نصر المجالي: رغم دعم واشنطن للشرعية المنتخبة في أنقرة، إلا أنها رفضت مزاعمها بالتورط في الانقلاب العسكري الفاشل، مؤكدة استعدادها لتقديم أية مساعدة في التحقيقات حول الانقلاب. 

وفي مؤشر على توتر مفاجىء في العقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أن الادعاءات بتورط واشنطن في الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا تضر العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وأضاف كيري أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتقديم المساعدة للسلطات التركية التي تباشر هذا التحقيق، ولكن التلميحات أو الادعاءات العلنية عن أي دور للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة كاذبة تماما وتضر بالعلاقات الثنائية بيننا.

اتهام

وقالت الحكومة التركية إن أتباع فتح الله غولن الذي يعيش في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة، هم من يقفون وراء محاولة الانقلاب التي نفذتها مجموعة من الجيش ليل الجمعة ـ السبت.

وقال وزير الخارجية الأميركي يوم السبت، إنه لم يتلق أي طلب بتسليم المعارض غولن، الحليف السابق، والخصم الحالي للرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وتحادث كيري هاتفيا مع نظيره التركي مساء السبت، حيث تبادلا خلاله الأراء حول مسألة الإجراءات القانونية لإعادة فتح الله غولن إلى تركيا، والعوائق أمام تلك الاجراءات.

مطالبة اردوغان

وطالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في خطاب السبت، الولايات المتحدة بتسليم فتح الله غولن الذي يتهمه بقيادة محاولة الانقلاب الفاشلة.

وقال أردوغان أمام حشد جماهيري اجتمع في اسطنبول، موجها حديثه للإدارة الأميركية: "نحن حلفاء استراتيجيين.. وأنتم طالبتمونا حتى الآن بتسليم العديد من الإرهابيين وسلمناهم واحدا تلو الآخر".

وأضاف أردوغان: "أرجوكم سلمونا هذا الشخص الآن المتورط في محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد"، مشيرا إلى أن "بعض الشخصيات تدلي بتصريحات غير حقيقية من الولايات المتحدة ودول الغرب".

وقال أردوغان إنه بعد اعتقال المتورطين في محاولة الانقلاب، "لن نطلب من أي أحد إذنا لمحاكمتهم"؛ لأنه "كما تعلمون استهدف هؤلاء مجلس الأمة التركي.. ولكن اجتمع كل الناس والبرلمانيين تحت راية مجلس الأمة".

تهديد يلدرم 

وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، اعتبر "يلدريم" أن الدولة التي تمتنع عن تسليم "غولن" الذي يتزعّم منظمة إرهابية لن تكون صديقةً لبلاده، في إشارة إلى الولايات المتحدة التي تستضيف غولن.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما جميع الأحزاب في تركيا على دعم الحكومة "المنتخبة ديمقراطيا"، ودعا إلى تجنب إراقة الدماء في البلاد.

كما ترأس أوباما اجتماعًا لمجلس الأمن القومي اليوم لبحث الوضع في تركيا، وكلف وزارة الخارجية بالتركيز على ضمان سلامة المواطنين الأميركيين في تركيا.