إيلاف من عدن: أدرجت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) جزيرة سقطرى اليمنية ضمن قائمة المواقع البحرية العالمية ذات الاهمية البيولوجية التابعة لاتفاقية التنوع البحري لفرادة مكونها وتنوعها الطبيعي.

رفع مكانة الجزيرة عالميًا

قال وزير المياة والبيئة اليمني العزي شريم بحسب وكالة (سبأ) الحكومية أن إدراج سقطرى ضمن قائمة المواقع البحرية العالمية يعد انجاز كبير سيعمل على رفع مكانة الجزيرة عالميا، مضيفا ان سقطرى تعد إحدى أهم المحميات الطبيعية في العالم المعتمدة من (اليونسكو) ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي.&

وأشار شريم إلى أن هذا الإدراج يعد قيمة معنوية وتنموية وتقدير للجهود المبذولة التي تقوم بها الحكومة اليمنية في عملية الحفاظ على التنوع الحيوي والحماية البحرية في الجزيرة التي مازالت بحاجة لمزيد من التمويلات في المجال البيئي والحيوي.&

ثروات متعددة&

ثمن محافظ سقطرى العميد سالم عبدالله السقطري إعلان منظمة اليونسكو محافظة سقطرى ضمن قائمة المواقع البحرية العالمية ذات الأهمية البيولوجية التابعة لاتفاقية التنوع الحيوي، معتبرًا ذلك قرار يتماشى مع الثروة البيئية والسياحية التي تمتاز بها الجزيرة.

وقال السقطري في حديث خاص لـ «إيلاف»، إن سقطرى تمتاز بوجود المحميات البرية والبحرية والمتنفسات الطبيعية والكهوف الاثرية والمغارات والشواطئ الساحرة، والحياة الطبيعية والتنوع الحيوي الفريد، ومختلف انواع التضاريس الخلابة من وديان وسهول وجبال وشلالات، بالإضافة إلى تنوع المناخ اثناء اليوم الواحد.

مطالب وأفكار&

واستعرض محافظ سقطرى عدد من المطالب والأفكار لإنعاش الجانب السياحي في جزر الارخبيل قائلا: "انعاش السياحة في الارخبيل يحتاج إلى عدد من الخطوات من قبل الحكومة الشرعية، وأهمها ايجاد بنية تحتية بالذات في المناطق السياحية، وتعزيز قدرة المحميات الطبيعية، اضافة إلى بناء شاليهات وتحسينها لتقديم خدمة افضل، كذلك لابد من فتح خط ملاحي مباشر بين الجزيرة ومدينة دبي، و وضع برنامج ثابت للطيران من خلال انتظام الرحلات الداخلية والخارجية، كما لا يمكن الحديث عن تشجيع السياحة دون تشييد عدد من الفنادق تغطي حاجة السواح للإيواء".

ولفت محافظ سقطرى إلى أنّ من العوامل المشجعة لإحداث ثورة سياحية في سقطرى استقرار الحالة الامنية فيها، مشيرا إلى أنّها افضل محافظة يمنية من الناحية الامنية على الاطلاق، في وقت تعاني فيه بقية محافظات الجمهورية اليمنية من اضطرابات امنية وسياسية، مؤكدا ان تفرد الجزيرة بالاستقرار الامني يشجع السياحة الداخلية والخارجية، ويجعلها الملاذ الآمن لحياة طبيعية هادئة.

تميز الحياة الفطرية&

وأسهب المحافظ السقطري في حديثه لـ «إيلاف» في شرح تميز الجزيرة بالحياة الفطرية الفريدة قائلا: "سقطرى غنية جدا بالحياة الفطرية وعلى رأسها الانواع النباتية اذ يعيش فيها ما يزيد عن 900 نوع من النباتات منها ما يربو على 300 نوع متوطن في الجزيرة ولا توجد في اي كان اخر في العالم، وقليلة هي الجزر في العالم التي تمتاز بمثل هذا الغنى الطبيعي الرائع والغريب في الوقت ذاته مما قد يوحي للناظر احيانا انه يعيش في عصر الديناصورات او يخوض تجربة من الخيال العلمي.

أما الطيور يتواجد في الجزيرة منها قرابة 180 نوعا ما بين متوطن وزائر ومهاجر، ومن تلك الانواع سبعة لا توجد في العالم الا في الجزيرة ومنها ايضا 41 نوعا تتوالد في الجزيرة وتعيش فيها معظم أوقات السنة.

أما البقية فهي طيور مهاجرة تزور الجزيرة أثناء هجرتها السنوية عبر العالم وفوق المحيطات. واليوم تعتبر الجزيرة مكانا هاما لتجمع الطيور المهاجرة الوافدة من العديد من من اقطار العالم ولعل ذلك يخبرنا أنها لا تعرف الحدود".

سقطرى غير&

وبحسب مركز المعلومات التابع للحكومة اليمنية تعد جزيرة سقطرى من الجزر اليمنية المكونة من أربع جزر، وتتميز بموقعها على المحيط الهندي وبالتحديد مقابل سواحل القرن الإفريقي، والقريبة من خليج عدن، وهي تبعد مسافة تقدر بحوالي 350 كيلومتراً من الجهة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية، وتعد من الجزر الكبرى على مستوى الجزر العربية واليمنية، ويصل طول الجزيرة لحوالي 125 كيلومتراً وعرض 42 كيلومتراً، بالإضافة إلى طول شريطها الساحلي الذي يصل لحوالي 300 كيلومتر، وتعد حديبو العاصمة الرسمية لها، ويبلغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة، بناءً على الإحصائيات التي أجريت في العام 2004م.&

وتتميز جزيرة سقطرى بموقعها في منطقة قريبة من خط الاستواء، ما بين خطيْ طول 53.19 و 54.33 من الجهة الشرقية لخط جرينتش الدولي، وبين دائرتيْ عرض 128و 42.12 من الجهة الشمالية لخط الاستواء، وهذا الموقع جعل من مناخها مناخاً مدارياً، بالإضافة إلى السمات المناخية الخاصة لهذه الجزيرة، وكل هذه الأمور جعلت منها جزيرة تتسم بتنوع في الغطاء النباتي لها، وتهطل عليها كمية من الأمطار تتراوح ما بين 33 إلى 290 مل خلال السنة.&

&تميز عالمي&

وبحسب الحكومة اليمنية تتميز جزر الارخبيل بكونها المنطقة الوحيدة في العالم التي تحتضن اكبر تجمع للنباتات المستوطنة فمن بين 800 نوع هناك 270 تعد مستوطنة ولا وجود لها في اي مكان آخر في العالم وذلك ما يضعها بين الجزر العشرة الاكثر تنوعا في العالم لكن سقطرى تتميز أيضا عن بقية الجزر المشار اليها كونها ظلت لفترة طويلة بمنأى عن الانشطة البشرية التي اثرت سلبا على الحياة البيئية في المناطق الاخرى وذلك نتيجة الظروف المناخية التي ظلت تجعل الارخبيل معزولا عن العالم لمدة ستة أشهر في العام.&

ولاحظت بعثة فرنسية علمية اجرت دراسات حول الجزيرة أخيرا اشتراك الحيوانات والطيور والحشرات والزواحف مع الغطاء النباتي في ميزة العزلة التي هيأت لكثير من الاحياء النمو والتطور في مأمن عن المهددات الخارجية بالنظر لخلو الجزيرة من الحيوانات المفترسة.

&
&
&