قال الرئيس البرازيلي السابق، فرناندو كولور دي ميلو، إن العولمة "فتحت آفاقًا واسعة لمختلف بلدان العالم للتقدم"، مؤكدًا في الآن عينه أنها طرحت تحديات وصفها بـ" الكبرى"، داعيًا إلى ضرورة العمل على تجاوزها.

إيلاف من الرباط: أوضح الرئيس البرازيلي السابق في محاضرة بعنوان: "بلدان أميركا اللاتينية في خضم العولمة"، نظمتها أكاديمية المملكة المغربية في العاصمة الرباط، مساء أمس الأربعاء، أن العولمة "يجب أن تتيح لكل الدول الحق في العيش بكرامة"، مشددًا على أن أهم التحديات التي تطرحها العولمة هي "كيف تلحق البلدان الأقل تطورًا بالمستوى المتسارع للدول المتقدمة خصوصًا في مجال التكنولوجيا".

زاد دي ميلو مشيرًا إلى أن لحاق الدول الأقل تطورًا بركب الدول المتقدمة "يتطلب التركيز على التعليم كأداة رئيسة"، مبرزًا أن هذا المدخل أساسي لمواجهة تحديات "التنمية والتشغيل التي تفاقمت مع العولمة".

وشدد دي ميلو، وهو أيضًا رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع لدى مجلس الشيوخ البرازيلي، على أهمية المغرب بالنسبة إلى بلاده، مؤكدًا أن المغرب والبرازيل "يمكنهما أن يتجاوزا التحديات بإنتاج شراكة ثنائية"، لافتًا إلى أن المغرب يمثل "مخاطبًا في شمال أفريقيا والعالم العربي".

وسجل الرئيس البرازيلي السابق أن بلاده "شكلت الشريك التجاري الثالث للمغرب سنة 2014، وراء كل من فرنسا وإسبانيا، وعرف معدل التجارة الثنائية بين البلدين نموًا بنسبة 151 في المائة بين سنتي 2005 و2014".

وبلغت قيمة الصادرات البرازيلية نحو المغرب حوالى 247.8 مليون دولار في الفترة بين يناير ومايو 2017، بزيادة 53.8 في المائة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، وفق إحصاءات رسمية.

في المقابل، سجلت الواردات البرازيلية من المغرب، تحسنًا، بانتقالها من 181.8 مليون دولار بين يناير ومايو 2016 إلى 283.2 مليون دولار في الفترة نفسها من السنة الحالية، بزيادة بنسبة 55.77 في المائة.

وأوضح أول رئيس مدني منتخب للبرازيل بشكل ديمقراطي بعد انتهاء سيطرة الجيش على الحكومة في 1989، وكان استلم الرئاسة سنة 1990 لغاية 1992، أن "الموقع الجغرافي للمغرب وانفتاحه على العالم يجعله بلدًا مهمًا بالنسبة إلى بلدان أميركا اللاتينية، خاصة البرازيل، التي تتم 80 في المائة من تجارتها عبر الأطلسي"، معتبرًا أن البلدين تجمعهما قضايا مشتركة يمكن الاشتغال عليها والتعاون فيها كـ"تدبير الموارد المائية والصناعة في قطاع السيارات"، وزاد دي ميلو قائلًا: "المغرب أصبح مركزًا في مجال صناعة السيارات، ويمكن التعاون على نقل هذه التكنولوجيا إلى البرازيل في مشاريع مشتركة".

تحدث الرئيس السابق للبرازيل عن التحديات التي واجهتها بلدان أميركا اللاتينية جراء خضوعها للقوى الاستعمارية التي احتكرت واستغلت مقدرات شعوب المنطقة، مبرزًا أن عددًا من هذه البلدان استطاع أن يتجاوز الوضع ويشق طريقه في مسار التنمية وتحقيق الكرامة لمواطنيه.

يشار إلى أن المحاضرة التي احتضنها مقر أكاديمية المملكة بالرباط، مساء الأربعاء، عرفت حضور عدد من السفراء والخبراء والأكاديميين، وتدخل في إطار موسم المحاضرات الهادفة إلى إعداد الدورة الخامسة والأربعين لأكاديمية المملكة المغربية التي ستقام خلال أيام 24 و25 و26 أبريل من العام المقبل، والتي ستنظم تحت عنوان: "أميركا اللاتينية أفقًا للتفكير".
...