محاطًا&بأفراد عائلته وجمع من الأصدقاء، وعلى وقع تغريدة صباحية من الرئيس ترمب تمنى خلالها حظًا سعيدًا له، مثل الجنرال مايكل فلين أمام القاضي إيميت سوليفان في جلسة محاكمته ليخرج منها محرومًا من جواز سفره وممنوعًا من الابتعاد أكثر من خمسين ميلا&عن العاصمة واشنطن إنتظارًا لموعد إصدار الحكم في 2019.

إيلاف من نيويورك: واجه مستشار الأمن القومي السابق في إدارة ترمب يوم الثلاثاء واحدًا من أصعب المواقف في حياته بعدما وبّخه القاضي سوليفان بشكل مباشر أمام مرأى ومسمع الحاضرين، رغم كل التوصيات الإيجابية التي رفعها فريق المحقق الخاص روبرت مولر إلى المحكمة وصولًا إلى المطالبة بعدم سجنه.

القاضي مشمئز من أفعاله
وإذا كانت التهمة الموجّهة إلى فلين، وهي الكذب على محققي إف بي آي وتضليلهم، دفعت بالقاضي إلى سؤال أحد أعضاء فريق الإدعاء حول ما إذا كان فعل الجنرال السابق يرقى إلى الخيانة، فإن عمل فلين لمصلحة الحكومة التركية من دون التسجيل في مكتب العملاء الأجانب في وزارة العدل بموجب قانون (FARA) أثار نقمة سوليفان بشكل كبير الذي عبّر عن اشمئزازه، معتبرًا أن فلين باع بلاده.

ينص قانون تسجيل الوكلاء الأجانب على ضرورة كشف المواطنين الأميركيين الذين يقومون بأعمال الضغط نيابة عن حكومات أجنبية أو كيانات سياسية عن عملهم لوزارة العدل، وتعمل الأخيرة بشكل روتيني مع شركات الضغط من أجل الالتزام بالقانون والتسجيل والكشف عن عملهم.

اتهامات إلى شركائه
قبل ساعات قليلة من جلسة فلين، كان القضاء الأميركي يوجّه اتهامات إلى شريكين سابقين لمايكل فلين، وهما بيجان رافيكيان المعروف باسم بيجان كيان (66 عامًا)، ويقيم في ولاية كاليفورنيا، وكميل إيكيم البتيكين (41 عامًا) التركي الهولندي المقيم في إسطنبول، بالعمل لحساب الحكومة التركية والكذب على مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، ولم تتضمن الاتهامات اسم فلين بشكل مباشر، بل أشير إليه باسم الشخص (أ).

المطلوب رأس غولن
أشارت لائحة الاتهام الصادرة في 12 ديسمبر، والتي كُشف عنها الاثنين الفائت، "أن كيان وألبتكين "تآمرا سرًا وبطريقة غير مشروعة للتأثير على السياسيين الأميركيين والرأي العام في ما يتعلق بمواطن تركي يعيش في الولايات المتحدة، والذي كانت حكومة تركيا تسعى إلى تسلمه بعد ذلك".

لم تذكر لائحة الاتهامات اسم فتح الله غولن مباشرة، وانما وصفته على أنه "إمام، وكاتب، وسياسي يدير شبكة من المدارس والمنظمات الخيرية، يعيش في الولايات المتحدة"، وتلقي عليه تركيا مسؤولية محاولة الانقلاب عام 2016.

فاتحة التعاون
مشوار فلين في العمل لمصلحة حكومة أردوغان، أصبح قيد التدقيق منذ يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، إلا أن القصة بدأت في السابع والعشرين من يوليو من العام نفسه، بعد قيام كيان بإعلام البتكين بجاهزيته وفلين للعمل، وبعد حوالى أسبوعين أبلغ المواطن التركي الهولندي، شريك فلين، أنه حصل على الضوء الأخضر لمناقشة الميزانية المطلوبة.

لقاءات متعددة
وبقصد السرية، عمد البتكين إلى إدراج شركته كعميل لمجموعة فلين أنتل بدلًاـ من الحكومة التركية، وبلغت قيمة العقد الأول ستمائة ألف دولار لضرب زعيم حركة الخدمة، فتح الله غولن.&

وفي التاسع عشر من سبتمبر 2016، التقى فلين وكيان وألبتكين بمسؤولين حكوميين أتراك في مدينة نيويورك لمناقشة قضية غولن، حسب ما جاء في لائحة الاتهام. وخلال الفترة الممتدة بين سبتمبر وأكتوبر، اجتمع كيان وشخصيات أخرى مع أحد أعضاء الكونغرس، وكان الهدف تصوير غولن كتهديد يجب إعادته إلى تركيا بحسب لائحة الاتهام.

تذمر تركي
جهود الجنرال الذي أمضى ثلاثة وثلاثين عامًا في الخدمة العسكرية، بدت وكأنها غير كافية بالنسبة إلى الأتراك، فعمد البتكين إلى التواصل مع كيان في الثاني من شهر نوفمبر، وعبّر عن امتعاضه من عدم قيام شركة فلين بنشر معلومات سلبية كافية حول غولن.&
فقام شريك مستشار الأمن القومي السابق بإرسال نسخة عن مقال أعده فلين، بهدف نشره في يوم الانتخابات، وتضمن دفاعًا عن أردوغان وقمعه للمعارضين، ووصف غولن بـ "الملا الإسلامي الشرير"، الذي "يصور نفسه على أنه معتدل، لكنه في الواقع إسلامي متطرف".

تركيا تحتاج الدعم
نشر جنرال الأمن القومي السابق في الثامن من نوفمبر – يوم الانتخابات - مقال رأي حمل عنوان "تركيا حليفتنا في أزمة وتحتاج دعمنا"، في صحيفة "ذا هيل"، ليصبح بعد ذلك مباشرة تحت أضواء وزارة العدل، التي بدأت بالتحقيق في العلاقة بين فلين، وتركيا أردوغان.