الرباط: فاجأ البابا فرانسيس في لقاء مع ‏قساوسة ورهبان المغرب صباح اليوم بكنيسة القديس بطرس بالعاصمة المغربية الرباط عندما قام من مكانه في المنصة الرسمية ليسلم على قس عجوز كان بين الحضور، وانحنى في تواضع ليقبل يده.
لم يكن ذلك القس سوى القس جان بيير شوماخر، الناجي الوحيد من مذبحة الرهبان في دير سيدة الأطلس بمنطقة تبحيرين في الجزائر، والتي ذهب ضحيتها نهاية مارس 1996 سبعة رهبان، ولا يزال الغموض يلف هذا الحادث. ومنذ ذلك الحين نقل شوماخر، من دير سيدة الأطلس إلى منطقة ميدلت بالمغرب.
&ويعتبر شوماخر ، اكبر القساوسة الذكور سنا (يناهز 94 سنة).كما استقبل البابا فرانسيس بهذه المناسبة بحفاوة الراهبة إرسيليا البالغة 97 سنة.
وجمع لقاء كنيسة القديس بطرس بالرباط البابا بجميع القساوسة والكهنة والرهبان بالمغرب، بحضور مجلس الكنائس المسكونية الذي يضم الكنائس الخمس الحاضرة بالمغرب. واستمع البابا خلال اللقاء إلى شهادات حول الأجواء الملائمة التي تمارس فيها الشعائر المسيحية في المغرب. وألقى خطابا دعا فيه إلى تعزيز الحوار والتعاون والصداقة، بين المسلمين والمسيحيين، داعيا ،من جهة أخرى، إلى نبذ الحقد والنزاع، لكونهما يشكلان تهديدا للاستقرار.
واعتبر البابا أنه يمكن ضمان استمرار الحوار باسم "الأخوة الإنسانية التي تجمع البشر جميعا، وتوحدهم وتنشر المساواة بينهم، رغم سياسات التعصب والتفرقة، التي تعبث بمصائر الشعوب، وليس بالعنف والحقد والهيمنة العرقية والدينية والاقتصادية"، مسلطا الضوء على أهمية الحوار والتعاون بين المسيحيين والمسلمين لتقوية ثقافة اللقاء والتعايش والأخوة.
وعرف هذا اللقاء حضور مسلمين ومسيحيين من عدة دول عربية وإفريقية وأوروبية، تكريسا لتمازج الثقافات وتعايش الأديان منذ قرون بالمغرب. وقال أغريلو مارتينيز أسقف مدينة طنجة، في تصريح صحافي بهذه المناسبة" أود أن يسمع جميع المسيحيين والمسلمين في ربوع العالم أننا أولا إخوة ولسنا متنافسين، كما أننا نعمل سويا في أرض المغرب من أجل بناء عالم تسوده العدالة والسلام".
وتميز اليوم الثاني لزيارة البابا بلقائه أعضاء ومتطوعي المركز القروي للأعمال الاجتماعية ببلدة مرس الخير في تمارة (جنوب الرباط)، الذي تشرف على تسييره راهبات من إسبانيا.
واطلع البابا على الأعمال الخيرية والتطوعية للمركز، والتي تشمل تقديم خدمات الرعاية الصحية ودروس محو الأمية للأطفال والبالغين، إضافة إلى تقديم مساعدة طبية للمواليد الجدد، وخدمات في مجال الطب النفسي بدعم من أخصائيين في المجال.
وقام البابا فرانسيس بزيارة لمختلف مرافق المركز، التي تشمل أربع بنايات، هي مستوصف خاص بالنساء والأطفال، وقاعة مخصصة لدروس محو الأمية لفائدة الأطفال والبالغين، وقاعة للإطعام، إلى جانب بناية مخصصة للراهبات المشرفات على المؤسسة، واستمع إلى شهادات مستفيدين وذويهم .&
وتابع البابا والوفد المرافق له عرضا غنائيا شمل باقة من الأناشيد الترحيبية أداه أطفال المركز.
وفي ختام هذه الزيارة، قدم البابا فرانسيس للمركز "أيقونة دينية منحوتة للعائلة المقدسة"، كما تلقى عدة هدايا عبارة عن مجموعة من أعمال الطرز المغربي مقدمة من طرف مسؤولي المركز.