إيلاف من لندن: اتخذت القوات الأمنية العراقية في أول أيام عيد الفطر الاربعاء إجراءات استثنائية مشددة، وأغلقت معظم الطرق الرئيسية في العاصمة تجنبًا لحدوث أي أعمال أو تفجيرات إرهابية، وكذلك لتأمين الأماكن الترفيهية.

ومن جهتهم، نظم سكان منطقة الكرادة بوسط بغداد صلاة موحدة وتظاهرة في موقع التفجير الذي شهدته الاحد الماضي، وادى إلى مصرع وإصابة حوالي 400 عراقي. ثم نظم السكان تظاهرة نحو احدى بوابات المنطقة الخضراء وسط العاصمة مقر الرئاسات الثلاث والوزارات المهمة والسفارات الاجنبية، مطالبين باجراءات توقف تكرار التفجيرات الدامية وتعاقب القادة الأمنيين المقصرين والفاسدين.

ولليوم الرابع على التوالي، فقد اكتظت ازقة وشارع الكرادة بحشود المعزين لعوائل ضحايا التفجير، فيما&انتشرت مواكب وسرادقات العزاء على طول الشارع الرئيس في المنطقة، حيث يتلو مئات المعزين آيات من القرآن الكريم، فيما اوقدت النسوة المتشحات بالسواد الشموع في موقع الحادث، وعلى جانبي الشارع الرئيس حدادًا على ارواح الضحايا.

وللمرة الأولى منذ سنوات، يتوحد علماء السنة والشيعة في العراق بإعلان عيد الفطر المبارك في يوم واحد هو الأربعاء. ففي العام الماضي، ولأعوام سبقته أيضًا قررت مراجع الدين الشيعة في العراق اعتبار أول أيام عيد الفطر المبارك بعد يوم واحد من إعلان مراجع الدين السنية للعيد. وبعد 24 ساعة من اعلان الوقف الشيعي ان أول أيام العيد هو الاربعاء، فقد اعلن مراجع الدين الشيعة الكبار يتقدمهم المرجع الاعلى آية الله السيد علي السيستاني مساء امس أن الأربعاء، هو أول أيام عيد الفطر المبارك، بعد ثبوت الرؤية الشرعية لهلال شهر شوال.
&&
الحكيم يدعو لإجراء الانتخابات بموعدها والصدر يهاجم الساسة

ومن جهته، دعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم إلى إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في ابريل عام 2018، وتطوير الخطط الأمنية وتشكيل مجلس سياسي لتهدئة الأوضاع في البلاد.

وشدد الحكيم خلال خطبة صلاة العيد في مقر المجلس ببغداد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد من دون تأخير وتحت أي ذريعة كانت.. داعياً إلى حسم هيكلة مفوضية الانتخابات ومراجعة قانون الانتخابات.

وأكد على ضرورة الإسراع في تشكيل مجلس سياسي لما له من دور في تهدئة الأوضاع السياسية وفتح باب المشاركة لكل الأطراف الفاعلة في القرارات السيادية الاستراتيجية. وطالب بتنفيذ حكم الإعدام بحق المتورطين بهدر الدم العراقي بالترافق مع تطوير الخطط الأمنية والجهد الاستخباري.

ودعا الحكيم الأجهزة الأمنية المختصة إلى خطط أمنية متطورة وفاعلة تضع حدًا لنزيف الدم، وكذلك تطوير الجهد الاستخباري ومعالجة التقاطعات بين الأجهزة المختصة. وطالب المجتمع الدولي والدول الإقليمية بتحمل مسؤولياتهم في المساعدة بوقف نزيف الدم العراقي. وأشار إلى ما يتعرض له الشعب العراقي من جريمة إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

ومن جهته، عدّ خطيب صلاة عيد الفطر للتيارالصدري ضياء الشوكي أن من يحكم العراق اليوم هم" ساسة من صناعة دول قريبة وبعيدة تحركهم مخابرات دولية". وأشار الشوكي في خطبة عيد الفطر التي القاها امام الآلاف من اتباع التيار الصدري في مسجد الكوفة إلى أنّه يمر علينا العيد هذا العام وحتى الاعوام السابقة وقلوبنا تعتصر دماً على احبةٍ من ابناء شعبنا العراقي الصابر والمظلوم".

واضاف "ان هؤلاء الاحبة فارقونا لا لذنب سوى انهم عراقيون ابتلوا بساسة يحكمونهم هم بالواقع صناع عند دولٍ قريبة وبعيدة تحركهم مخابرات دولية لتنفيذ مخططات القصد منها تدمير هذا البلد وشعبه".

وأشار الشوكي إلى أنّ هؤلاء ساسة كل همهم السرقات من خيراتنا ومن ثروات بلدنا الحبيب والحفاظ على المناصب ومكتسبات فئوية ضيقة. وقال: "لذلك المفروض بشعبنا العراقي أن يتمتع بالمزيد من الوعي ودراسة الثورات السابقة والنهوض بالواقع والمطالبة الحقيقية بالاصلاحات ضد كل فاسد ومفسد وظالم"، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء.

وحول استقالات وزراء الحكومة، قال الشوكي "ما جاء من استقالات انما هي كاذبة واعلامية"، في إشارة إلى اعلان وزير الداخلية محمد سالم الغبان استقالته من منصبه أمس. وقد ألغت السلطات العراقية الاحتفالات الرسمية بعيد الفطر، واعلنت الحداد العام في البلاد حزنًا على ضحايا تفجير الكرادة، الذي اعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه.