في وقت أدان زعماء ورؤساء دول تفجيرات انتحارية ضربت ليل أمس مطار أتاتورك في إسطنبول، دعوا إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة أعمال مماثلة.&ورجّح رئيس الحكومة وخبراء في شؤون الإرهاب أن تكون خلفية الهجمات "جهادية".
إسطنبول: اعلن مسؤول تركي الاربعاء ان ايرانيًا واوكرانيًا هما اول قتيلين اجنبيين تأكدت هويتهما نتيجة الاعتداء الانتحاري الذي وقع مساء الثلاثاء في مطار اتاتورك في اسطنبول. وقال هذا المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته في تصريح صحافي "استطيع ان اؤكد مقتل ايراني واوكراني في اعتداء امس".
واعلن مكتب حاكم اسطنبول الاربعاء في بيان ان حصيلة الاعتداء الذي نفذه ثلاثة انتحاريين في مطار اسطنبول مساء الثلاثاء ارتفعت الى 41 قتيلا و239 جريحا.
واشار البيان الى ان 130 جريحًا لا يزالون يتلقون العلاج في مستشفيات المدينة، موضحًا ان بين الضحايا 13 اجنبيا. وكانت حصيلة رسمية سابقة اشارت الى سقوط 36 قتيلا. وبين الضحايا الـ13 الاجانب هناك 5 سعوديين وعراقيان وتونسي واوزبكستاني وصيني وايراني واوكراني واردني، بحسب مسؤول تركي.
وقد نصحت القنصليتان الأميركية والفرنسية مواطني الدولتين بعدم التواجد في منطقة المطار. وتعرضت تركيا منذ العام الماضي لسلسلة اعتداءات دامية نسبت الى المتمردين الاكراد وتنظيم الدولة الاسلامية. وشهدت أنقرة واسطنبول، أكبر مدينتين تركيتين، موجة هجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص، إضافة إلى عشرات الجرحى.
وأعلن مسؤول تركي الاربعاء انه تم التعرف على ايراني واوكراني بين الاجانب الذين قضوا في الاعتداء. وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم ليلا للصحافيين من موقع الهجوم "الأدلة تشير إلى داعش". ولم ترد حتى الان اي معلومات حول هويات المهاجمين.
وكشفت صور وتسجيلات فيديو تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي عن كرة نار ضخمة على مدخل المطار، فيما حاول عناصر امن اجلاء الركاب المذعورين الذين كانوا يصرخون في الاروقة. وبدا في احد الاشرطة المصورة المروعة احد الانتحاريين وهو يتلوى ارضا بعد اصابته برصاص شرطي قبل ان يفجر حزامه الناسف.
وبحسب السلطات، فإن انفجارات وقعت بداية عند مدخل محطة الرحلات الدولية نحو الساعة 22,00 (19,00 ت غ). وعمد ثلاثة مهاجمين الى إطلاق النار بالرشاشات على مسافرين وشرطيين أثناء خدمتهم، قبل ان يتم الرد عليهم ثم يفجر الانتحاريون أنفسهم. وقال محافظ اسطنبول واصب شاهين لصحافيين إن "ثلاثة انتحاريين نفذوا الهجوم".
بعيد ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى "مكافحة دولية مشتركة" ضد الإرهاب. واضاف ان "هذا الهجوم الذي جرى خلال شهر رمضان، يظهر أن الإرهاب يضرب من دون أي اعتبار للمعتقد أو للقيم". يذكر اسلوب تنفيذ الهجوم باعتداءات باريس في نوفمبر الماضي (130 قتيلا) وبروكسل (32 قتيلا في المترو والمطار) في مارس. ووردت تغريدة على حساب مطار بروكسل على "تويتر" جاء فيها "افكارنا تتجه الى ضحايا هجوم مطار اسطنبول".
كرة نار هائلة
ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "بشدة" اعتداء اسطنبول، واصفا إياه بـ"العمل الفظيع" وداعيا الى تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الارهاب.
