باريس: أقرّ المجلس التنفيذي لليونسكو اليوم منح ثمانية مواقع جديدة تُجسّد التنوع الجيولوجي الفريد في كوكبنا تسمية "حدائق جيولوجية عالمية لليونسكو". وأقرّ المجلس التنفيذي أيضاً توسيع ثلاث حدائق جيولوجيّة مدرجة من قبل ضمن هذه الحدائق. وبذلك، أصبح عدد المواقع المدرجة في شبكة اليونسكو العالمية للحدائق الجيولوجية 147 حديقة موزعة في 41 دولة.

في ما يلي قائمة بالحدائق الجيولوجية الجديدة:

حديقة كوترالكورا الجيولوجية، شيلي
تتميز حديقة "كوترالكورا" الجيولوجية العالمية لليونسكو في كوترالكورا، التي يعني اسمها بلغة شعوب مابوتشي "الحجر" (كورا) و"النار" (كوترال)، باحتوائها على عدد من أكثر البراكين نشاطًا في العالم. تقع على بعد 700 كم جنوب سانتياغو، وتمتدّ حتى حدود الأرجنتين من الشرق.&

تضم الحديقة بلديات كوراكوتين وفيلسين ولونكوي وميليبوكو، التي يقطنها سكانها الأصليون منذ ألفي عام. وتعدّ غالبية قممها الشهيرة براكين نشطة، على غرار قمم ليما ولونكيماي وتولهواكا ونيفادوس دي سوليبولي، إضافة إلى بركان "سييرا نيفادا" الخامد. وتشهد الكتل الجليدية الكثيفة التي كانت تغطي المنطقة جزئيًا في الماضي تقلصًا في مساحتها منذ 20 ألف عام.

فونيوشان، الصين-امتداد
تقع حديقة فونيوشان الجيولوجية العالمية لليونسكو في القسم الشرقي من حزام تشينلينغ للأروجين ومنطقة تلاقي صفيحتي شمال الصين واليانغتسي.&

تتميز بنيتها الجيولوجية الفريدة بالنشاطات المعقدة التي أثمرت عن تراثها الجيولوجي الثري، الذي يضم حفريات وتشكلات مدهشة لطبقات الغرانيت في المنطقة. وقد اكتشف الباحثون في هذه المنطقة مجموعة من البيض المتحجر للديناصورات، وهي مجموعة لا مثيل لها من حيث نطاق توزعها وكميتها وتنوعها.&

تمتاز الحفريّات بأهمية دولية في إطار دراسات علم أحياء الحفريات والقضايا الجيولوجية العالمية، مثل مراحل تطور وانقراض الديناصورات الطباشيرية. وتتألف حديقة فونيوشان الجيولوجية من سلسلة من قمم وجدران الغرانيت، وكهوف جيغوان وتيانشين المجوّفة، وكتل الصخور التكتونية، والشلالات والمسابح التي تشكلت جراء العملية المتسارعة لارتفاع سطح الموقع.

جيو هواشان، الصين
تقع حديقة جيو هواشان العالمية لليونسكو، والتي يعني اسمها "الجبال التسع المجيدة"، في منطقة تشينغيانغ في مقاطعة آنهوي في الصين. تحتضن أربع قمم من قممها الجبلية معابد بوذية مقدسة، يعود بعضها إلى القرن الخامس الميلادي.&

وتتسم هذه الجبال بأهميّة دينية وتاريخية وثقافية، ناهيك عن كونها مصدرًا رئيسًا للمياه العذبة التي تغذي نهر اليانغتسي. وتسهم الظروف الجيولوجية الفريدة والمواتية لجيو هواشان في ازدهار التنوع البيولوجي والتقاليد الثقافية في المنطقة. وفي العام 2016، جذبت المناظر الطبيعية لهذه المنطقة ومواقعها الدينية 9.9 مليون زائر، الأمر الذي يمثّل دعمًا كبيرًا لاقتصاد المجتمعات المحلية.

