بانكوك: أطلقت الولايات المتحدة وتايلاند مناوراتهما العسكرية السنوية المشتركة "كوبرا غولد" الثلاثاء التي تخيم عليها هذه المرة ضبابية توجهات السياسة الخارجية لواشنطن في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب. 

وتعد المناورات التي تتضمن عادة تدريبات منهكة في الأدغال التايلاندية، الأكبر التي تقودها الولايات المتحدة في آسيا. واستمرت التدريبات رغم التوترات بين البلدين اثر تخفيض واشنطن حجم مساعداتها العسكرية إلى تايلاند ودعوتها للعودة إلى الديموقراطية اثر انقلاب جرى عام 2014 . 

إلا أن الولايات المتحدة ظلت حذرة من دفع حليفتها الرئيسة في جنوب شرق آسيا إلى حضن الصين. وتنطلق مناورات هذا العام التي تستمر عشرة أيام، فيما لم يتضح بعد الدور الذي تنوي الولايات المتحدة القيام به في المنطقة. 

ليس واضحا إن كان ترامب سيتراجع عن سياسة سلفه التي تميزت بتعزيز العلاقات الأمنية والتجارية في محاولة مواجهة تنامي نفوذ بكين. ويتوقع أن تتخذ إدارة ترامب خطا أكثر مرونة تجاه مسألة حقوق الإنسان، وهو ما سيوفر فترة راحة للحكم العسكري في تايلاند والحكومات الاستبدادية الأخرى في المنطقة. 

وأرسلت واشنطن الأميرال هاري هاريس، قائد القوات العسكرية الاميركية في البحر الهادئ، لحضور افتتاح تدريبات "كوبرا غولد"، وهو الضابط الأميركي الأعلى رتبة الذي يزور البلد الآسيوي منذ الانقلاب. 

ويشارك نحو 3600 جندي أميركي في التمارين في إقليمي شونبوري وناخون راتشاسيم والتي ستشارك فيها أيضا اندونيسيا واليابان وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية.

تضمنت المناورات في السابق والتي تستضيفها الولايات المتحدة وتايلاند منذ عام 1980، مجموعة من الأنشطة الشاقة، بينها تحد للبقاء على قيد الحياة في الأدغال حيث يتعيّن على جنود البحرية الأميركية شرب دم الأفاعي. 

وقالت المتحدثة باسم السفارة الأميركية لوكالة فرانس برس إن واشنطن "حريصة على استعادة التعاون الكامل مع شركائنا التايلانديين الذين نقدرهم" مع البقاء على تعليق جزء من المساعدات العسكرية إلى حين استعادة الديموقراطية. وأضافت ان مناورات هذا العام ستركز على المساعدات الإنسانية وعمليات الإغاثة في حالات الكوارث. وستشارك الصين والهند في الشق المتعلق بالعمل الإنساني، فيما سترسل أكثر من عشر دول أخرى ممثلين للمراقبة.