى مغادرته مطار القاهرة الدولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وعدد من كبار المسؤولين المصريين .

وكان ابن زايد قد قام صباح اليوم يرافقه الرئيس السيسي بجولة تفقدية لـ "تجمع الشيخ محمد بن زايد" الذي يربط بين القاهرة الجديدة كامتداد طبيعي للعاصمة الحالية وبين العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بطول 12 كيلومترا وعرض 6.5 كيلومترات وبمساحة إجمالية تصل إلى نحو 20 ألف فدان.

ويشمل التجمع العديد من الأنشطة والأعمال من بينها حي للمال والأعمال وحي سكني ومدينة علمية ومدينة طبية عالمية وقرية ذكية وأرض للمعارض ومنطقة ترفيهية وخدمية، ويتخلل التجمع محور أخضر يتضمن العديد من المطاعم ومناطق التنزه ومسارات للدراجات والمشاة.

ويرتبط هذا التجمع بالعاصمة الإدارية الجديدة من خلال جسرين على تقاطع محور "الشيخ محمد بن زايد" على الطريق الدائري الإقليمي. ومن المخطط وضع حجر الأساس وتدشين المشروع في نهاية شهر مايو المقبل، كما سيتم الانتهاء من جميع الإنشاءات والطرق والمرافق خلال عامين. ويعمل بالمشروع حوالى 50 شركة مقاولات وإنشاءات مصرية بإجمالى 50 ألف مهندس وفني وعامل.

وأعرب الشيخ محمد بن زايد عن تمنياته لمصر وشعبها كل التوفيق والتقدم والازدهار، مثمنا الجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية في سبيل تحقيق التنمية الشاملة بما يلبي تطلعات الشعب المصري.
&
التكاتف العربي.. ومحاربة الإرهاب

وخلال زيارته بحث بن زايد مع السيسي تعزيز التعاون الأخوي والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، إلى جانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. &وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات التي تهم البلدين بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

وأكد الجانبان خلال اللقاء عمق العلاقات التي تربط البلدين واعتزازهما بما وصلت إليه علاقات التعاون من متانة ورسوخ بفضل حرص قيادتي البلدين على الدفع بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا من التعاون والتنسيق الاستراتيجي لاسيما في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة. وناقش الجانبان عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك والتنسيق والتشاور حولها وفي مقدمها التحديات الأمنية التي تستهدف زعزعة استقرار المنطقة والعنف والتطرف وأعمال الجماعات الإرهابية.

وأكدا أهمية تضافر الجهود والتعاون والتكاتف والتضامن العربي والوقوف صفا واحدا أمام التهديدات والتدخلات الخارجية التي تهدف إلى تقويض أسس الاستقرار والأمن في المنطقة العربية وضرورة إيجاد منطلقات قوية وفاعلة في العمل العربي المشترك من شأنها مجابهة مصادر التهديد والقضاء على مخاطر التطرف والارهاب في المنطقة.
&
خارطة المستقبل

من جانبه أكد الرئيس السيسي عمق العلاقات بين دولة الإمارات ومصر، وشدد على حرص بلاده على تعزيزها وتنميتها والدفع بها قدما بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين. &واستعرض جهود انجاز استحقاقات خارطة طريق المستقبل وأهم المشاريع الحيوية والتنموية المنجزة المتوزعة في جميع أنحاء مصر، مشيرا الى جهود الحكومة في استقطاب الاستثمارات والمشاريع التي من شأنها تنمية الاقتصاد الوطني مرحبا فخامته بالمستثمرين الإماراتيين في مصر .

و في ختام اللقاء، أكد الجانبان أهمية التوصل الى حلول سياسية وسلمية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة بما يحافظ على كيانات تلك الدول ويحمي وحدتها وسيادتها ويصون مقدرات شعوبها، وشددا على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل إنهاء الصراعات التي تشهدها المنطقة بما يساهم في ارساء الأمن وتعزيز الاستقرار والتنمية بها.
&