لندن: استبقت السلطات العراقية تظاهرات حاشدة منتظرة اليوم في محافظات الجنوب والوسط بتشديد الاجراءات الأمنية واطلاق سراح بعض المعتقلين من المحتجين فيما تم الاعلان عن ارتفاع عدد قتلى المتظاهرين إلى 12 وإصابة 566 متظاهرًا وعنصريًا أمنيًا. 

ووجهت تنسيقيات الحراك المدني نداءات إلى المواطنين للخروج بتظاهرات الجمعة قالت فيها "يوم الجمعة الساعة السادسة في ساحة التحرير وسط بغداد ومن ثم التوجه إلى المنطقة الخضراء" مقر الرئاسات العراقية ومعظم الوزارات والسفارات الغربية لاعتصام مفتوح تحت شعار ثورة الجياع تنتصر".

وشددت في نداءاتها التي وصلت نسخة منها إلى "إيلاف" على ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهرات وحضاريتها وتجنب الشعارات الداعية للعنف وعدم رفع اية صورة لأية شخصية سياسية أو دينية أو اجتماعية أو علم لأية حركة سوى العلم العراقي، وذلك للمطالبة بتحسين الخدمات ومحاسبة المفسدين.

 وقد استنفرت القوات الأمنية في العاصمة ومعظم محافظات الجنوب والوسط اليوم واتخذت اجراءات مشددة تحسبًا لأي طارئ وخروج التظاهرات بشكل حاشد كما هو متوقع.

وقالت مصادر أمنية إن وحدات من الجيش والشرطة انتشرت قرب حقول النفط الجنوبية والشمالية بالبصرة، فيما تركز انتشار القوات في المدن الأخرى قرب المباني الحكومية ومكاتب الأحزاب كما نصبت نقاط تفتيش إضافية ودوريات داخل الأحياء السكنية. 

ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات إلى 12 متظاهرًا

ومن جهتها، اعلنت مفوضية حقوق الانسان العراقية اطلاق مجموعات من المعتقلين من المتظاهرين في بعض المحافظات وقالت قي بيان انها ومن خلال فرقها لتقصي الحقائق قد وثقت وفاة 12 متظاهرًا من المدنيين وإصابة 571 شخصاً آخرين بينهم 195 مدنيًا و371 عنصرا أمنيا، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بحوالي 47 مبنى، بعضها تابع للحكومة وأخرى عائدة لمقرات أحزاب، إضافة إلى مبانٍ سكنية.

وأشارت المفوضية إلى اعتقال 302 متظاهر، منهم من اعتقل بدون مذكرات قبض أو في اعتقالات عشوائية مؤكدة متابعتها بشكل يومي لأوضاع وقضايا المعتقلين مع السلطات القضائية والأمنية للمساهمة في إكمال أوراقهم الثبوتية وضمان حقوقهم بإطلاق سراحهم بشكل عاجل.

وقال نائب رئيس المفوضية علي الميزر الشمري في بيان إن "فرق المفوضية أشارت إلى الكثير من حالات العنف المفرط تجاه المتظاهرين السلميين رغم مطالبات مفوضية حقوق الإنسان باحتواء الأزمة".. وأشار إلى أنّ قطع السلطات لخدمة الإنترنت التي يستفيد منها الملايين من أبناء الشعب قد أثر كثيرًا على الجانب الاقتصادي لكثير من المؤسسات الخدمية والمصرفية وتسبب بتقييد للحريات العامة.

وقد تظاهر المئات من المواطنين في البصرة مساء امس للمطالبة بالإفراج عن المتظاهرين، الذين اعتقلتهم القوات الأمنية خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها المحافظة.. ودعوا إلى تحسين واقع الخدمات وزيادة ساعات تجهيز الكهرباء في المحافظة ومعالجة ملوحة المياه وتوفير فرص عمل للعاطلين وانهاء المحاصصة الحزبية.

ومن جهته، أشار المتحدث باسم مركز الاعلام الأمني التابع للقوات العراقية العميد يحيى رسول إلى أنّ عدد الاصابات بين القوات الأمنية يفوق بشكل كبير عدد المتظاهرين بسبب المندسين الذين حاولوا جر التظاهرات للاعتداء على القوات الأمنية. ووجه المتحدث رسالة إلى العراقيين قال فيها "اوجه رسالتي للشباب العراقي.. لك الحق بالتظاهر لأن الدستور كفله، لكنّ هناك اماكن مخصصة ولكن يجب ان يكون هناك تنسيق وموافقات قبل ان تبدأ التظاهرات، وعليكم ألا تنجروا للتصادم مع القوات الأمنية التي هي لحمايتكم".

وتشهد محافظات ومدن عراقية في الجنوب والوسط هي البصرة وميسان والمثنى وذي قار والقادسية والنجف وكربلاء وواسط قبل ان تلتحق بها محافظات بغداد وبابل وديإلى منذ التاسع من الشهر الحالي تظاهرات احتجاج تطالب بتحسين الخدمات العامة وتوفير المياه والكهرباء والقضاء على البطالة ومكافحة الفساد في مؤسسات الدولة وشهد بعضها أعمال عنف واعتداءات، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وإلحاق أضرار بالممتلكات العامة.