إيلاف من الرباط: بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس، برقية تعزية إلى أسرة الشيخ حمزة القادري بودشيش، الذي وفاته المنية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بمدينة وجدة (شرق البلاد)، عن عمر يناهز 95 عاما ، بعد معاناة طويلة مع المرض.
وعبر الملك محمد السادس، في رسالة التعزية التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية، عن مواساته لأسرة الفقيد، حيث جاء فيها "تلقينا ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ وفاة المشمول بعفو الله تعالى ورضاه والدكم المبرور، العلامة الجليل، فضيلة الشيخ حمزة القادري بودشيش، تلقاه الله في عداد الصالحين من عباده، المشمولين بالمغفرة والرضوان".
وأضافت الرسالة، أنه بهذه المناسبة المحزنة، "نعرب لكم، ومن خلالكم لسائر أفراد أسرتكم وأهلكم وذويكم، ولمحبي الفقيد وكافة أتباع الطريقة القادرية البودشيشية، داخل المغرب وخارجه، عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا في وفاة أحد العلماء الأخيار والمشايخ الأبرار، سائلين المولى جل وعلا أن يشمله برحمته الواسعة وعفوه الكريم، وأن يرزقكم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء".
واستحضرت الرسالة الملكية، ما كان يتحلى به الراحل من "مكارم الأخلاق، ومن غزارة في العلم، وسعة في الفقه"، إذ أبرز الملك أن الشيخ حمزة، كان "شيخا قائما على سنن الطريقة الروحية الصوفية السنية، ممن تواصل بهم، في هذه المملكة، سند التربية على توحيد الله بالحال والمقال، واستفاد من صحبته وإرشاده القاصدون الطالبون لهذا المنبع الصافي، سواء في داخل المغرب أو خارجه"، وذلك في ثناء واضح من العاهل المغربي على شيخ الزاوية البودشيشية وما قدمه في مسيرته من أعمال.
وأبرز الملك في رسالة التعزية التي وجهها لابن الشيخ الراحل، جمال الدين القادري بودشيش، أن مورد الشيخ حمزة مثل "منبعا من منابع التزكية الروحية، سيرا على النهج القويم الذي ما فتئنا ندعو إليها بصفتنا أمير المؤمنين، والحض على الأخذ بجوهر الدين، الذي هو إخلاص التوجه إلى الله، وتعظيم ثوابت المملكة، والنصح بدعم مسيرتها في الاستقرار والنماء".
وأشار الملك محمد السادس إلى أن الراحل "كرس حياته، رحمه الله، لخدمة الإسلام، ونشر تعاليمه السمحة، في تشبث راسخ بالمقدسات الوطنية والثوابت الروحية للأمة المغربية، والتزام قوي بمكانة ودور إمارة المؤمنين، وولاء مكين للعرش العلوي المجيد".
وأضاف العاهل المغربي: "وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا الرزء الفادح، الذي لا راد لقضاء الله فيه، فإننا نسأله عز وجل أن يجزي الفقيد الجزاء الأوفى، على ما قدم بين يدي بارئه من جليل الخدمات، وصالح الأعمال والمبرات، وأن يجعله مع الذين أنعم عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا".
يذكر أن الشيخ حمزة بن العباس بن المختار القادري بودشيش، الذي رأى النور بقرية "مداغ" بإقليم بركان (شرق المغرب)، كان يمثل أحد رموز التصوف بالمغرب والعالم الإسلامي، إذ نجح في تأسيس طريقة صوفية بلغت شهرتها جميع أنحاء العالم، وجعل قريته الصغيرة نقطة يشد لها الرحال كل سنة في ملتقى سنوي يحضره الآلاف من المريدين من داخل المغرب وخارجه.
التعليقات