القاهرة: قرر المجلس الاعلى للطرق الصوفية ابقاء الاحتفالات التي يقيمها داخل مسجد الحسين في القاهرة وفي المساجد الاخرى بمناسبة ذكرى المولد النبوي الجمعة، رغم الاعتداء الدامي على مسجد الروضة التابع للصوفيين في شمال سيناء.

لكن المجلس قرر الغاء الموكب الصوفي الذي ينظمه سنويًا في ذكرى مولد النبي محمد في القاهرة حدادًا على ضحايا الهجوم الذي اوقع الجمعة 305 قتلى.

واكد المجلس الاعلى للطرق الصوفية في بيان انه "تقرر فقط إلغاء الموكب الصوفي الذي كان مقررا من مسجد سيدي صالح الجعفري إلى مسجد سيدنا الحسين (وهو موكب يسير فيه الاف من الصوفيين حوالى كيلومتر واحد في قلب القاهرة) وذلك حدادا على أرواح شهداء الحادث إلارهابي بمسجد الروضة وتخفيفا للاعباء الأمنية".

اضاف البيان ان "الاحتفالات قائمة، وسيقام الاحتفال داخل مسجد سيدنا الحسين يوم الجمعة المقبل، وداخل جميع الساحات على مستوى الجمهورية بجميع المحافظات".

اثار الاعتداء على مسجد الروضة صدمة كبيرة في مصر، لانه من النادر جدا ان تستهدف مساجد بالهجمات، كما ان هذا الاعتداء يعتبر واحدا من اكثر الهجمات دموية في العالم منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

ويرجح الخبراء ان يكون تنظيم داعش وراء الهجوم، ويشيرون الى انه سبق ان هدد واستهدف صوفيين في شمال سيناء، باعتبارهم خارجين عن الاسلام. كما يشيرون الى ان هذا التنظيم سبق ان تجنب من قبل تبني هجمات نفذها او تأخر في تبنيها. 

وتبنى تنظيم داعش مسؤولية هجوم وقع السبت استهدف جرافة للجيش وناقلة جنود مدرعة قرب الحدود مع قطاع غزة، وذلك من دون أي إشارة للهجوم الدامي على المسجد.

وعادة ما يعلن التنظيم الجهادي المتطرف تبني هجماته خلال يوم او اثنين من خلال وكالة اعماق التابعة له او من خلال تطبيق تليغرام للتواصل الاجتماعي.

ورد المجلس الاعلى للطرق الصوفية على اتهامات تنظيم داعش مؤكدا ان "التصوف ليس دخيلًا على الاسلام، بل هو الاسلام بعينه في عباداته الكاملة وفي تطبيق ما دعا اليه الكتاب والسنة، وانه يمثل الاحسان، الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك".

وتابع المجلس الاعلى للطرق الصوفية ان "ائمة المذاهب الفقهية في الاسلام كانوا صوفيين مثل أبي حنيفة والشافعي وأحمد ابن حنبل". ووجّه المجلس نداء الى "جميع العباد بمصر الحبيبة بأن يكونوا متعاونين مع رجال القوات المسلحة ورجال الداخلية في مقاومة الارهابيين والاعلان عنهم ومساعدة الامن قلبا وقالبا".

كما وجّه نداء ثانيًا الى "جميع المنظمات العالمية بالمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان والدول العظمى أن تقف صفا واحدا في مواجهة الارهاب والدول التي مولت الارهابيين بالسلاح والعتاد وآوتهم في بلادهم".

تتجاوز الدعم المعنوي
من جهته قال المتحدث الرسمي ياسم وزارة الخارجية المصرية احمد ابو زيد ان مصر تلقت "من حيث الدعم المعنوي والتضامن معها دعما كاملا (...) من عدد كبير من الدول".

اضاف في مقابلة مساء السبت مع قناة دي ام سي المحلية الخاصة ان "المسألة تتجاوز (الان) الدعم المعنوي، فالمطلوب ان تقدم الدول ذات القوة السياسية والمادية الدعم الحقيقي للدول التي تواجه الارهاب، وفي مقدمها مصر".

وطالب بـ "موقف سياسي واضح ضد كل التنظيمات الارهابية بدون تمييز بين منظمة واخرى"، في اشارة على ما يبدو الى جماعة الاخوان المسلمين التي صنفتها مصر تنظيما ارهابيا في نهاية العام 2013 وتطالب كل الدول بوضعها على قوائم المنظمات الارهابية. كما دعا الى "تضييق الخناق على كل الدول التي تقدم دعما او ملاذا آمنا الى المنظمات الارهابية".

ومنذ اطاحة الرئيس السابق الذي ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو 2013 تدور مواجهات عنيفة بين قوات الامن وبعض المجموعات الاسلامية المتطرفة، تتركز غالبيتها في شمال سيناء، حيث ينشط الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية. وقتل خلال هذه المواجهات العنيفة مئات الاشخاص من الطرفين.

واستهدف فرع تنظيم داعش في سيناء خلال السنوات الماضية مرارا دوريات ومواقع عسكرية وامنية في المنطقة، وقتل مئات من عناصر الجيش والشرطة. كما استهدف في عمليات أخرى مسيحيين وصوفيين.

يعود آخر اعتداء دام كبير في مصر الى اكتوبر 2015 عندما استهدف هجوم بعبوة ناسفة تبناه الفرع المصري لتنظيم داعش طائرة روسية بعيد اقلاعها من منتجع شرم الشيخ في سيناء، ما أدى الى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها.

وتواصلت الاحد ردود الفعل الدولية على الاعتداء. ففي الفاتيكان، قال البابا فرنسيس ان الهجوم "تسبب لنا بالم كبير". واضاف "اواصل الصلاة من اجل الضحايا الكثيرين ومن اجل المصابين" ، داعيا الله الى ان "يدعم جهود كل الذين يعملون من اجل السلام".