إيلاف من لندن: شارك في استفتاء "إيلاف" الاسبوعي 1439 قارئا ادلوا بآرائهم حول معركة مدينة الفلوجة الحالية في&محافطة الأنبار الغربية والدائرة منذ 23 من الشهر الماضي واجابوا على سؤالها فيما اذا كانت هذه المعركة ستعمق الشرخ الطائفي في البلاد.. أو ستخفف منه.. أو أنها ستعجل بتحرير مدينة الموصل ثاني اكبر مدن البلاد بعد العاصمة بغداد.

تحرير الفلوجة يعجل بانتزاع الموصل من داعش

وقد عبر 750 قارئا من مجموع عدد المشاركين في الاستفتاء عن رأيهم بأن معركة الفلوجة ستعجل بتحرير مدينة الموصل حيث شكلت نسبة هؤلاء 52 بالمائة من مجموع عدد المشاركين البالغ 1439 قارئا.

ومن الواضح ان هذا العدد من المستفتين قد عبر عن موقفه تأثرا بمواقف وتصريحات القادة السياسيين والعسكريين وتطورات المعارك على الارض حيث اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 25 من الشهر الماضي ان الايام المقبلة ستشهد تحرير الفلوجة وبعدها سيتم المباشرة بتحرير الموصل.&

وأكد أن عمليات تحرير الفلوجة تشهد تقدما ونجاحات لقواتنا المسلحة في المدينة التي سقطت بيد العصابات الارهابية قبل احتلال الموصل باكثر من ستة اشهر ونحن حريصون على سلامة المدنيين فيها وتوفير اماكن آمنة لهم وعزل الارهابيين استعدادا للمرحلة الثانية من عمليات التحرير بانتزاع الموصل من قبضة الارهاب.

وتابع أن "الايام المقبلة ستشهد تحرير الفلوجة وبعدها سننتقل إلى الموصل التي بدأ القتال فيها قبل فترة وهناك مناطق عديدة تحررت وحريصون على سلامة المدنيين فيها".&

ومن جهته اعتبر الجنرال الأميركي المتقاعد ويسلي كلارك القائد الأعلى الأسبق لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أن عملية تحرير الفلوجة من قبضة تنظيم داعش التي يخوضها الجيش العراقي هي "تسخين" لعملية استعادة السيطرة على الموصل.

وأشار إلى أنّ معركة الفلوجة ستكون اختبارا كبيرا للحكومة هل ستتمكن من الحفاظ على قواتها معا وكيف ستواجه التحديات في الفلوجة لأنه لم يعد فيها سوى 60 ألف مدني من أصل 300 ألف.. وتابع أن "الموصل هي الجائزة الكبرى فنحن نتحدث عن عملية لاستعادة الموصل منذ أشهر فمساحتها 3 أضعاف الفلوجة وعدد المدنيين فيها ما زال يقدر بمئات الآلاف.. معتبرا أن عملية الفلوجة "تسخين" او "إحماء" للموصل.

أما نائب رئيس البرلمان العراقي آرام شيخ محمد فقد قال ان "تحرير قضاء الفلوجة هي ضربة قاصمة بوجه داعش الإرهابي وسيمهد الطريق لتحرير محافظة الموصل وهذا التنظيم التكفيري الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق الأبرياء وأرعب العـالم بأسـره سينتهي نفوذه وقوته في العراق قـريبا".

تعمق الشرخ الطائفي&

ومن جانبهم رأى 618 قارئا بلغت نسبتهم 43 بالمائة من مجموع عدد المستفتين ان معركة الفلوجة ستعمق من الشرخ الطائفي في البلاد.

