نصر المجالي: انحنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في شكل مفاجئ لضغوطات من البرلمان، بعد ظهر يوم الإثنين، وأعلنت أمامه في جلسة عاصفة عن تأخير تنفيذ اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي لستة أسابيع، كما سترجئ تصويت البرلمان المقرر يوم الثلاثاء إلى موعد لاحق.&

وفي جلسة مجلس العموم التي ابتدأت بعد ظهر الإثنين وامتدت الى اللحظة ولا تزال مستمرة، أعلنت ماي أن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن أن تتأخر لمدة ستة أسابيع.

وأبلغت أعضاء مجلس العموم، أنها ستقوم بجولة أوروبية، ثم تعود إلى بروكسل لمواصلة المشاورات حول تأجيل الصفقة توفير الأجواء الملائمة لمزيد من التفاهمات.&

رفض

واعترفت رئيسة الوزراء البريطانية بأن قرار تأجيل التصويت لشعورها بأن صفقة الاتفاق ستُرفض على ما يبدو بـ"أغلبية كبيرة". وقالت ماي: من الواضح أنه رغم وجود دعم واسع للكثير من الجوانب الأساسية في هذا الاتفاق، فإنه لا يزال هناك قلق واسع وعميق بخصوص مسألة واحدة، حدود أيرلندا الشمالية".

وأضافت أنها ستسعى للحصول على "تطمينات" من قادة الاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق. وقالت لمجلس العموم: "سأذهب للقاء نظرائي في دول أخرى أعضاء... سأناقش المخاوف الواضحة التي عبر عنها هذا المجلس" مضيفة أنها ستسعى "للحصول على مزيد من التطمينات".

يذكر أن صفقة الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي تتضمن إجراءات مثيرة للجدل تهدف إلى الحفاظ على استمرار تدفق السلع بحرية عبر الحدود الأيرلندية، وهو من القضايا التي يرفضها كثير من أعضاء البرلمان.
وأشارت ماي إلى أن مشكلة الحدود بين أيرلندا الشمالية والاتحاد الأوروبي، متمثلا في جمهورية أيرلندا، هو القضية التي لاقت معارضة كبيرة.&

وجاءت دعوة ماي للبرلمان للانعقاد اليوم الاثنين بعد أن اصر نواب من جزب المحافظين وحلفاء مثل الجزب الاتحادي الديموقراطي (إيرلندا الشمالية) أن "اتفاقية الانسحاب" لن تكون "مقبولة أبداً" للبرلمان.

ومن جهته، شدد جيرمي كوربين على أن الحكومة في حالة من "الفوضى" وأنها يجب أن "تفسح المجال" لحزب العمال لتولي السلطة ، بينما انخفض الجنيه الإسترليني أكثر مقابل الدولار الأميركي.

وكان البرلمان البريطاني امضى معظم الأسبوع الماضي في مناقشة الاتفاق، ويقول منتقدو الحكومة إن الوضع ينزلق الآن إلى حالة من الفوضى. وقال قادة أوروبيون إنه لا مكان لإعادة التفاوض على الاتفاق.