في واشنطن، دان متحدث باسم البيت الابيض الهجمات "المشينة"، مؤكدا دعم واشنطن لانقرة. كذلك دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "الهجوم الإرهابي"، داعيا إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة أعمال مماثلة. وكان ساد الذعر محطة الرحلات الدولية في المطار بعد سماع انفجارين عنيفين تلاهما اطلاق نار.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس جثثا مغطاة في المطار الذي تناثرت فيه حقائب سفر خلفها اصحابها، وسط انتشار مئات عناصر الشرطة والاطفاء. وقالت اليابانية يومي كويي لفرانس برس "كنت انتظر رحلتي الى طوكيو عندما بدأ الناس فجأة بالفرار فتبعتهم. سمعت طلقات نارية وساد الذعر".
كذلك روت الصومالية اوفتاه محمد عبد الله لفرانس برس انها شاهدت مهاجما "كان يضع شالا وردي اللون وسترة قصيرة خبأ (تحتها) بندقية اخرجها وبدا يطلق النار على الناس".
ونقلت التلفزيونات صورا لحالة الفوضى امام مستشفى بكركوي الكبير قرب المطار، الذي توافد اليه افراد سعيا الى الحصول على معلومات عن اقاربهم. كما زار يلديريم المطار ليلا وسط حماية مشددة.
بين المتمردين الأكراد و"الجهاديين"
وعلقت جميع الرحلات المغادرة من المطار، أكبر مطارات تركيا والحادي عشر في العالم، والذي مر عبره في العام الماضي 60 مليون مسافر. ولفت يلدريم إلى أن حركة الطيران استؤنفت منذ الساعة الثالثة صباحا الاربعاء بالتوقيت المحلي (00,00 ت غ).
على وسائل التواصل الاجتماعي، انتقد المتصفحون التقارب المفترض بين النظام التركي الاسلامي المحافظ وتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا المجاورة، وهي نظرية ينفيها المسؤولون الاتراك باستمرار. وغرد فهيم تاشتكين على "تويتر" قائلا "القتلة الذين دربتموهم وتساهلتم معهم يرتكبون المجازر".
وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مطار في تركيا. ففي ديسمبر، كان مطار صبيحة غوكشين هدفا لهجوم تبنته "صقور حرية كردستان"، أسفر عن مقتل أحد الموظفين.
وشهدت تركيا منذ العام الماضي سلسلة اعتداءات دامية نسبت الى المتمردين الاكراد او تنظيم الدولة الاسلامية اسفرت عن مقتل 200 شخص تقريبا ومئات الجرحى، واشاعت اجواء طاغية من عدم الامان.
واستهدفت الاعتداءات قوى الامن التركية اضافة الى مناطق سياحية، وتسببت بتراجع فوري للسياحة. ولم يتبن تنظيم الدولة الاسلامية ايا من هذه الاعتداءات.
أردوغان: لمكافحة مشتركة
هذا ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى "مكافحة دولية مشتركة" ضد الإرهاب، بعد اعتداء نفذه ثلاثة انتحاريين مساء الثلاثاء في مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول، أسفر عن مقتل 32 شخصًا على الأقل.
وقال أردوغان في بيان صادر من مكتبه الإعلامي "آمل بشدة أن يكون الهجوم الذي استهدف مطار أتاتورك منعطفًا، ونقطة مفصلية، لبدء مكافحة مشتركة، بقيادة الدول الغربية، في أنحاء العالم ضد التنظيمات الإرهابية".
وأضاف الرئيس التركي أنه "في حال فشلت الدول، كما البشرية جمعاء، في توحيد القوى وشن معركة مشتركة ضد التنظيمات الإرهابية، فإن كل الاحتمالات التي نخشاها في أذهاننا ستصبح حقيقة واحدة تلو الأخرى".
أبرز الاعتداءات في تركيا منذ عام
تشهد تركيا منذ صيف 2015 موجة اعتداءات دامية، تخللتها خمسة هجمات انتحارية، منذ عام كان اخرها اعتداء ثلاثي مساء الثلاثاء في مطار اتاتورك الدولي في اسطنبول اسفر عن مقتل 36 شخصا على الاقل.&
في ما يلي تذكير بابرز الاعتداءات في البلاد في الاشهر الـ12 الاخيرة:
- 8 يونيو 2016: 6 قتلى في هجوم بسيارة مفخخة على مقر الشرطة في مديات (جنوب شرق) تبناه متمردو حزب العمال الكردستاني.
