رفضت سلطات اقليم كردستان العراق اليوم طلب الحكومة المركزية بتسليمها إدارة مطاري أربيل والسليمانية، معتبرة أن الطلب غير قانوني وغير مشروع.. فيما أبلغت سلطة الطيران العراقي شركات الطيران الدولية بتعليق رحلاتها إلى المطارين بدءًا من عصر الجمعة المقبل. 

إيلاف من لندن: قال وزير النقل والمواصلات في إقليم كردستان مولود باومراد في مؤتمر صحافي مشترك في أربيل الاربعاء مع مديري مطاري أربيل تلار فائق والسليمانية طاهر عبد الله، إن "مطاري أربيل والسليمانية ملك لكردستان والعمل فيهما سيستمر"، وذلك بعد ان امهلت بغداد أربيل 72 ساعة لتسليم المطارات. 

وأضاف أن "قرار الحكومة العراقية القاضي بتسليم المطارات غير مناسب وغير صائب، وتعليق الرحلات الجوية سيعود بتداعيات سلبية على المواطنين". وطالب الحكومة المركزية بالتأني في إجراءاتها وقال إن لغة التهديد والوعيد لن تجدي نفعًا مبديًا استعداده لاجراء مفاوضات وحوارات معها كما نقلت عنه وكالات انباء كردية محلية تابعتها "إيلاف".

وأشار إلى أنّ "سلطة الطيران المدني في العراق تشرف على المطارات، ومن ضمنها مطارا أربيل والسليمانية الدوليان، وكلا المطارين ملتزمان بقرارات وتعليمات سلطة الطيران التي لها ممثلون فيهما على غرار المطارات الأخرى في العراق". وشدد على ان مطاري أربيل والسليمانية الدوليين ملتزمان بقوانين سلطة الطيران الاتحادية ولم ترتكب ادارتهما اية مخالفات. 

وأضاف ان جميع الرحلات الداخلية والدولية من وإلى إقليم كردستان خاضعة لسلطة وتعليمات الطيران المدني الاتحادي. وقال إن قرار الحكومة العراقية في اغلاق المنافذ الحدودية في إقليم كردستان يمس حياة الناس في داخل العراق وخارجه، لان المطارين يعملان على نقل المرضى والطلاب والمنظمات والمساعدات الدولية للنازحين والقضايا العسكرية. 

وقال متحديا "اذا كان قرار الحكومة العراقية عقابيًا على خلفية استفتاء حق تقرير المصير، فإن الحوار معها لن يجدي نفعًا.

ومن جانبها، وصفت مديرة مطار أربيل الدولي تلار فائق قرار بغداد بتعليق الرحلات الجوية إلى مطارات الاقليم بغير القانوني".. مشيرة إلى أن "سلطة الطيران المدني في العراق لا تقوم بأعمالها بالشكل اللازم". واعتبرت قرار الحكومة الاتحادية باغلاق المنافذ الجوية لإقليم كردستان "خاطئًا ومخالفاً للقانون الدولي". 

وأوضحت ان "القانون الدولي يمنع ذلك لانهم استخدموا السلطة بشكل مخالف لذلك القانون". وأشارت إلى أنّه "حتى اذا تم تنفيذ القرار فإنه لن يستمر كثيرًا لان المطار يستخدم للعلاقات الدبلوماسية والإنسانية الدولية".

ابلاغ شركات الطيران بتعليق رحلاتها لمطاري أربيل والسليمانية

وأبلغت سلطة الطيران العراقي شركات الطيران الدولية بتعليق رحلاتها إلى المطارين بدءًا من عصر الجمعة المقبل. وفي اعمام إلى شركات الطيران الدولية العاملة في العراق اليوم فقد ابلغتها سلطة الطيران المدني العراقي بموعد تعليق الطيران إلى مطار أربيل الدولي، موضحة انه سيكون بعد ظهر الجمعة المقبل.

وقالت سلطة الطيران في خطاب إلى الشركات، اطلعت على نصه "إيلاف"، انه "تود سلطة الطيران المدني العراقي أن تسترعي انتباهكم، أنه وإعتباراً من تاريخ 29/9/2017 وفي تمام الساعة الـ 3 مساء بالتوقيت العالمي سوف يتم تعليق جميع الرحلات العاملة إلى مطاري أربيل والسليمانية". واوضحت أن قرار التعليق لا يشمل "الشركات العراقية، ولرحلاتها الداخلية فقط وإلى اشعار آخر".

واليوم، اعلنت شركة طيران الشرق الاوسط اللبنانية تنفيذها للقرار العراقي ووقف رحلاتها إلى مطاري أربيل والسليمانية بدءًا من الجمعة المقبل.

 وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعلن امس ان حكومته قررت حظر الطيران الدولي من وإلى اقليم كردستان الشمالي في حال لم تخضع سلطاته مطاراتها إلى الحكومة المركزية، واتهم القادة الاكراد بتحويل مبالغ ثروات البلاد إلى حساباتهم الشخصية خارج البلاد، واكد عدم اجراء أي مفاوضات مع الاكراد ما لم يلغوا الاستفتاء ونتائجه. 

وقال العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد عقب الاجتماع الاسبوعي لحكومته، وتابعته "إيلاف"، إن الحكومة قررت اليوم فرض حظر على الرحلات الجوية من وإلى كردستان العراق خلال 3 أيام، إن لم تخضع مطارات الإقليم للحكومة الاتحادية. 

وأوضح انه سيتم ايقاف الرحلات الجوية القادمة من الدول الاخرى إلى مطارَي أربيل والسليمانية او المغادرة منهما إلى الدول الاخرى، ويبقى هذا الايقاف ساري المفعول لحين خضوع عمل مطارَي أربيل والسليمانية لرقابة واشراف هيئة المنافذ الحدودية وسلطة الطيران المدني الاتحادية، وبما يضمن تواجد ممثلي السلطات الاتحادية في المطارين المذكورين للقيام بالمهام المحددة قانوناً.. منوهًا إلى أنّه يستثنى من هذا القرار الرحلات ذات الطابع الانساني والتي يجب ان تحصل على موافقات خاصة من السلطات الاتحادية، وكذلك الرحلات الطارئة التي يوافق على استثنائها رئيس مجلس الوزراء.

واضاف انه تقرر ايضًا اخضاع المنافذ الحدودية البرية كافة التي تربط العراق بدول الجوار عن طريق اقليم كردستان لاشراف ورقابة هيئة المنافذ الحدودية الاتحادية، وكذلك غلق المنافذ الحدودية البرية غير الرسمية كافة، والتي تستخدم للعبور بين اقليم كردستان ودول الجوار. وأشار إلى أنّه سيتم ايضًا غلق جميع المنافذ الحدودية غير الرسمية لكردستان مع الجوار، وسيمنع استخدامها لمرور الافراد ونقل البضائع.