أسامة مهدي: فيما خرج اجتماع للرئاسات العراقية الثلاث وقادة القوى السياسية باجراءات حول القصف الاسرائيلي للحشد فقد تجاهل اي رد على اسرائيل. بينما قال الزعيم الشيعي الصدر انه لايعتقد ان اسرائيل هي من قامت بهذا القصف داعيا لتحقيق بإشراف دولي وطالب باجتماع عراقي تشاوري بدون تدخل اعداء او اصدقاء واشنطن.

وقال الصدر في تغريدة على موقعه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" الاثنين وتابعتها "إيلاف" حيث وقعها بأسم "المقاوم مقتدى السيد محمد الصدر "انني لا أبرئ (العدو الصهيوني) من افعاله الإرهابية في العراق بيد انني على يقين من انه لا يقدم على مثل هذه الخطوة أو الخطوات فهو يعلم أن الرد سيكون مزلزلا لأمنه ونفوذه فالصهاينة يعلمون أن نهايتهم من (العراق).. ومعه فلن يزجوا انفسهم بهذه اللعبة التي هي أكبر منهم".

وزاد متابعا "فلذلك، يجب على الحكومة العراقية الإسراع بالتحقق من الامر ولو بإشراف دولي.. فإن ثبت جرمهم وارهابهم فعلى الجميع التحلي بالصبر وعدم التفرد بالقرار.. فإن العراق ما عاد يحتمل مثل هذه التصرفات الرعناء".

واضاف انه في "حال ثبوته فإنني ادعو جميع الأطراف إلى الاجتماع بطاولة مستديرة لايتحكم فيها الفاسدون ولايتحكم فيها من وقع على الاتفاقية الأمنية على أمريكا (في اشارة الى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي) ولا يتحكم بها من أقر تجريم استهداف الأميركي وما شاكل (تنويها للقوى المؤيدة لواشنطن) وأن يكون الاجتماع عراقيا بحتا من غير تدخل حتى دول الممانعة للوجود الإسرائيلي والاميركي في المنطقة (قاصدا ايران وحزب الله اللبناني) فضلا عن من يحاول مهادنتهم ولايحاول غلق سفاراتهم في بلده لذا فإن القرار يجب أن يكون تشاوريا وبأسرع وقت ممكن.. وبخطوات مدروسة جيدا لنبعد من خلالها العراق والعراقيين عن أن يكون (الضحية) وبلا فائدة ترتجى".

وزاد "بل ولايجب أن تتعالى التصريحات النارية والبيانات العاطفية من دون أن يكون لها الأثر الفاعل والحقيقي والا فسيكون العراق مثارا للاستهزاء".

واكد الصدر على ضرورة "تجنيب المقدسات الخطر المحدق كما ويجب أن يحصر السلاح بيد الدولة وان تغلق كل المقرات وأن تسلم كل المخازن للدولة وإلا فأن المخالف سوف يعرض العراق والعراقيين لخطر شديد وسيكون هو المسبب لخرابه لاسمح الله".

واشار الصدر في الختام الى انه "لابد من حماية الحدود العراقية من جميع الأطراف وبالخصوص مع سوريا وانسحاب كافة الفصائل من (سوريا الحبيبة) فالعراق أحق بدماء شعبه مع ما يتعرض له من خطر، كما انني أؤكد على الرجوع إلى مراجعنا الكرام في كل ذلك فأن فتواهم الموحدة هي الملهم الأول لنا ولكل محب للوطن".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتهم ايران بمحاولة "إنشاء قواعد ضدنا في كل مكان، في إيران نفسها، في لبنان، في سوريا، في العراق، في اليمن". وشدد بالقول في تصريحات صحافية قبل ايام "أنا لا أمنح إيران الحصانة في أي مكان" قائلا ان "إيران لا تمتلك حصانة في أي مكان.. سنعمل ضد البلد الذي يقول إنه بصدد ابادتنا أينما تطلب الأمر ودون توقف".

القادة العراقيون يتفقون على اجراءات تتجنب الرد

وبدعوة من الرئيس العراقي برهم صالح برهم صالح وبحضور رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي عٌقد مساء اليوم في قصر السلام ببغداد &اجتماع للقيادات الوطنية تدارس الوضع السياسي والأمني في البلاد والمنطقة خرج باتفاق من 6 نقاط لم يكن من بينها اجراءات لمواجهة الاستهداف الاسرائيلي للسيادة العراقية.