وتشير مواقف هذه الشريحة من المستفتين إلى أنّها متأثرة كثيرا بالضجة الاعلامية التي رافقت بدء عمليات تحرير الفلوجة والتي اعتبرتها طائفية شيعية ضد سنة البلاد حيث رأت صحف عربية أن هناك أهدافا &طائفية وراء المعركة.. فيما أدان بعض كتابها التدخل الإيراني في الهجوم مشيرين إلى أنّ وراءها أسبابا تتعلق بالصراع السياسي بين الميليشيات الشيعية الحاكمة في بغداد وأسباب طائفية تتعلق بالصراع بين السنة والشيعة هناك.&

وقالت ان وصول اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس لأسوار الفلوجة وقيادته لقوات الحشد الشعبي لدخول منطقة الكرمة وقيامهم بحرق المساجد وإعدام عدد من الشباب &اعتباطيا وانتقاميا بقطع رؤوسهم في ممارسات فاشية مرعبة بدعوى انتمائهم لتنظيم الدولة من دون تيقن ولا تثبت ولا محاكمة أمر يؤكد ان الممارسات الإيرانية في العراق قد تعدت كل منطق وتجاوزت كل الحواجز والأطر المقبولة.&

ومن جانبها اتهمت منظمة اوروبية النظام الايراني بالتذرع بالتنظيم &لتنفيذ عمليات تطهير عرقي ضد العراقيين السنة ودعت إلى حل للميليشيات العراقية التي تقودها إيران وإعلان التدخل الإيراني في شؤون العراق أمرا محظورا.

واضافت ان "الميليشيات العراقية التابعة للنظام الإيراني تحت قيادة قائد قوة القدس الإيرانية الإرهابية قاسم سليماني تقود من جانب واحد عملية الهجوم والقتل والذبح ضد المدنيين الأبرياء وكذلك حرق المنازل والمساجد وحتى قطع رؤوس الناس في الفلوجة حيث ان هناك سبع عشرة مجموعة ميليشيا تحت قيادة ايران من بينها منظمة بدر الإرهابية مع ستة آلاف رجل، والعصائب مع خمسة آلاف رجل &والكتائب بأربعة آلاف رجل وكتائب الإمام علي مع ثلاثة آلاف رجل يشتركون في هذه العملية".&

وقالت ان لقطات نشرت على الانترنت تظهر عناصر الميليشيات وهم مرددون شعارات طائفية بعد قطع رؤوس 17 شخصا في بلدة الكرمة القريبة من الفلوجة.

معركة تحرير الفلوجة ليست طائفية

ومقابل ذلك رأت اقلية بين المستفتين ان معركة الفلوجة ليست طائفية وانها ستخفف من الشد الطائفي حيث صوت لهذا الرأي 71 قارئا فقط بلغت نسبتهم 5 بالمائة من مجموع عدد المستفتين البالغ 1439 قارئا.

وواوضح ان مواقف هذه المجموعة من القراء قد تناغمت مع مواقف سياسية من الموضوع حيث اعتبر زعيم الائتلاف الوطنية إياد علاوي إن العمليات التي تقوم بها القوات العراقية ضد مقاتلي تنظيم داعش ليست معركة طائفية كما يصورها البعض.&

وقال في تدوينة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "هناك من يصور ان معركة الفلوجة هي معركة طائفية ولكن في الحقيقة هي ليست طائفية وان الشعب العراقي يرفض الطائفية بدليل خروجه بتظاهرات مليونية منذ عام تندد بالطائفية السياسية وبسياسة المحاصصة فوعي الجماهير يعكس صورة عن معركة الفلوجة غير هذا التوجه".

ومن جهته اكد قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الهادي الساعدي تعليقا على رفع صور الشيخ الشيعي السعودي نمر النمر الذي اعدمته سلطات بلده بتهمة الارهاب مؤخرا من قبل قوات الحشد الشعبي وإلصاقها ببعض القاذفات أن معركة الفلوجة ليست بأي حال معركة الشيعة ضد السنة رافضا في السياق أن يتم تصويرها من قبل البعض على كونها معركة طائفية أو انتقامية.

وتقف القوات العراقية حاليا على تخوم مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) استعدادا لدخولها وانتزاعها من ايدي تنظيم داعش حيث تعتبر المدينة مركزا دينيا مهما للسنة في العراق وتسمى "مدينة المساجد" نظرا لانتشار مئات المساجد فيها، وفيها برز أول اتباع المذهب الوهابي في العراق نظرا لوجودها على مفترق طرق مع السعودية والاردن. &
&