- 7 يونيو 2016: 11 قتيلا بينهم ستة شرطيين في اعتداء بالسيارة المفخخة في حي بيازيد التاريخي في اسطنبول. بعد ثلاثة ايام تبنت الهجوم مجموعة "صقور حرية كردستان" المتشددة المقربة من حزب العمال الكردستاني التي حملها الرئيس رجب طيب اردوغان المسؤولية من البداية.
- 31 مارس 2016: مقتل سبعة شرطيين واصابة 27 شخصا في اعتداء بالسيارة المفخخة في دياربكر المدينة الرئيسة في جنوب شرق تركيا، تبناه الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني.
- 19 مارس 2016: مقتل 4 سياح (3 اسرائيليين بينهم اثنان يحملان ايضًا الجنسية الاميركية وايراني) في اعتداء نفذه انتحاري فجر نفسه في جادة الاستقلال الشهيرة، ونسبته السلطات التركية الى تنظيم الدولة الاسلامية.
- 13 مارس 2016: 35 قتيلا واكثر من 120 جريحا في اعتداء بالسيارة المفخخة في وسط انقرة تبنته "صقور حرية كردستان".
- 17 فبراير 2016: 28 قتيلا وحوالى 80 جريحا في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري في وسط انقرة، استهدف آليات عسكرية وتبنته ايضا "صقور حرية كردستان".
- 14 يناير 2016: 6 قتلى، شرطي وخمسة مدنيين، في هجوم بسيارة مفخخة استهدف مركز الشرطة في تشينار على بعد 30 كلم من دياربكر جنوب شرق البلاد، وتبناه حزب العمال الكردستاني، الذي اعتذر على سقوط قتلى مدنيين.
- 12 يناير 2016: مقتل 12 سائحا المانيا في هجوم انتحاري في حي السلطان احمد في الوسط التاريخي لاسطنبول. والهجوم الذي نسبته السلطات الى تنظيم الدولة الاسلامية نفذ قرب ابرز المواقع السياحية في المدينة كمحتف ايا صوفيا والمسجد الازرق (جامع السلطان احمد).
- 10 اكتوبر 2015: مقتل 103 اشخاص واصابة اكثر من 500 في تفجيرين انتحاريين امام محطة انقرة المركزية للقطار خلال تجمع مؤيد للاكراد. وهذا الهجوم الاكثر دموية على الاراضي التركية نسبته السلطات الى تنظيم الدولة الاسلامية.
&- 20 يوليو 2015: اعتداء في سوروتش قرب الحدود السورية، يسفر عن 34 قتيلا ونحو مئة جريح بين ناشطي القضية الكردية، نسبته السلطات الى تنظيم الدولة الاسلامية.
18 مايو: مقتل اربعة جنود بقنبلة في جنوب شرق تركيا في هجوم نسبه الجيش الى حزب العمال الكردستاني.
10 مايو: ثلاثة قتلى في انفجار سيارة مفخخة عند مرور حافلة للشرطة.
2 مايو: مقتل جندي في انفجار سيارة مفخخة نسبه الجيش الى حزب العمال الكردستاني في دياربكر، المدينة الكبرى في جنوب شرق البلاد حيث تقيم غالبية كردية.
1 مايو: مقتل ثلاثة شرطيين في انفجار سيارة مفخخة امام مقر قيادة الشرطة في غازي عنتاب (جنوب شرق) قرب الحدود السورية نسبته انقرة الى تنظيم الدولة الاسلامية.
27 ابريل: انتحاري يفجر نفسه امام موقع سياحي في بورصة شمال غرب البلاد متسببا باصابة 13 شخصا وصحيفة حرييت تقول انه من حزب العمال الكردستاني.
12 ابريل: قتيل في اعتداء بالسيارة المفخخة نسبته السلطات الى حزب العمال الكردستاني، واستهدف مركزا عسكريا في محافظة دياربكر (جنوب شرق البلاد ذات الغالبية الكردية).
&
التعليقات