وضعت قصة "التنمر" التي تعرض لها الطفل السوري اللاجئ المجتمع البريطاني ومختلف السلطات في المملكة المتحدة أمام مسؤولياتها في مواجهة الأفعال العنصرية والسلوكيات في المدارس.&
ووسط تفاعل الآلاف من البريطانيين مع الحدث الذي هزّ مختلف الأوساط، وأثار موجة غير مسبوقة الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، والتعاطف مع الفتى الهارب من الحرب في سوريا، ربطت بعض الأوساط عملية الاستقواء على الطفل السوري نتاج تصاعد العنصرية.
اليمين المتطرف

وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن صفحة المشتبه به على (فيسبوك) تتضمن مشاركته منشورات عديدة من صفحة القيادي اليميني المتطرف تومي روبنسون.
ومثُل الصبي المهاجم الذي يتعذر ذكر اسمه لأسباب قانونية والبالغ من العمر 16 عاما أمام محكمة للأحداث في بريطانيا، لاتهامه بالاعتداء على الصبي السوري لاجئ بعد نشر مقطع فيديو يظهر الاعتداء، تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي.
وظهر في الفيديو الصبي السوري جمال، البالغ 15 عاما، وهو يُجرّ من عنقه على الأرض من جانب مهاجمه في مدرسة الموندبيري في مدينة هادرسفيلد، في مقاطعة يوركشاير قبل أن يلقي مهاجمه المياه على وجهه ودفقها في حلقه.&
وكان تم تصوير مقطع الفيديو خلال استراحة الغداء في مدرسة ألموندبيري كوميونيتي، في 25 أكتوبر الماضي، بحسب ما ذكرته شرطة يوركشاير.
حملة تبرعات

وتنادى الآلاف من البريطانيين للمساهمة في حملة لجمع آلاف الجنيهات الاسترلينية خلال ساعات قليلة، للتبرع بها للطفل السوري اللاجئ من مدينة حمص، حيث كانت الحصيلة نحو 122 ألف جنيه إسترليني
وعبر مستخدمو الإنترنت بعد نشر مقطع الفيديو بالأمس، عن غضبهم من عدم اتخاذ أي إجراءات بحق المراهق الذي هاجم الطفل السوري، واقترحوا أن تستخدم أموال التبرعات لنقل الأخير من هيدرسفيلد، بعد أن ذكر بعض السكان المحليين أن أخته أيضًا تعرضت للتخويف، في حين ادعى آخرون أن الشرطة شوهدت مؤخرًا في منزل المهاجم، وأنه فصل من المدرسة، كما تطرق البعض إلى نشر أسماء عائلته، وتوجيه تهديدات بالقتل لهم.
أمر مفجع
وعبر المذيع البريطاني جيريمي فاين عن تعاطفه مع الصبي السوري، قائلًا على "تويتر": "أحاول مقاومة تسمية المتنمر، ولكن الأهم الآن هو ما نستطيع تقديمه للضحية، اللاجئ السوري الذي كان يعاني أساسًا من كسر في معصمه، ناتج غالبًا عن تنمر وعنف مشابه للأسف، يا له من أمر مفجع!".
في حين قال باري شيرمان، النائب عن حزب "العمل" في هيدرسفيلد: "هذا الفيديو صادم للغاية، اعتداء سافر على مواطن يعيش في بريطانيا، نحن نحاول دعم أسرة الضحية منذ علمنا بالأمر، فهمنا أن المدرسة اتخذت الإجراءات اللازمة بحق المهاجم، إلا أننا نتابع القضية للتحقق من تقديم كل الدعم المتاح".
وتناولت الصحف البريطانية تفاصيل جديدة في واقعة الاعتداء بالضرب على الطفل السوري، وقالت إن شقيقة الطفل السوري كانت هي الأخرى ضحية اعتداء في المدرسة وتم تصويرها في فيديو أيضا.
&وقالت شرطة غرب يورك قالت إنها تلقت معلومات بفيديو الاعتداء على الطفلة البالغة من العمر 14 عاما. وقالت محامية العائلة إن الحادث وقع يوم الثلاثاء في مدرسة الموندبيرى العامة، وهى نفس المدرسة التي وقع فيها الاعتداء على شقيقها.