باريس: قبل اقل من سبعة اسابيع على الانتخابات الرئاسية الفرنسية، حصل مرشح الوسط ايمانويل ماكرون الذي تظهر استطلاعات الرأي تقدمه المستمر، على دعم شخصيات نافذة في حين يواجه المحافظ فرنسوا فيون صعوبات في الحصول على تأييد.
واعلن رئيس بلدية باريس الاشتراكي السابق برتران دولانوي الاربعاء رسميا دعمه لماكرون لانه يؤيد افكاره "التقدمية" و"لاعطاء اكبر دفع في الدورة الاولى للمرشح الذي سيتمكن من هزيمة مارين لوبن" زعيمة اليمين المتطرف.
وكتبت صحيفة "لو باريزيان" الاربعاء في مقال تناول قلق المرشح الاشتراكي بونوا آمون من نتيجة الدورة الاولى من اجل قطع الطريق امام مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن "ان سلسلة الانشقاقات بدأت بدون شك للتو رغم ان عددا كبيرا من مسؤولي الحزب الاشتراكي لا يزالون يتريثون".
وتعليمات الحزب الاشتراكي هي "الحفاظ على الوحدة والتضامن" لكن الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند اكد مطلع الاسبوع ان "واجبه الاخير" هو "الا يوفر جهدا" للتصدي لتهديد اليمين المتطرف الذي احرز تقدما كبيرا بفضل البريكست وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
وفي هذه الحملة التي يسودها تردد الناخبين، اظهرت استطلاعات الرأي حاليا منازلة أخيرة في السابع من ايار/مايو بين زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن (48 عاما) والوزير اليساري السابق ايمانويل ماكرون اللذين يراهنان على رغبة الناخبين الفرنسيين في التجدد السياسي.
ويتوقع الا يتخطى فرنسوا فيون الذي اهتز موقعه جراء فضيحة الوظائف الوهمية المفترضة لزوجته بينيلوب واثنين من اولاده، الدورة الاولى من الاقتراع. وسيصل بونوا امون وزعيم اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون في المراتب الاخيرة.
وفي هذه الاجواء تعبئة الناخبين تبدو عاملا حاسما.
"تحالف متنوع"
ونجح فيون الذي لا يزال مقتنعا بانه قادر على الفوز، في التصدي لمحاولات معسكره لاخراجه من السباق، لكنه لا يزال عاجزا عن تبديد الشكوك. والغي اجتماع مع الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق الان جوبيه كان يرمي بحسب المتحدث باسمه الى "اعطاء صورة عن رص الصفوف".
وكانت معلومات جديدة نشرها عدد "لوكانار انشينيه" للاربعاء حول قرض بقيمة 50 الف يورو لم يعلن عنه لمصلحة الضرائب - سهوا بحسب محامي فيون - اعادت تحريك الملف بانتظار الاجتماع المقبل منتصف اذار/مارس لفرنسوا وبينيلوب فيون مع القضاة. وقال فيون انه يتوقع توجيه الاتهام له.
ورغم دعواته لرص الصفوف فان عدد الذين تخلوا عنه بحسب صحيفة "ليبيراسيون" 305 بعد ان غير نائب واحد فقط رأيه.
ومساء الثلاثاء قرر الوسطيون من اتحاد الديموقراطيين والمستقلين الذين علقوا الاسبوع الماضي مشاركتهم في حملته، انتظار "المبادرات الجديدة" التي وعد بها فيون قبل دعمه. واعلن البعض كرئيس الوزراء السابق جان لوي بورلو، علنا احتمال دعم ماكرون.
واختار الوسطي فرنسوا بايرو هذا "العرض السياسي الجديد" الذي هو قادر في رأيه "ليس فقط على الوصول الى الدورة الثانية بل ربما ايضا بصورة ايجابية جدا".
من جهتها سخرت صحيفة "لو فيغارو" صباح الاربعاء من "التحالف المتنوع" الذي يرتسم حول المصرفي السابق البالغ ال39 من العمر ومشددة على "ميله الاشتراكي الطاغي" - المحور الرئيسي للهجوم المضاد لليمين امام تقدم هذا "المبتدىء" في المعترك السياسي.
وقال جيروم سانت ماري الخبير في العلوم السياسية لدى "بولينغ فوكس"، "على مر السنين التناوب على السلطة لم يعد تغييرا حقيقيا في موازاة الاستياء المتنامي من الازمة الاقتصادية". واضاف ان العام 2017 قد يشهد بروز ثنائية جديدة بين +الليبراليين+ و+القوميين السياديين+ مع انقسام جديد "بين الطبقات المؤيدة للعولمة وتلك التي تشعر بانها خاسرة".
التعليقات