رفضت إيران طلبًا تركيًا&للتدخل وممارسة الضغوط على نظام بشار الأسد وحلفائه بوقف انتهاكات الهدنة، التي توصلت إليها أنقرة مع موسكو، واعتبرت تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بهذا الشأن «غير بناءة».

طهران: دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إيران إلى الضغط على النظام السوري&لوقف انتهاك وقف إطلاق النار، محذرًا من أن هذه الانتهاكات تعرض محادثات السلام، التي تعد موسكو لعقدها في العاصمة الكازاخستانية، استانا، للخطر.

ودعت إيران الخميس تركيا الى عدم "تعقيد الوضع اكثر" في سوريا وذلك ردا على تصريحات وزير الخارجية التركي الذي اتهم حلفاء إيران بالوقوف وراء الخروقات للهدنة السارية في سوريا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ان "التصریحات غیر البناءة للمسؤولین الاتراك تؤدي فقط للمزید من تعقید الظروف وزیادة المشاكل فی طریق الحل السیاسي للازمة السوریة".

وكان وزير الخارجية التركي حذر الاربعاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد وحليفتيه سوريا وإيران.&وقال تشاوش اوغلو "نرى خروقا لاتفاق وقف اطلاق النار في سوريا، وعناصر حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية وقوات النظام السوري هم من يقوم بها".

وتابع ان "مفاوضات استانا قد تتعثر إذا لم نوقف الخروقات المتزايدة" لوقف اطلاق النار الساري منذ منتصف ليل الخميس الماضي بموجب اتفاق روسي تركي.&وأوردت وسائل الاعلام الإيرانية الرسمية ان المسؤول الإيراني الكبير علاء الدين بوروجردي التقى الاسد في دمشق الاربعاء وجدد دعم بلاده له.

يتفقدون منازلهم المدمرة

&في غضون ذلك، بدأ آلاف الأشخاص في العودة إلى شرق حلب لتفقد منازلهم المدمرة. وقال ساجد مالك، ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، لوكالة «رويترز» إن نحو 2200&أسرة عادت إلى حي هنانو السكني. وأضاف: «يأتي الناس إلى شرق حلب لرؤية محالهم ومنازلهم ولرؤية ما إذا كان المبنى قائمًا ولم ينهب المنزل... ولرؤية ما إذا كان يجب عليهم العودة».

وفيما يبدو أنه إقرار روسي ضمني بممارسات قوات النظام وميليشيا ما يسمى «حزب الله»، أدخلت وزارة الدفاع تعديلات على صيغة تقاريرها اليومية الصادرة عن «مركز حميميم الروسي» لمراقبة وقف إطلاق النار، وأضافت إليها فقرة تتضمن المعلومات الصادرة عن «اللجنة الروسية ­ التركية المشتركة الخاصة للنظر في مسائل انتهاك الاتفاقية»، أي الاتفاقية التي تم التوصل إليها في أنقرة، وتشكل روسيا وتركيا أطرافاً ضامنة لها. وفي نسخة التقرير الصادر أمس، الذي نشرته الوزارة على موقعها الرسمي، جاء أن «الجزء الروسي في ممثلية اللجنة المشتركة سجل 12&انتهاكًا لوقف إطلاق النار في محافظات اللاذقية وحماة و(ريف) دمشق. وسجل الجزء التركي في ممثلية اللجنة المشتركة 27&انتهاكًا لوقف إطلاق النار في محافظات إدلب و(ريف) دمشق، وحماة وحلب وحمص ودرعا والقنيطرة».

التحقق من كل الانتهاكات

وأضاف التقرير الصادر عن مركز حميميم، أن «العمل جارٍ للتحقق من كل الانتهاكات بغية الحيلولة دون تكرارها». وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نشرت تقريرًا بصيغة مماثلة يوم أول من أمس، تشير فيه على لسان الجانب التركي، لكن على موقعها الرسمي، إلى خروق لوقف إطلاق النار سجلها الأتراك، وواضح أنها من جانب قوات النظام السوري. في هذه الأثناء، وبينما تبقى تصريحات وزارة الخارجية الروسية والكرملين غائبة عن المشهد السوري، توقف برلمانيون ومحللون سياسيون روس أمس عند المفاوضات المرتقبة في العاصمة الكازاخستانية أستانة. وفي هذا الشأن، نقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة المجلس الفيدرالي لشؤون الدفاع والأمن، قوله إن «كل شيء الآن رهن بكيفية تعاطي التحالف بزعامة الولايات المتحدة مع الدعوات (إلى أستانا)»، مشككًا في إمكانية نجاح المؤتمر إن لم يشاركوا، دون أن يوضح ما إذا كانت الدعوات قد وُجهت لهم ومن هو الطرف الذي وجهها.

في هذه الأثناء، ميدانيًا، ذكر نشطاء أن النظام السوري يحاول فرض سيطرته على مناطق وضواح بجنوب دمشق عبر ما يزعم أنه «اتفاق مصالحة» يهدد النظام مواجهة كل من سيرفضه بالقوة العسكرية. ووفق نسخة عن الاتفاق تداولها نشطاء، فإن النظام السوري يدعو عمليًا جميع مقاتلي المعارضة إلى الاستسلام بتسليمهم السلاح و«تسوية أوضاعهم»، ومن ثم تشكيل قوات باسم «لواء مغاوير الجنوب» تكون تحت إشراف الدفاع الوطني، وأن تنتشر تلك القوات على خطوط المواجهة مع «داعش» و«جبهة النصرة» في تلك المنطقة، وفق ما يزعم الاتفاق. كما يدعو النص إلى مصالحة بين مناطق يلدا وببيبلا والحجر الأسود من جانب، ومنطقة السيدة زينب من جانب آخر.

&

&

&

&