سانقينغشان-الصين-امتداد
تقع حديقة سانقينغشان الجيولوجية العالمي لليونسكو في أراضي مدينة شانغراو في مقاطعة جيانغشي في جنوب شرق الصين. ويستمد جبل سانقينغشان جماله الطبيعي من التداخل الفريد بين طبقات الحجر الجرانيتي والغطاء النباتي، الأمر الذي ينتج منه منظر طبيعي لا ينفك يتراءى للناظرين بهيئات متباينة مع تغير عوامل الأرصاد الجوية.&

يعود تاريخ سانقينغشان، أحد مواطن التقاليد الطاوية، إلى أكثر من 1000 عام. ويحتفظ بـ 238 قطعة أثرية طاوية وشعارات مهمّة أخرى من التراث الثقافي، مثل الأكاديميات القديمة والمساكن والمسرح والقاعات الأثرية وغيرها. وتعدّ هذه المنطقة، التي تعدّ غالبية سكانها من شعوب الهان ومجموعة شي العرقية، موطنًا لمجموعة من التقاليد، مثل أوبرا غان، مادينج الدراما، وهيتانغيو بانكيت.

تايشان، الصين –امتداد
تقع حديقة تايشان الجيولوجية لليونسكو في الجزء الشرقي من سهل شمال الصين، في وسط مقاطعة شاندونغ. ولا يزال جبل تايشان، الذي يعدّ الجبل الأكثر ارتفاعًا من بين القمم المحيطة به محتفظًاً بالتراث الثقافي الغني، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 5000 عام.&

يتّسم الجبل أيضًا بأهمية روحية جعلته وجهة سياحية رئيسة للزوار المحليين والأجانب. وتتألف حديقته الجيولوجية، التي تبلغ مساحتها 158.63 كيلومترًا مربعًا، من ثماني مناطق ذات جمال خلاب: وهي هونغمن، وتشونغتيانمن، ونانتيانمن، وهوشيو، وتوهوايوان، وكوليشان، وليان هواشان، وتوشان. يجعل منها موقعها الجغرافي الفريد من نوعه متحفًا جيولوجيًا طبيعيًا.

إيمنغشان، الصين
تقع حديقة إيمنغشان الجيولوجية لليونسكو على الساحل الشرقي للصين، بالقرب من مدينة جينان، عاصمة مقاطعة شاندونغ. ويضم هذا الموقع أحد أكبر مناجم ألماس الكيمبرلايت في آسيا، وهو أول نوع من أنواع الماس الأولي الذي اكتُشف في الصين.&

تشتهر المنطقة بمناظر دايجو الطبيعية، التي تتخذ شكل القلاع، فضلًا عن مواقع التراث الثقافي المتعددة، بما في ذلك قصر وانشو التابع لأسرة جو الملكية، وجناح شيالو، الذي يُعتقد أن الفيلسوف الصيني كونفوشيوس زاره ذات مرة، وشجرة المارشال، التي يبلغ عمرها 1500 عام، والنصب التذكاري لمعركة منجليانجو، والعديد من المعابد الشهيرة.

جزيرة أرخبيل، كرواتيا
تقع جزيرة أرخبيل الجيولوجية العالمية لليونسكو قبالة ساحل كرواتيا، وكانت قد تشكلت جرّاء تجمّع الصخور في البحر الأدرياتيكي (بحر البَنَادِقِيّين). وتمتاز المنطقة الشمالية الشرقية من الأرخبيل باحتوائها على طبقات كثيفة من الرواسب الرملية التي تشكّلت بفعل الرياح العاتية في العصر الجليدي، والتي أدّت أيضًا إلى تشكّل العديد من الكهوف والتكوينات الأرضية الفريدة.&

وقبل وقوع الارتفاع المفاجئ لمستوى سطح البحر قبل حوالى 12000 عام، كان حجم هذه الجزر أكبر بكثير، وتمتد لأكثر من 20 ميل. قد اكتشف علماء الآثار في هذه المنطقة الممتدة، التي تسمى Mala Palagruža ، أحجار الصوان التي استخدمت في صنع الأدوات البدائية، والتي يعتقد أن سكان جزرها الأوائل قد صنعوها قبل 8000 عام. ومن أشهر المواقع التي يحتضنها هذا الأرخبيل: الكهف الأزرق (Modra špilja) وكهف بحر الراهب &(Medvidina špilja).

إيمبابورا، إكوادور
تقع حديقة إيمبابورا الجيولوجية العالمية لليونسكو في المنطقة الشمالية في منطقة ما بين جبال الأنديز، في جمهورية إكوادور.وتشتهر ببحيراتها الكثيرة والتكوينات الجيولوجية الرائعة فيها، مثل شلالات بيجو. تقع أعلى قمم هذه الحديقة البيولوجية، وهو بركان كوتاكاشي، الذي يبلغ ارتفاعه 4939 مترًا، ويقع داخل محمية كاتاكاشي كاياباس البيئية.&

تضم عاصمة المقاطعة، إبارا، والمعروفة أيضًا باسم "المدينة البيضاء"، عددًا من قرى الشعوب الأصلية والمدن الاستعمارية التي تجذب الآلاف من الزوار سنويًا. ويقطن هذه المنطقة حاليًا مجموعات عرقية مختلفة، من بينها كارانكي، وكايامبيس، وأوتافالوس، وزوليتاس، وناتولويلاس، ومونتوبيو، والأفرو، وآوا.

