ذكر الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أن "الانقلابيين" الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح تعاملوا مع مفاوضات السلام اليمنية في الكويت بأفق ضيق ومنطق تكريس "الانقلاب".

إيلاف من دبي: غرّد قرقاش في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلًا: "شهدت مفاوضات الكويت تعنتًا حوثيًا موثقًا، في محاولة لتكريس غنائم الانقلاب، وعلى الأرض محاولات التمرد حثيثة للتوسع استغلالًا لوقف إطلاق النار".

تابع قرقاش أن "الانطباع العام من الكويت أن التمرد (الحوثي/ صالح) مستمر في غيّه، ولم يتعامل مع فرصة السلام بجدية ومسؤولية، ومحاولات تغيير الحقائق على الأرض شاهدة". مؤكدًا أن "الطريق إلى الحل السياسي واضح، وتدعمه المرجعيات الدولية، وتحالف الحوثي/ صالح تعامل مع الفرصة بأفق ضيق ومنطق تكريس الانقلاب، وهذه العقلية لن تنجح".

الدكتور أنور قرقاش

وكان وفد الحكومة اليمنية المفاوض قد غادر الكويت يوم الخميس 30 يونيو، بعد 75 يومًا، ذهب فيها إلى مشاورات مع وفد الحوثي/ صالح، من أجل تحقيق السلام للشعب اليمني، لكنّ الحوثيين وأنصار صالح أرادوها فرصة لاستمرار "الانقلاب" والحرب، حسب ما ذكر قرقاش.

أجندة خارجية في البحرين
وفي ما يختص بالشأن البحريني، غرّد قرقاش قائلًا إن "العنف والتحريض المذهبي المفضوح في البحرين أجندته خارجية، حزم الحكومة وتوجّه الملك الإصلاحي سينتصر، لن يصحّ إلا الصحيح". مؤكدًا أن "العنف والطائفية تكشف حقيقة المعارضة وارتباطاتها الخارجية، النموذج البحريني حي وجامع ومتقدم على النموذج اللاهوتي المذهبي الذي يروّج له هؤلاء".

وكتب: "إلى متى تصبر الدول على من يحرّض على العنف، ويمسّ الوحدة الوطنية والوئام المذهبي؟، قرار البحرين بإسقاط الجنسية عن عيسى قاسم هذا سياقه".

انتهازية الإخوان
في ما يتعلق بالإخوان المسلمين، قال قرقاش "جلسة الاستماع إلى قادة الإخوان المسلمين مع النائب البريطاني كريسبن بلنت، التي جرت في 7 يونيو، مهمة، وتفضح الخطاب المزدوج للإخوان وانتهازيته وتلونه.. وبرغم أنها جلسة استماع حول الإسلام السياسي، إلا أن قادة الإخوان احتكروها في محاولتهم الحالية لإعادة إنتاج خطابهم بعد انهيار شعبيتهم وفرصهم".

وأشار إلى أنه "من الواضح أن الإخوان مستعدون في سعيهم الدائم إلى كسب دوائر القرار الغربية، مستعدون لتفصيل الخطاب على قياس رأي المتلقي، فالمبدأ الأساس النفوذ والسلطة.. ويبرز من خلال الجلسة أن خطاب الإخوان موجّه إلى الغرب، ومبادئهم جميعها مرنة وقابلة للتفاوض من الشريعة إلى الديموقراطية إلى المرأة والمثليين".

سيد قطب وركوب الديموقراطية
تابع أنه "يتضح التباس مسألة العنف في فكرهم وممارستهم عبر دفاعهم عن فكر سيد قطب، من خلال تمييز خلاق بين أدبياته المحرّضة وأتباعه الذين لجأوا إلى العنف.. نجد في جلسة الاستماع مثابرة من الإخوان على ركوب موجة الديموقراطية في استجداء رخيص لقبول غربي لجماعتهم وطموحها السياسي المغلف بالدين".

وأكد الوزير قرقاش أن جلسة الاستماع تكشف عن مرونة تكتيكية، موجّهة إلى الغرب، لقبول الإخوان بحقوق المثليين، وننتظر كيف سيترجم هذا الخطاب على الصعيدين العربي والإسلامي.. جلسة الاستماع مع قادة الإخوان في مجلس العموم البريطاني مهمة، وتبيّن رغبة مشتركة في الاحتضان لجماعة اتسم تاريخها بالإنتهازية والخطاب المزدوج".

تمكين المرأة الإماراتية
انتقل قرقاش في تغريداته من الشأن الدولي إلى الشأن الداخلي الإماراتي الخاص بملف المرأة قائلًا "إن تجربة دولة الإمارات تثبت أن أحد أهم مفاتيح النجاح يتمثل في ملف تمكين المرأة، بحيث تكون شريكًا كاملًا في الوطن وفي أجندة التنمية.. بديهي أن وعي وتعليم وجهد نصف المجتمع من أهم متطلبات النجاح، وتجربة المرأة في الإمارات نموذج ناجح للموائمة بين متطلبات الأصالة والمعاصرة.. وحين أرصد ملفات النجاح في الإمارات، وهي كثيرة، لعل مسيرة تمكين المرأة هي أحد الجوانب الأكثر إضاءة، وهو إنجاز تحقق بتوافق مجتمعي سلس".

وأضاف "أتفق مع من يرى أن التعامل الإيجابي مع ملف تمكين المرأة يمثل انعكاسًا للتعامل مع ملفي التنمية والمستقبل، فالمسألة في صلب عملية التطور والتقدم".