إيلاف من القاهرة: حظي الرئيس السوداني السابق عمر البشير، باستقبال واسع من قبل أعضاء وقيادات حزب المؤتمر الوطني، أثناء حضور جنازة والدته مساء أمس الأربعاء، وهتفوا له "الله أكبر.. راجل راجل يا البشير".

ووسط إجراءات أمنية مشددة، خرج الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، من محبسه بسجن كوبر بالعاصمة الخرطوم لحضور عزاء والدته الحاجة هدية محمد الزين، ورصدت كاميرات الهاتف النقال، استقبال مؤيديه له بالهتافات "الله أكبر.. راجل راجل يا البشير".

وأظهر مقطع فيديو انتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، الزحام الشديد حول منزل أسرة البشير في ضاحية كافوري بالعاصمة الخرطوم.

وكانت السلطات قد سمحت للبشير بتلقي التعازي في وفاة والدته الحاجة "هدية" بمنزلهم مساء الأربعاء، بعد أن حضر فجر الثلاثاء الصلاة عليها بمسجد النور بكافوري تحت حراسة أمنية مشددة، دون أن يشهد مواراتها الثرى بالمقابر.

وذكرت وسائل إعلام سودانية، أن البشير كان قد طلب لثلاث مرات من المجلس العسكري أن يسمح له بمعاودتها في مرضها وتم رفض طلبه، كما رُفض طلبها بزيارته قبل مرضها، بحسب ما ذكر مقربون من عائلته.

وقالت وسائل إعلام محلية، إن البشير، خرج برفقة شقيقه عبد الله، ووزير الدفاع الأسبق، عبد الرحيم محمد حسين محب، من السجن، وحضروا صلاة العزاء، وسط انتشار شرطي كثيف بمحيط سكن الأسرة.

وكانت والدة البشير قد طلبت في أيامها الأخيرة، من المجلس العسكري زيارة ابنها في محبسه، ولكنها لم تتمكن من ذلك.

ويحاكم الرئيس السوداني السابق بتهم تتعلق بقتل المتظاهرين والفساد، وسوف تنعقد أولى جلسات محاكمته في 15 أغسطس الجاري، بعد أن وجهت نيابة مكافحة الفساد في التحقيقات المالية بالخرطوم للبشير تهما تندرج تحت مواد النقد الأجنبي والثراء الحرام، ومخالفة أمر الطوارئ، وحيازة نقد سوداني يتجاوز المبلغ المسموح به.

وفي 16 يونيو الماضي اقتيد البشير من سجن كوبر القومي إلى مقر نيابة مكافحة الفساد جنوب&الخرطوم، وسط إجراءات أمنية مشددة، وظهر لأول مرة منذ عزله في 11 أبريل.

وفي السياق ذاته، أعلن المجلس العسكري الانتقالي في السودان، توقيف 7 من قوات (الدعم السريع) تورطوا في أحداث مدينة الأبيض (عاصمة ولاية شمال كردفان غرب الخرطوم) يوم الاثنين الماضي.

وأوضح المجلس العسكري، أن حصيلة الضحايا جراء الاشتباكات التي تخللت التظاهرة بلغت 6 قتلى و20 مصابا بين المتظاهرين، و13 مصابا من قوات الدعم السريع والجيش والشرطة.

وكان رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان قد تعهد بالتحقيق في تلك الأحداث، كما طالب الوسيط الأفريقي محمد حسن ولد لبات بالإسراع في تقديم الجناة للعدالة.

ومن المتوقع أن يدفع إعلان المجلس العسكري توقيف متورطين في أحداث الأبيض، في اتجاه عقد الجلسة المؤجلة من الثلاثاء الماضي بين المجلس وقوى إعلان (الحرية والتغيير) للاتفاق على (الإعلان الدستوري).

وقالت لجنة الأمن والدفاع بالمجلس العسكري الانتقالي، في بيان، إن قوة تأمين (البنك السوداني الفرنسي) في الأبيض، وهي تابعة لقوات (الدعم السريع) وعددها 7 أفراد، تصدت للمسيرة السلمية للطلاب واعترضتها بالعصى والهراوات، فرشق بعض الطلاب القوة بالحجارة.

وأضافت اللجنة أن "أفراد القوة ردوا بتصرف فردي وأطلقوا أعيرة نارية تجاه المتظاهرين"، مؤكدة تحديد هوية مرتكبي الواقعة من القوة والتحفظ عليهم، مشيرة إلى أن قيادة قوات الدعم السريع وجهت بإنهاء خدمتهم وتسليمهم للنيابة العامة بشمال كردفان لإكمال إجراءات التحقيق والمحاكمة.

وأوضحت أنه سيتم التحقيق بشأن قصور خطة التأمين، مما أدى إلى عدم السيطرة على هؤلاء الأفراد، لافتة إلى أن اللجنة تأكدت من ضلوع مجموعة من الشباب في إخراج طلاب المدارس بالقوة للمشاركة في المظاهرات بتحريض مباشر من أفراد يجري اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.