نابلس: قتلت القوات الاسرائيلية صباح الثلاثاء قياديا في الجناح العسكري لحركة حماس مسؤولا عن عملية قتل حاخام من المستوطنين في الشهر الماضي في الضفة الغربية المحتلة، بينما قتل مساء فلسطيني ثان وأصيب عشرات آخرون بجروح خلال مواجهات دارت بينهم وبين القوات الاسرائيلية في مدينة نابلس بشمال الضفة.

واحمد جرار (22 عاما)، وهو بحسب كتائب عز الدين القسام المسؤول عن الخلية التي قتلت الحاخام ريزيئيل شيفاح قرب مستوطنة حافات جلعاد في 9 يناير، قتل صباح الثلاثاء في عملية مشتركة نفذها الجيش والشرطة والاستخبارات الاسرائيلية في بلدة اليامون قرب جنين في شمال الضفة.

ومساء الثلاثاء قتل شاب فلسطيني خلال مواجهات دارت بين شبان فلسطينيين والقوات الاسرائيلية في نابلس خلال عملية نفذتها قوات الامن الاسرائيلية يرجح ان الهدف منها البحث عن فلسطيني قتل الاثنين طعنا بسكين المستوطن الاسرائيلي ايتمار بن غال (29 عاما) وهو حاخام بدوره.

وقال مصدر طبي فلسطيني ان القتيل شاب عشريني يدعى خالد تايه ولا علاقة له بالمشتبه به الذي كانت القوات الاسرائيلية تبحث عنه. واعلن الجيش الاسرائيلي انه اعتقل خلال الاشتباكات في نابلس سبعة فلسطينيين، مؤكدا الى انه لم يعثر على "الارهابي" المشتبه بقتل بن غال.

قيادي في حماس
من ناحيتها أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الثلاثاء ان احمد جرار قيادي في صفوفها. وقالت في بيان ان "كتائب القسام تزف المجاهد البطل أحمد نصر جرار قائد الخلية القسامية التي نفذت عملية نابلس البطولية قبل اسابيع".

وقال جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (الشين بيت) ان جرار قتل في بلدة اليامون حيث كان يختبئ، موضحا انه شارك "بشكل فعلي" في قتل الحاخام شيفاح بالرصاص عند مروره بسيارته بالقرب من مستوطنة حافات جلعاد حيث كان يعيش. 

وأضاف الشين بيت ان جرار خرج خلال محاولة توقيفه من المبنى الذي كان يختبئ فيه "واطلقت قوات الامن النار عليه"، مشيرا الى انه "عثر بالقرب من جثته على رشاش من نوع ام-16 وحقيبة تحوي عبوات ناسفة". وأحمد جرار هو نجل ناصر جرار احد قياديي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الذي قتلته القوات الاسرائيلية خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005)، فيما تنتمي والدته لعرب اسرائيل.

وبعد حجب اسمها، قالت والدة جرار للقناة الاسرائيلية العاشرة إنها لا توافق على أفعاله وتمنت أن يسلم نفسه، موضحة أنها لم تلتقه منذ ثلاث سنوات.

السفير الاميركي "يصلي" 
من جهته، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان الذي كان مناصرا لبناء المستوطنات الاسرائيلية في الماضي، إنه يصلي من أجل أسرة بن غال. وقال فريدمان عبر تويتر "قبل عشرين عاما، قدمت سيارة اسعاف لهار براخا آملا ان تستخدم في نقل الاطفال الرضع".

وأضاف "عوضا من ذلك، قتل رجل من هار براخا على يد إرهابي تاركا خلفه زوجة وأربعة اطفال. +القادة+ الفلسطينيون أشادوا بالقاتل". ونعت عائلة جرار ابنها، مشيرة الى انه "استشهد في اشتباك مسلح" مع القوات الاسرائيلية فيما جابت مسيرات جماهيرية وطلابية عدة مدينة جنين استنكارا. 

وعم الاضراب الشامل جنين واليامون ودعت الفصائل الفلسطينية في محافظة جنين في بيان الى المشاركة في مسيرة غضب بعد ظهر الثلاثاء. وقامت جرافات الجيش الاسرائيلي بهدم اجزاء من بناية في الحي الغربي في بلدة اليامون مكان تواجد احمد جرار اثناء الاشتباك مع الجيش وقامت بقلع اشجار زيتون.

وقال شهود عيان من بلدة اليامون ان الاشتباك بين جرار وقوات الامن الاسرائيلية استمر منذ منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء حتى الثامنة صباحا، سمعت اثناءه اصوات الرصاص والانفجارات، فيما جرت مواجهات بالحجارة بين شبان فلسطينيين بالحجارة وقوات الجيش اسفرت عن جرح عدد من الشبان. وقامت القوات الاسرائيلية باحتجاز جثة احمد جرار بحسب مصادر امنية فلسطينية.

وكان الحاخام شيفاح قتل في 9 يناير قرب نابلس بالقرب من حافات جلعاد البؤرة الاستيطانية العشوائية التي اعلن رئيس الوزراء إلاسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد إن "الحكومة ستشرّع وضعها لاتاحة استمرار الحياة الطبيعية فيها".

نتانياهو يعد 
اما الحاخام الثاني ايتمار بن غال (29 عاما) فقتل الاثنين عند مدخل مستوطنة اريئيل القريبة من نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة طعنا بسكين في هجوم نفذه فلسطيني ولاذ على إثره بالفرار، وفق ما اعلنت الشرطة الاسرائيلية. وشيع بن غال الثلاثاء في مستوطنة هار براخا بالقرب من نابلس بمشاركة المئات.

وليس هناك اي مؤشر إلى وجود صلة مباشرة بين الهجومين اللذين نفذا خلال اقل من شهر على مستوطنين في الضفة الغربية.
ووعد نتانياهو اثر عملية الطعن الاثنين بملاحقة القتلة ومحاسبتهم.

وقال الثلاثاء "لقد قلت قبل ايام عدة لأرملة الحاخام رازيئيل شيفاح اننا سنصل الى القتلة، وهذه الليلة تم استكمال تلك المهمة. وستصل قوات الأمن إلى كل من يحاول المس بالمواطنين الإسرائيليين وستتم محاسبته". وأكد ان "هذا سيكون أيضا مصير" قاتل بن غال.

وتعتبر المستوطنات الاسرائيلية غير شرعية بموجب القانون الدولي، وعقبة امام السلام لانها بنيت على اراض فلسطينية محتلة.

وتفرّق اسرائيل بين المستوطنات التي تبنى بقرار حكومي وتلك التي تبنيها مجموعة من الاسرائيليين ويشار اليها بانها بؤر استيطانية عشوائية. ويعيش في هذه البؤر في الغالب مستوطنون متشددون يطالبون بضم الضفة الغربية بكاملها إلى اسرائيل.