صورة لمدينة القدس

المؤتمر حذر الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من اتخاذ اجراءات أحادية

لا يزال مؤتمر السلام الذي عقد في باريس لإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين واسرائيل يحوز اهتمام صحف عربية عدة، فقد أفردت الصحف مساحة في صفحات الرأي والتحليل. وقد تباينت رؤى الكُتاب تجاه المؤتمر،حيث اعتبره بعضهم "حجرًا جديدًا" في المساعي الرامية إلى تحقيق تسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل، بينما قال آخرون إن إسرائيل "غير مستعدة للوفاء بمتطلبات السلام".

وتشيد صحيفة القدس الفلسطينية بالمؤتمر، قائلة إنه "نادر في نوعه" ويشكل "نقلة نوعية بالتأييد الدولي لنا ورفض الاحتلال وممارساته".

وتبين الجريدة أن البيان الختامي للمؤتمر جاء "مختصرًا في كلماته ولكنه شامل في مضمونه حيث أكد أن الحل السياسي للقضية الفلسطينية يكون فقط على أساس حل الدولتين في حدود يونيو/حزيران 1967".

وتشير الديار اللبنانية إلى أنه بانعقاد مؤتمر باريس، "عادت القضية الفلسطينية إلى الضوء بعد تهمشيها دوليًا وإقليميًا في ظل الصراعات التي تشهدها بعض الدول العربية، وفي ظل مواصلة العدو الاسرائيلي انتهاكه للقانون الدولي".

على المنوال نفسه، يرى محمد أبو الفضل في العرب اللندنية أن "انعقاد مؤتمر باريس للسلام وضع حجرًا جديدًا في جدار إبداء الرغبة في التسوية".

ويضيف الكاتب أن "حضور ممثلين عن 70 دولة ومنظمة إقليمية ودولية، في حد ذاته حدث مهم، حيث يشي بأن القضية الفلسطينية لم تمت كما روج أو تمنى البعض، وأنها لا تزال تملك قلبًا نابضًا".

وتعتقد القدس العربي اللندنية أن حضور 70 دولة ومنظمة دولية المؤتمر يعكس "إدراكًا دوليًا متعاظمًا بأن وجود إسرائيل (وليس سياساتها فحسب) هو في صلب التدهور الفظيع للأمن في العالم باعتبارها سببًا في عدد من الحروب الكبيرة والاجتياحات والعمليات العسكرية ضد الدول العربية والفلسطينيين".

وتعتقد الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن "المؤتمر، برمزيته وتذكيره بوجوب احترام المرجعية الدولية يكشف الموقف 'الإسرائيلي' ويعرضه لضغوط دولية".

"حجر عثرة في طريق السلام"

وتأسف افتتاحية الراية القطرية لأن إسرائيل "غير مُستعدّة للوفاء بمُتطلبات ومُوجبات السلام، لأنها تضع في كل يوم عقبة تلو الأخرى أمام السلام من خلال عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني".

وتطالب الصحيفة المجتمعَ الدولي بإدراك أن "إسرائيل تقف حجر عثرة في طريق السلام في الشرق الأوسط"، نتيجة "سياتها العنصرية وجرائمها المتكررة ضد الشعب الفلسطيني".

وفي البيان الإمارتية، يرى مكرم محمد أحمد ضرورة أن "يبذل مؤتمر باريس كل جهوده من أجل إنهاء احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية الذي يمثل أخر وأقبح صور الاحتلال التي عرفتها الإنسانية".

ويحذر الكاتب من أنه بدون هذا الجهد، فسوف " تبقى القضية تدور في الحلقة المفرغة ذاتها من تفاوض غير مثمر، كانت نتيجته تكريس الأمر الواقع على حساب حقوق الشعب الفلسطيني".

من جانبه، يقول مرسي عطا الله في الأهرام المصرية: "للأسف فإنني أستشعر فشلا لأن الفكر الإسرائيلي تجاه عملية السلام مازال بعيدًا وبعيدًا جدًا عن الحد الأدنى والضروري لبناء سلام حقيقي بدليل الإصرار علي مقاطعة مؤتمر دولي بهذا الحجم من المشاركة".