دمشق: في ساعات الصباح الاولى من يوم السبت تلقى الشاب السوري عادل خبر تعليق حظر السفر الى الولايات المتحدة، فقفز من سريره مسرعا ليحجز اول تذكرة سفر تأخذه الى زوجته لمياء في نيويورك.

يقول عادل (25 عاما) في منزله في حي المهاجرين في دمشق "كنتُ نائما حين اتصلت بي زوجتي فجر امس (السبت)، واخبرتني عن صدور قرار رفع الحظر".

ويضيف خريج كلية الحقوق في دمشق "نهضتُ فورا ولم انم منذ ذلك الحين، اشعر بسعادة ما بعدها سعادة".

وعلق قاض فدرالي اميركي الجمعة العمل بالمرسوم التنفيذي الذي اصدره الرئيس الاميركي دونالد ترامب في 27 كانون الثاني/يناير الذي يحظر سفر مواطني سبع دول الى الولايات المتحدة هي العراق وليبيا والسودان وسوريا والصومال واليمن وايران.

واستأنفت وزارة العدل مساء السبت قرار القاضي الفدرالي، لكن محكمة فدرالية رفضت صباح الاحد طلب وزارة العدل، ما شكل صفعة جديدة للرئيس الاميركي دونالد ترامب.

شعر عادل وقتها كأنه يعيش في "كابوس" خاصة انه حصل على التأشيرة الاميركية قبل اسبوعين من صدور قرار ترامب وبعد عام من الاجراءات الضرورية تخللتها خمس زيارات الى السفارة الاميركية في بيروت.

بقي الشاب يتابع الاخبار الآتية من الولايات المتحدة على أمل ان يسمع اي اخبار جيدة، وهذا فعلا ما حصل.

وخشية اي طارئ قد يخيب امالهما باللقاء مجددا بعد عام على زواجهما، عمد الزوجان الى تقريب موعد سفر عادل.

ويروي عادل "وجدتُ حجزا على الطيران الاردني مباشرة من عمّان الى نيويورك"، مضيفا "ستقلع طائرتي غدا صباحا، ومن المفترض ان اصل بعد الظهر".

ومن منزلها في نيويورك تقول لمياء (22 عاما) لفرانس برس عبر الهاتف "الاهم حاليا هو ان يسافر باسرع وقت، وان يصل الى اميركا قبل ان يصدر المجنون قرارا آخر"، في اشارة الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

تجدر الاشارة الى انه تم استخدام اسمين مستعارين هما عادل ولمياء.

ويزدحم منزل عادل بالمودعين من اقربائه اثناء توضيبه حاجياته ونقله حقائبه الى السيارة التي ستقله الى مطار بيروت ومنه الى عمان قبل ان يغادر صباح الاثنين للقاء زوجته.

- "امل في الحقائب" -ابقى عادل طوال الفترة الماضية على حقائبه التي حضرها للسفر مغلقة فوق بعضها البعض. 

ويقول "شعرتُ أن الامل موجود داخل هذه الحقائب، واذا فتحتها فكأني اعترف لنفسي بالفشل وبأني باق هنا".

ويضيف "ابقيتها جميعها مغلقة سوى واحدة اضطررت ان افتحها كون فيها حاجات اساسية".

يساعد والد ووالدة عادل ابنهما على حزم ما تبقى من امتعة، يدقق ابن خالته في موعد الطائرة ويتصل بسائق السيارة التي ستقله الى بيروت.

يلتقط عادل صورا له في المنزل قبل ان يغادره وهو الذي لا يزال متفاجئا من سرعة تبدل الامور.

تتصلُ لمياء، التي تحمل الجنسيتين الاميركية والسورية، بزوجها مرات عدة وتؤكّد عليه الا ينسى اي ورقة ثبوتية، والاهم ان يضع جواز سفره في جيبه.

حافظت لمياء طوال الايام الماضية على تفاؤلها خاصة حين مشاهدتها للتظاهرات المناهضة لقرار الرئيس الاميركي.

وتقول "كنت اتابع بشدة كل ما يصدر حول قرارات ترامب واشعر بالسعادة كلما شاهدت تظاهرة مناهضة لها حتى اني كنت متفائلة بان يصدر قرار جديد يلغي الأول".

ونص قرار ترامب الاساسي المثير للجدل على منع سفر مواطني الدول السبع الى الولايات المتحدة لمدة ثلاثة اشهر، حتى لو كانت بحوزتهم تأشيرات دخول. 

وعلق القرار دخول اللاجئين الى الولايات المتحدة لمدة اربعة اشهر، ومنع دخول اللاجئين السوريين تماما حتى اشعار آخر.

وخلال اسبوع تم احتجاز 109 اشخاص في مطارات الولايات المتحدة من المقيمين بشكل شرعي فيها، وفق البيت الابيض. كما تم منع المئات من الصعود الى الطائرات المتوجهة الى الولايات المتحدة.

وتقول لمياء "لقد خاب أملي بالرئيس الأميركي وليس بالديموقراطية الاميركية".

وتروي "حين صدر القرار كتبتُ على احد جدران المطبخ في المنزل +أؤمن اننا سننتصر+، واليوم اضفت الى جانبها عبارة +نعم لقد فعلناها+".

وبرغم فرحها لا تخفي لمياء قلقها من اي تغيير قد يطرأ في اللحظات الاخيرة.

وتخلص الى القول "لن يطمئنّ قلبي حتى اراه داخل منزلي في نيويورك، فرحتي ناقصة حتى اراه بعيوني قد خرج من المطار".