فيما وصل العبادي إلى مدينة الموصل العراقية الشمالية التي تشهد الساعات الأخيرة من المعارك فيها لتحريرها من قبضة تنظيم داعش بالكامل، حيث بارك بالنصر هناك، فقد أعلن قائد العمليات العسكرية أن قواته تتقدم حاليًا نحو منطقة القليعات آخر أهدافها في الموصل القديمة بعدما تمكنت من تحرير منطقة الميدان اليوم، ووصلت إلى حافة نهر دجلة، ورفعت العلم العراقي عليه.

إيلاف: قال قائد عمليات "قادمون يانينوى" الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يار الله الاحد في بيان تابعته "إيلاف"، إن "قوات مكافحة الارهاب حررت منطقة الميدان في مدينة الموصل القديمة، ووصلت الى حافة نهر دجلة، وهي تتقدم حاليا باتجاه منطقة القليعات اخر الأهداف لقوات مكافحة الارهاب ولايزال التقدم مستمرًا". والقليعات هي اخر منطقة لا يزال تنظيم داعش يقاتل فيها ضمن المدينة القديمة بالساحل الأيمن للموصل. 

وبالترافق مع ذلك، فقد تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من الوصول الى حافة نهر دجلة ورفعت العلم العراقي عليها. في مؤشر إلى امكانية اعلانه النصر النهائي هناك في وقت لاحق اليوم.

 قوات عراقية في ازقة الموصل القديمة


وبالترافق مع هذه التطورات فقد تم الاعلان عن وصول القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء الى الموصل اليوم للاطلاع على آخر المعارك العسكرية للقضاء على تنظيم داعش.. وقال مكتب العبادي في بيان تابعته "إيلاف" إن رئيس الوزراء "وصل الى مدينة الموصل المحررة ويبارك للمقاتلين الابطال والشعب العراقي تحقيق النصر الكبير".

وتقوم القوات العراقية حاليًا بعمليات تمشيط وتطهير للاحياء المحررة في المدينة القديمة بحثاً عن مسلحي داعش المختبئين في الانفاق والسراديب. واظهرت صور للتلفزيون العراقي الرسمي العشرات من العائلات التي اتخذها التنظيم دروعًا بشرية، وقد خرجت من بين الازقة المحاصرة وهي تسير على ضفاف نهر دجلة. 

وأوضحت مصادر امنية أن تأخر الاعلان الرسمي للتحرير الذي كان منتظرًا امس جاء بسبب اتخاذ تنظيم داعش لمئات من المدنيين دروعًا بشرية في الجيوب الاخيرة التي مازال يسيطر عليها، حيث تتقدم القوات العراقية بحذر حفاظًا على ارواحهم، فيما يكثف التنظيم من تفجيرات عناصره الانتحاريين واستهداف قناصيه للقوات.

قتل الف داعشي
واليوم أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية عن حصيلة خسائر داعش خلال معركة المدينة القديمة، مؤكدة مقتل أكثر من ألف داعشي.
وقال قائد الشرطة الفريق رائد جودت في بيان تابعته "إيلاف"، إن "معركة تحرير المدينة القديمة اسفرت عن مقتل اكثر من 1000 ارهابي، وتدمير 65 مركبة مسلحة، و20 عجلة مفخخة، إضافة إلى تدمير 24 دراجة نارية. واوضح أن "المعركة أسفرت أيضا عن تدمير 38 مضافة و5 ابراج اتصالات و8 انفاق، اضافة الى تفكيك 71 حزاما ناسفاً و310 عبوات ناسفة و181 صاروخا".

وقد رفعت قوات الشرطة الاتحادية العلم العراقي وسط شوارع الموصل القديمة استباقاً للاعلان الرسمي بتحرير المدينة بالكامل، حيث يؤكد القادة العسكريون ان ماتبقى على انجاز هذه المهمة هو 250 مترًا فقط للوصول الى ساحل نهر دجلة والتقاء القوات التي تقاتل هناك من ثلاثة محاور، وهي الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب والفرقة المدرعة التاسعة.

فقد رفع الفريق ‏رائد جودت العلم العراقي وسط المدينة القديمة المحرر، مؤكدًا ان عناصر تنظيم داعش قبل هزيمتهم فجروا عددًا ‏من المنازل المفخخة في منطقة النجفي التي حررتها قواته.. واشار في بيان الليلة الماضية الى أن الشرطة الاتحادية سارعت إلى انقاذ المدنيين من تحت الانقاض.

احباط محاولات تسلل عناصر داعش الى ايسر الموصل
وفي محاولة للنجاة من الموت بعد احكام الحصار عليهم في جيب صغير في ايمن الموصل، يحاول عناصر تنظيم داعش التسلل الى ايسر المدينة عبر نهر دجلة، لكن القوات العراقية تصدت لهم اليوم، وقتلت 30 منهم.

وقالت خلية الإعلام الحربي للقوات العراقية المشتركة إن قطعات عمليات نينوى قتلت 30 إرهابيًا حاولوا الهروب من الساحل الأيمن إلى الساحل الأيسر من الموصل عبر نهر دجلة.

ويترقب العراقيون الإعلان رسميًا عن انتهاء معارك الساحل الأيمن، وشرعت منظمات عراقية بالإعداد لبرامج احتفالية تتزامن مع الإعلان الرسمي لطرد التنظيم من المدينة.

وحاول مقاتلون لداعش امس ايضًا الفرار من آخر مواقعهم في المدينة القديمة بالموصل عبر نهر دجلة، غير أنهم قتلوا بيد القوات العراقية. وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي إن عددًا من مسلحي التنظيم حاول العبور إلى الساحل الأيسر، لكن عناصر قوة عراقية متمركزة هناك أطلقوا النار عليهم وقتلوهم وبقوا في المياه.

من جهته، اكد قائد عمليات "قادمون يانينوى" الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله تحرير قوات الجيش لمنطقة "دكة بركة" وجامع شيخ الشط "بكر أفندي" في مدينة الموصل القديمة، وكبدت عناصر تنظيم داعش خسائر كبيرة. 

واضافت قيادة عمليات نينوى ان قطعات شرطة نينوى تمكنت من قتل احد قيادات داعش الملقب ابو حفصة السعودي اثناء محاولته الهروب من الساحل الايمن الى الايسر عبر نهر دجلة.. فيما اشارت الى محاولة سبع نساء داعشيات تفجير انفسهن بواسطة احزمة ناسفة على جهاز مكافحة الارهاب خلال عملية اجلاء بعض العوائل.

وتدور المعارك في جيب صغير على ضفة نهر دجلة، وهو كل ما تبقى للتنظيم في الموصل، بعد معارك ضارية متواصلة منذ تسعة أشهر، حيث تحاول القوات العراقية حسم الجزء الأخير من معركة تحرير الموصل بأقل الاضرار الممكنة بالنسبة للقوات والمدنيين على حد سواء.

واعلن مصدر امني اليوم أن معظم عناصر التنظيم في المدينة القديمة هم من جنسيات اجنبية، وخاصة من الشيشان والروس، اضافة الى اخرين من جنسيات عربية خليجية، الى جانب ليبيين وتونسيين.

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق، وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014، لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي، ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.