بيروت: ما هي أصداء خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخير على موضوع رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة في لبنان؟ وهل عادت حظوظ رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون أكبر لرئاسة الجمهورية في لبنان؟

يؤكد النائب السابق مصطفى هاشم لـ "إيلاف"، أن نصرالله في خطابه الأخير نصّب نفسه مرشدًا للجمهورية اللبنانية، وكأنه هو من يختار رئيس الجمهورية، وهو من يعيّن رئيس مجلس وزراء، وكأننا بذلك ألغينا الدستور اللبناني والديمقراطية في لبنان، وصارت القضية وكأنها تعيين.

أما الوزير والنائب السابق بشارة مرهج، فيرى في حديثه لـ"إيلاف"، أن خطاب نصرالله فيه أكثر من رسالة، والأمر ليس جديدًا، والرسالة تبقى قديمة وجديدة في الوقت عينه، بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية خطاب نصرالله أعلن تمسكه بعون، وبالنسبة إلى رئاسة الحكومة هناك انفتاح على الحريري، وفتح الباب لحوار حقيقي حول هذا الموضوع، بمعنى أن كتلة نصرالله تتطلع إلى التفاهم مع الحريري، والتعاون معه في المرحلة المقبلة، وتضع الأمور في نصابها في ما خص رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة.

والأمر يبقى ايجابيًا بحسب مرهج، لوضع البلد الحالي ومستقبله.

الحريري

ولدى السؤال متى يرد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على مبادرة نصرالله؟ يجيب هاشم أن الرد يعود إلى الحريري في توقيته، ويبقى أن الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل لا بديل عنه ونأمل من خلاله أن نصل إلى خواتيم سعيدة.

أما مرهج ولدى سؤاله هل يرد الحريري إيجابيًا على مبادرة نصرالله، فيجيب:"أعتقد أنه لن يكون هناك من رد إيجابي، ولكن لن يكون هناك رد سلبي وستفتح الأبواب على عملية تفاوضية بين الطرفين.

هل هناك حلّ لموضوع رئاسة الجمهورية في لبنان بعد خطاب نصرالله أم خطابه عقّد الأمور أكثر؟ يجيب هاشم أنه من خلال رأيه الشخصي، يرى أن أفق رئاسة الجمهورية لا يزال مسدودا، ولا أمل من انتخاب رئيس جديد في لبنان.

يرى مرهج أن خطاب نصرالله لم يجترح الحل، لكن أعطى نوعًا من الحراك السياسي داخل منظومة 8 آذار، وهذا الحراك أدّى إلى نوع من التفاهم، وصولاً إلى رفع الفيتو الذي كان قائمًا على الحريري نفسه، وهناك رسالة للحريري من قبل نصرالله أن التفاهم ممكن والتواصل ضروري.

حظوظ عون

وردًا على سؤال إن كان نصرالله أعلن أن عون هو الممر الإلزامي لعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، وهل حظوظ عون أصبحت أكبر لرئاسة الجمهورية؟ يجيب هاشم أن الحريري لا يزال يرشح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وكفريق المستقبل قدمنا الكثير من المبادرات، وكان آخرها ترشيح فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، ولكن مع الأسف الشديد الفريق الآخر لا يزال متمسكًا بموقفه، ما يدل على ارتباطه بجهات خارجية.

ويلفت هاشم إلى أن الإيرانيين أو ما يسمى بمحور الممانعة هم من يعرقلون رئاسة الجمهورية في لبنان، ولديهم ارتباطات خارجية، علمًا أن لبنان لا يؤثر في تلك الارتباطات والمعادلات الخارجية.

وعلى الاستحقاق الرئاسي أن "يتلبنن"، لكن للأسف بحسب هاشم مع ارتباطات البعض الخارجية فإن الأمر لن يحصل.

ويؤكد مرهج أنه أيضًا الحريري يبقى ممرًا أساسيًا لوصول عون لرئاسة الجمهورية، وهذا يبقى ضمن التكامل السياسي، واعتراف متبادل بالحيثيات السياسية، ويدل على نضج وتفهم لحاجات المرحلة بالنسبة إلى لبنان&الذي عانى كثيرًا من التفرد بالرأي ومحاولة إقصاء الآخر وفرض الرأي عليه.