فرانكفورت: انتقد وزير الاقتصاد الالماني سيغمار غابرييل المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بسبب ما وصفه بموقفها "الخاطئ" من اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، وذلك في مقابلة سيتم نشرها الاثنين، ما يشير الى انقسامات عميقة في الحكومة حول الاتفاق. 

وصرح غابرييل، الذي يشغل كذلك منصب نائب المستشارة، لمجموعة "ار ان دي" الصحافية المحلية ، ان حزبه الاشتراكي الديموقراطي "لا يرغب في ان يكون جزءا من اتفاق سيء"، محذرا من التسرع في التوصل الى اتفاق حول ما يسمى "شراكة التجارة والاستثمار بين جانبي المحيط". 

واعتبر ان ميركل "مخطئة في قولها وسط الحماسة بازاء زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لالمانيا، اننا سنتمكن في ظل كل الظروف، من ان نكمل المفاوضات هذا العام". 

وترغب كل واشنطن وبروكسل في التوصل الى الاتفاق هذا العام قبل انتهاء ولاية اوباما، الا ان الاتفاق يواجه معارضة متزايدة على جانبي الاطلسي. 

وكان غابرييل، الذي يشارك حزبه في ائتلاف ميركل الحكومي، اعلن في وقت سابق هذا الشهر ان الاتفاق "سيفشل" اذا رفضت الولايات المتحدة تقديم تنازلات. 

وتشير استطلاعات الراي الى ان سكان المانيا، اكبر دولة اقتصادية في منطقة اليورو، يشعرون بقلق متزايد من الاتفاق المقترح رغم دعم ميركل المتواصل له. 

وقال نحو 70% من الالمان الذين شاركوا في استطلاع هذا الشهر انهم يعتقدون ان الاتفاق "سيعود عليهم بالمساوىء". 

وخرج عشرات الاف الالمان الى الشوارع حتى الان احتجاجا على الاتفاق. وجرت تظاهرة اثناء زيارة اوباما لالمانيا الشهر الماضي. 

واثناء قمة مجموعة السبع في اليابان هذا الاسبوع، اعرب زعماء دول المجموعة -- الولايات المتحدة، المانيا، اليابان، بريطانيا، ايطاليا، فرنسا، وكندا -- عن دعمهم للتوصل الى الاتفاق هذا العام ما دام كان "طموحا وشاملا ومفيدا للجانبين". 

ومن المقرر ان تجري الجولة الثانية من المفاوضات بشان الاتفاق في حزيران/يونيو المقبل. 

ومن شان الاتفاق ان ينشىء منطقة تجارة حرة تشمل 850 مليون شخص. ويقول معارضوه انها ستؤثر سلبا على الوظائف والمستهلكين والبيئة.