منع عمدة قرية في منطقة كورسيكا الفرنسية لبس زي السباحة الذي يغطي الجسد كله، والمعروف باسم "البوركيني" بعد شجار بين بعض الشباب في القرية وأسر تنحدر من أصول عربية من شمال إفريقيا. وفرض الحظر في جلسة خاصة للمجلس البلدي الأحد في سيسكو وسط توتر بسبب الشجار، الذي أصيب فيه خمسة أشخاص. وكانت السلطات في مدينتي "كان" و"فينيفو-لوبيه" الواقعتين على منطقة الريفييرا الفرنسية، قد منعت زي السباحة الإسلامي هذا الشهر. ويقول شهود إن المتشاجرين في شاطئ سيسكو استخدموا الفؤس والحراب. وترك المصابون الخمسة، الذين جرحوا السبت، المستشفى لكن التوتر لا يزال يغلي في المنطقة. وكان التوتر قد زاد هذا الصيف بين الطوائف المحلية والمسلمين المنتمين إلى أصول من شمال إفريقيا في جنوب فرنسا، خاصة في أعقاب قتل 85 شخصا على يد سائق حافلة على شاطئ مدينة نيس في 14 يوليو/تموز. وحذرت وزيرة حقوق المرأة، لورانس روسينول، من أن الجدال بشأن لباس البحر الإسلامي يستغل في "دوافع خفية"، خاصة بواسطة اليمين المتطرف. وفي الوقت الذي شجبت فيه "البوركيني" واصفة إياه بأنه "غير مناسب للعصر"، قالت إننا حتى نحارب مثل هذه الأفكار غير المناسبة للعصر، يجب على السياسيين التمسك بالهدوء. وقالت "لا أريد لمجتمعنا أن يشتعل بمناقشة مثل هذه الموضوعات." لكن عمدة سيسكو، آني-بيير فيفوني أصر على أن قراره "لا علاقة له بالعنصرية، بل يتعلق بحماية أمن الأفراد". وأضاف أن كورسيكا "تجلس على برميل من البارود"، مضيفا أن الحظر الذي كان يفكر فيه منذ فترة، ليس موجها ضد المسلمين، لكنه يهدف إلى حماية الناس من شمال إفريقيا، والآخرين بنفس القدر. وينتمي عمدتا "كان"، و"فينيفو-لوبيه"، اللذان منعا لبس البوركيني إلى الحزب الجمهوري اليميني، بينما ينتمي فيفوني إلى الاشتراكيين، مثل وزيرة حقوق المرأة. وكانت جمهرة من الناس تجاوزت 200 شخص من كورسيكا قد حاولوا الأحد الخروج في مسيرة في مجمع لوبينو السكني على حدود باستيا الجنوبية، لكن الشرطة سدت أمامهم الطرق. ويعتقد أن الأسر المسلمة المنحدرة من شمال إفريقيا تقيم في لوبينو. وحدثت مشاجرات مع الشرطة، وهتف بعض الأفراد "هذا هو وطننا"، بحسب ما ذكرته صحيفة لوموند الفرنسية اليومية. ثم اختفى المحتشدون. وبدأت السلطات التحقيق لمعرفة ماذا حدث بالضبط على الشاطئ. ويقول شهود إن الشجار بدأ بعد اعتراض الأسر المسلمة على التقاط السائحين صورا لهم. وعندما التقط شاب من السكان المحليين صورة، مع مجموعة من أصدقائه على الشاطئ، بدأ بعدها الشجار. وألقيت الحجارة والزجاجات. وقال العمدة للإذاعة الفرنسية "لم يكن البوركيني هو سبب ما حدث". ثم جاء نحو 40 رجلا من سيسكو للدفاع عن الشباب، بحسب ما قاله شهود، وجرح أحد الرجال بشفرة حربة. وقالت صحيفة لو فيغارو إن بعض الرجال من كبار السن ممن كانوا على الشاطئ هاجموا الشباب بالفؤوس. وقيل إن أهل القرية أشعلوا بعد ذلك النيران في سيارات المتريضين على الشاطئ.
- آخر تحديث :
التعليقات