واطّلع المجتمعون على تقرير قدمه رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة عبد المهدي بخصوص التفجيرات التي تعرضت لها مخازن للأسلحة والأعتدة خلال الأيام القليلة الماضية حيث اكدوا على "أهمية متابعة إجراءات الحكومة المتخذة بصدد المؤشرات المتوفرة عن تورط خارجي بالإعتداء على المخازن التي استُهدفت وأدانوا هذا الإعتداء الآثم والانتهاك الصارخ لسيادة العراق باعتباره اعتداءاً على السيادة العراقية" كما قال بيان رئاسي تابعته "إيلاف".

كما تم التأكيد على "دعم الحكومة في اجراءاتها لحماية السيادة وتعزيز قدراتها الدفاعية واتخاذ كافة الاجراءات عبر جميع القنوات الفاعلة والمنظمات الدولية والاقليمية كافة، والتي من شأنها ردع المعتدين والدفاع عن العراق وأمنه وسيادته".. وشدد على "أهمية وحدة الصف الوطني بمختلف قواه السياسية ومكوناته، والوقوف معاً من أجل أمن العراق وسلامته وسيادته".

واشار المجتمعون الى ان "هذا الظرف البالغ الحساسية، إقليمياً ودولياً، يفرض على الجميع تقدير أهمية وخطورة اللحظة التاريخية وبما يتطلب العمل على تعزيز كل ما من شأنه دعم وترسيخ وحدة العراقيين، وحفظ استقلالية الموقف الوطني العراقي، وصيانة النصر المتحقق على الإرهاب، وعدم التراجع عنه.

وفي خضم هذه الأحداث اتفق المجتمعون على: &
&
1. احترام مرجعية الدولة والتقيد بها في مختلف الظروف، والإلتزام بالسياق المؤسساتي الدستوري، ومراعاة سيادة القانون واعتبار أي تجاوز على الدولة ومؤسساتها خروجاً عن المصلحة الوطنية وخرقاً للقانون ويعامل وفق ذلك وبموجب ما تقتضيه قوانين الدولة العراقية.

2. الإلتزام بوثيقة (السياسة الوطنية الموحدة) المتفق عليها في اجتماع القادة، وعدم الانجرار الى سياسة المحاور ورفض تحول العراق الى ساحة حرب، والامتناع أيضاً عن أن يكون العراق منطلقاً لأي اعتداء على جواره.
3. &دعم وتثمين الدور البطولي للقوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها، والعمل الدؤوب لأجهزة الأمن والأستخبارات في متابعة وملاحقة فلول داعش، والتأكيد على مواصلة هذا الدور بمسؤولية للحيلولة دون استعادتهم لأية فرصة للتجمع أو للنهوض والعودة حتى القضاء نهائياً على أية بقية من الدواعش.

4. تقدير التضحيات المشرفة والدور الوطني الذي قدمه الحشد الشعبي كجزء فعال من منظومة الدفاع الوطني، ويأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، بما يؤكد أهمية الإلتزام بتنفيذ الأمر الديواني، وإدارة مخازن الاسلحة حسب السياقات المتبعة في الدولة ومن خلال اجراءات سليمة وتحت مظلة المنظومة الدفاعية، وأوامر ومتابعة القائد العام.

5. اتخاذ الاحتياطات المطلوبة للتعاطي مع الطوارئ المحتملة ومواجهة تبعاتها.
6. متابعة الاتفاقيات والتفاهمات مع التحالف الدولي وبما يساعد على الإيفاء بالتزاماتها تجاه سيادة العراق واستقلاله وأمنه وسلامته.
وفي وقت سابق اليوم اعلن العراق انه سيتخذ كل الاجراءات القانونية والدبلوماسية من خلال الامم المتحدة ومجلس الامن للتصدي لاي عمل يخرق سيادته في اشارة للضربات الاسرائيلية الاخيرة للحشد.

وقال المتحدث الرسمي بأسم وزارة الخارجية العراقية احمد الصحاف في بيان مقتضب الاثنين تابعته "إيلاف" ان بلاده "ستتخذ جميع الاجراءات الدبلوماسية والقانونية اللازمة من خلال الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومن خلال التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة للتصدي لأي عملٍ يخرق سيادة العراق وسلامة أراضيه" في اشارة الصربات الاسرائيلية الخمسة لمقار ومخازن اسلحة قوات الحشد الشعبي الموالية لايران كان اخرها الليلة الماضية.

كما اكدت الخارجية العراقية لسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي رفضها المطلق لأيّ اعتداء تتعرّض له جميع التشكيلات الأمنيّة العراقـيّة التي تحظى بغطاء قانونيّ تحت أي مزاعم.

ويعتبر هجوم امس على اهداف للحشد الخامس من نوعه خلال الاسابيع الاخيرة حيث كانت أربع قواعد يستخدمها الحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية موالية لإيران ومعادية للوجود الأميركي في العراق قد تعرضت إلى انفجارات.