بات آلاف السوريين ليلتهم في العراء عند معبر باب الهوا على الحدود السورية التركية، بعدما منعتهم قوات الجندرمة من الدخول إلى تركيا للقاء أقاربهم وقضاء عطلة عيد الفطر.

إيلاف من بيروت: أكدت مصادر خاصة لـ"إيلاف" أن ثمانية آلاف مواطن سوري سجلوا أسماءهم قبل فترة من اجل الدخول إلى تركيا، وقد تجمع اليوم حوالي ثلاثة آلاف شخص منهم، ولكن قوات حرس الحدود قامت بمنعهم من الإقتراب، كما اطلقت الأعيرة النارية في الهواء لتفريق الحشود، وقد تعرض عدد كبير منهم للضرب والإهانات.

المصادر أشارت إلى وجود "تقليد بين تركيا وسوريا يعود إلى ما قبل إندلاع الثورة، وينص على فتح المعابر لمدة ثلاثة أيام للداخل والخارج باتجاه سوريا أو تركيا حتى يلتقي الأقارب مع بعضهم البعض، إن كان في سوريا أو تركيا، وبعد إنطلاق الثورة اصبح هذا الموضوع يتم بمرونة أكثر".

وتابعت: "منذ شهر طلبت الحكومة التركية من السوريين الذين سيدخلون إلى سوريا أو تركيا بغاية تقديم التهنئة لعوائلهم، تسجيل اسمائهم في إدارة المعبر لتسهيل امورهم، ولكن اليوم تم منع الآلاف منهم من الدخول الى تركيا، حيث تركوا تحت اشعة الشمس الحارقة من دون ماء او طعام".

مسؤولية الإئتلاف

واعربت المصادر عن اعتقادها، "ان القضية ستأخذ طريقها نحو الحل، وذلك بعد تدخل احد المسؤولين المحليين الاتراك في منطقة الريحانية (يتبع لها معبر باب الهوا)، خصوصًا ان هذا الموضوع تفاقم بشكل كبير بعد التضارب الذي حصل بين النساء والرجال من جهة، وعناصر الجندرمة من جهة ثانية".

الناشط السياسي عبد المجيد بركات قال لـ"إيلاف" تعليقًا على ما حدث: "كان يجب على الحكومة التركية إتخاذ الإجراءات اللازمة، وبالتالي لماذا طلبت من الناس تسجيل أسمائهم ثم منعهم من الدخول كي يتم ضربهم وإهانتهم"، معتبرًا "ان المسؤولية تقع على الإئتلاف السوري الذي كان مطلوبًا منه التواصل مع الحكومة التركية وتحضير مثل هذه الامور مسبقًا وتعيين ممثل في منطقة المعبر كي يحضر إجراءات دخول أو خروج السوريين باتجاه تركيا أو سوريا".

واضاف: "منذ تعيين نذير الحكيم سفيرًا للإئتلاف في تركيا، وامور السوريين تزداد سوءًا، فالوضع القانوني للسوري اصبح غير واضح، فهو لا يعدّ لاجئًا ولا مقيماً ولا عابرًا، كما أن السفارة لم تتفق مع الحكومة التركية على قوننة اوضاع السوريين".

وتابع: "الحكومة الموقتة الموجودة في عينتاب شبه منتهية، ولم تنسق أبدًا مع الأتراك، ونحن لا نضع اللوم على الأتراك وإنما المسؤولية تقع على عاتقنا، خصوصًا على الإئتلاف الذي يمثل السوريين في تركيا".