ترول فييل، النرويج
تمتاز حديقة ترول فييل الجيولوجية العالمية لليونسكو بخصائص فريدة اكتسبتها على مدار التاريخ الطويل من الحياة البشريّة فيها. وفي حين أنّ جزءًا من هذه المنطقة يفتقر بشدة إلى المواد الأساسية، مثل العناصر الغذائية، الأمر الذي أدّى إلى تشكّل مساحات جرداء، إلا أنّ المناطق الأخرى خصبة، الأمر الذي أدى إلى انتشار النباتات بوفرة، وتشكل تنوع بيولوجي غني.&

يستغل السكان المحليّون الأحجار الملساء التي تتكوّن على نحو طبيعي منذ العصر الحديدي، لصنع الأدوات المختلفة من الأواني إلى الأثقال المستخدمة في صيد الأسماك. وقد اكتشف علماء الآثار طبقات من الحجار الرملية التي يعود تاريخها إلى فترة الفايكنج، والتي كانت قد استُخدمت في بناء الكنائس في القرنين الثاني والثالث عشر. وتتميز الممرات في كهف سولفيم في ترول فييل بما تحتويه من نقوش صخرية لأشكال راقصة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

وادي كولكا وبراكين أنديجو، بيرو
تضم حديقة "وادي كولكا وبراكين أنداغوا" الجيولوجية العالمية لليونسكو، الواقعة في جبال الأنديز الجنوبية في بيرو، مجموعة واسعة من المناظر الطبيعية البركانية والبحيرات وصدوع القشرة الأرضية والآثار والكنائس الاستعمارية التي تعود إلى ما قبل الحقبة الإسبانية.&

وقد تشكلت المناظر الطبيعية فيها منذ 400 مليون سنة، ويعدّ وادي كولكا من أكبر وأعمق الوديان في العالم. وقد تشكّلت المناظر الطبيعية في الحديقة الجيولوجية، التي تعدّ من المناطق النادرة في العالم باحتوائها على العديد من المخاريط البركانية، بفعل أنهار من الحمم وذوبان الأنهر الجليدية. ويُعرف هذا المنظر الرائع باسم "وادي فولكانوس أنديجو"، ويمتد بين أخدود نهر كولكا وتشاتشاس أنديجوا وأوركوبامبا. ينتمي معظم سكان هذه المناطق إلى ثقافات ما قبل الحقبة الإسبانية، وقد ورثوا عن أجدادهم العادات والمهرجانات والرقصات الغنية، التي تربط هؤلاء السكان بأرضهم البركانية التكتونية الفريدة من نوعها، فضلًا عن الينابيع الساخنة والتربة الصالحة للزراعة.

جبال كوريل، إسبانيا
تقع حديقة "جبال كوريل" الجيولوجية العالمية لليونسكو، في المنطقة الشمالية الغربية لإسبانيا، وتعدّ موطنًا لمجموعة متنوعة من المجتمعات الجاليكية التي تعيش على أطلال قرى وأديرة صغيرة تعود إلى العصور الوسطى. وقد تشكلت الوديان والأودية العميقة في الإقليم جرّاء ظاهرة التحاتّ.&

يتأثر المنظر الرائع لجبال المنطقة بأنشطة التعدين، الأمر الذي يجسّد العلاقة بين البشر والموارد المعدنية في الصخور الباليوزية في المنطقة، والتي تفصل المناطق الداخلية لشبه الجزيرة عن الواجهة الأطلسية. ويُعتقد أن الإمبراطورية الرومانية كانت تدير عشرات مناجم الذهب في هذه المنطقة بين القرنين الأول والثاني، إذ كانت تقوم باستخراج الذهب الباليوزوي الأولي، الأمر الذي يؤدي إلى تآكل طبقات الكوارتز التي تحتوي على مادة الذهب وتركيز رواسبها. ويمكن العثور على بقايا الحيوانات والنباتات التي تعود إلى ما قبل التاريخ، فضلًا عن لوحات من العصر الحجري الحديث المحفوظة جيدًا داخل كهوف الجبال العميقة.