لندن: قررت الحكومة البريطانية الاربعاء تمديد مهلة تسجيل الناخبين الذين سيشاركون في استفتاء 23 يونيو حول البقاء في الاتحاد الاوروبي حتى منتصف ليل الخميس-الجمعة، بعد عطل محرج في الانترنت مساء الثلاثاء منع كثيرين من تسجيل اسمائهم.&

وقالت الحكومة في بيان "نظن ان من العدل تمديد مهلة التسجيل حتى منتصف ليل 9 يونيو، للسماح للاشخاص الذين لم يتمكنوا من التسجيل بان (...) يكون لديهم الوقت لفعل ذلك". وكان مزمعا اغلاق باب التسجيل رسميا عند منتصف ليل الثلاثاء، لكنه تأجل يومين.&

وسيشهد البرلمان البريطاني الخميس تصويتا على هذه المسألة، في وقت تبدو الحكومة واثقة بالحصول على موافقته، اذ ان كلا من حزب العمال والحزب الوطني الاسكتلندي والحزب الليبرالي الديموقراطي، المؤيدين للبقاء داخل الاتحاد، قد طالبوا بحصول هذا التمديد، معتبرين ان المعسكر الذي ينتمون اليه هو الاكثر تضررا من حصول عطل في الانترنت.&

وتسبب التدفق الكثيف للراغبين في تسجيل اسمائهم في اللحظة الاخيرة للمشاركة في الاستفتاء، بحصول عطل في الانترنت عند الساعة 22,15 بالتوقيت المحلي. ومن بين هؤلاء خصوصا الشباب البريطانيون المؤيدون لبقاء بلادهم داخل الاتحاد خلال استفتاء 23 يونيو وفق ما اظهرت استطلاعات الرأي.&

واشارت الحكومة البريطانية الى ان 525 الف شخص سجلوا اسماءهم الثلاثاء، بينهم 132 الفا ما دون 25 عاما، مقابل 13 الفا تراوح اعمارهم بين 65 و74 عاما. وشهد موقع التسجيل معدلات دخول قياسية بلغت 214 الف شخص في الساعة، فيما تسجل 4,5 ملايين شخص خلال الاشهر الثلاثة الفائتة.&

وفي منتصف النهار دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال مداخلته الاسبوعية امام البرلمان، الناخبين الى مواصلة تسجيل اسمائهم. كذلك دعت اللجنة الانتخابية التي ستشرف على حسن سير العملية الانتخابية، الناخبين الى مواصلة تسجيل اسمائهم حتى منتصف ليل الخميس.&

وقال رئيس اللجنة اليكس روبرتسون في بيان "يجب عدم استثناء اي شخص من هذا التصويت بسبب المشكلات التي شهدها" موقع التسجيل التابع للحكومة. ودعا زعيم حزب العمال جيريمي كوربين ليل الثلاثاء الاربعاء الى تمديد فترة التسجيل.

"ضربة قاسية" مقابل "نتيجة محرفة"

وقال زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي تيم فارون ان العطل قد يشكل "ضربة قاسية" لحملة تأييد البقاء في الاتحاد الاوروبي. اضاف ان "غالبية الشباب يؤيدون البقاء داخل الاتحاد، واذا حرموا (من التصويت) فان ذلك قد يكلفنا (خسارة) مكاننا في اوروبا".&

في المقابل، ندد ماثيو اليوت، احد مسؤولي حملة الخروج من الاتحاد، بالمناورات الهادفة الى حرمان معسكره من الفوز. وقال ان "الحكومة والموالين لها يحاولون تسجيل عدد قياسي من الناخبين المخولين التصويت، من اجل البقاء" داخل الاتحاد، داعيا الى منعهم من "تحريف نتائج الاستفتاء".&

وحصل العطل في موقع تسجيل الاسماء اثر مواجهة تلفزيونية بين متزعم المعسكر المشكك بجدوى الاتحاد نايجل فاراج الذي يدافع عن خروج بريطانيا من الاتحاد، وكاميرون الذي يدافع عن بقاء البلاد داخله.

ودعا كاميرون المحافظ، البريطانيين الى عدم اختيار "بريطانيا الصغيرة التي يريدها نايجل فاراج"، معتبرا ان "الخطوة الايجابية الواجب اتخاذها (...) هي خوض معركة بريطانيا الكبيرة داخل الاتحاد الاوروبي" تجنبا لـ"معاناة الاقتصاد".&

اما فاراج فاعتبر ان "البريطانيين العاديين" شهدوا "فترة مزرية" مع انخفاض في مستوى معيشتهم مرتبط في نظره بدخول كثيف لعمال اوروبيين الى سوق العمل البريطانية. وسيتواجه مساء الخميس رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون زعيم انصار الخروج من الاتحاد الاوروبي، ونيكولا ستوروجون رئيسة وزراء اسكتلندا التي تدافع عن الوضع الراهن للبلاد.

واذا كانت غالبية الاسكتلنديين مؤيدة لبقاء المملكة المتحدة داخل الاتحاد، فان الخروج من الاتحاد الاوروبي لن يصب في مصلحة استقلالهم عن المملكة، وفق ما اظهر استطلاع للرأي الاربعاء.&

والاربعاء اظهرت استطلاعات الرأي الستة الاخيرة التي اجراها موقع "بماذا تفكر بريطانيا"، حصول المعسكر المؤيد لبقاء البلاد داخل الاتحاد على 51 بالمئة من الاصوات، مقابل 49 بالمئة للمعسكر المؤيد لخروجها.