تشيد صحيفة "ساوث كوست توداي" الأميركية باستراتيجيا التحول الوطني التي أعنلتها السعودية، منوهة بالأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد الذي يعتبر مهندس تلك الإصلاحات، وتوقعت أن تقود البلاد سريعا نحو الانفتاح الكامل.


القاهرة: رؤى طموحة جديدة تسعى المملكة العربية السعودية لتحويلها إلى واقع ملموس خلال المستقبل القريب، في ظل ما يمتلكه ولي ولي العهد الشاب، الأمير محمد بن سلمان، من تطلعات تهدف لإحداث سلسلة من الإصلاحات تدفع بالمملكة نحو مزيد من التطور.

فشركة أرامكو العملاقة وغيرها من الشركات الحكومية الكبرى سيتم تخصيصها، وسيتم إنشاء دور سينما، متاحف و"مدينة إعلامية" لإشباع رغبات الشباب في المجال الترفيهي، وسيتم تقليص سلطات الشرطة الدينية وسيتم السماح للسيدات في مرحلة ما بقيادة السيارات.

تلك هي رزمة الإصلاحات التي رأت صحيفة "ساوث كوست توداي" الأميركية أنها ستعمل على زيادة درجة انفتاح وتحرر المملكة والسير على خطى جارتها، دولة الإمارات، التي تتباهي في الوقت الراهن بما لديها من بنايات وناطحات سحاب ذات تصميمات وارتفاعات مذهلة واقتصاد سوقي طليق.

وتابعت الصحيفة بقولها إن الأمير محمد بن سلمان يدرك فيما يبدو أن ذلك التحول الاقتصادي لن يتحقق إلا بالعمل على تخفيف التقاليد التي توصف بـ "الصارمة" هناك.

ومضت الصحيفة تقول إن التحديات التي تقف أمام تلك الطموحات تتمثل في كبر مساحة المملكة ( حيث أنها تقدر بثلاثة أضعاف مساحة ولاية تكساس) وزيادة عدد مواطنيها عن 20 مليون نسمة (أي أقل بقليل من عدد سكان استراليا) وبلوغ نسبة البطالة بين الذكور هناك لنسبة قدرها 11 %.

وبالرغم من ذلك، فقد تم البدء بالفعل في تنفيذ أجندة الإصلاح التي تم تحضيرها بمساعدة مجموعة من الشركات الاستشارية الأميركية البارزة، علما بأن برنامج "التحول الوطني" الذي تم إطلاقه الشهر الماضي يهدف إلى تحقيق 178 هدفاً استراتيجياً، كلهم محددين للغاية، بما يضمن زيادة الإيرادات غير النفطية بأكثر من 3 أضعاف بحلول عام 2020، خفض دعم الماء والكهرباء بأكثر من 50 مليار دولار، رفع نسبة المواطنين الذين يمتلكون سجلات صحية رقمية من الصفر إلى 70 % بالإضافة لزيادة عدد الفعاليات الثقافية التي تشهدها المملكة لـ 400 حدث سنوياً بعد أن كان 190 فقط.

الجزء الأكبر من خطة إصلاح الأمير محمد بن سلمان، بحسب الصحيفة، يتمثل في سعيه للقيام بعملية خصخصة جزئية لشركة أرامكو، التي يقدر السعوديون قيمتها بين 2 و3 تريليون دولار، حيث تتركز المساعي على تعويم أقل من 5 % من الشركة لمستثمرين من القطاع الخاص، أي بقيمة قد تزيد عن 100 مليار دولار.

ونوهت الصحيفة في نفس السياق للجولة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان الشهر الماضي في كل من واشنطن، كاليفورنيا ونيويورك بغية الترويج لبرنامج الإصلاح.

وأعقبت بنقلها عن مسؤول عربي بارز، لم تفصح عن هويته، قوله: "" الأمير محمد بن سلمان يعمل من أجل دفع المملكة إلى الأمام. ونحن جميعاً بحاجة الآن لأن نمنحه المساحة التي تسمح له بالعمل والإنجاز".

أعدت إيلاف هذا التقرير نقلا عن صحيفة "ساوث كوست توداي" الأميركية على الرابط التالي.
&