أسامة مهدي: في تطور خطير للاحداث المضطربة في العراق فقد قتل واصيب عشرات المحتجين في مدينة النجف العراقية المقدسة مساء اليوم لدى اضرامهم النار في القنصلية الايرانية وانزال العلم الايراني ورفع العراقي على مبناها فيما تم الاعلان عن حظر التجوال حالا وتعطيل الادارات والمدارس غدا الخميس.

شهدت مدينة النجف الجنوبية صدامات بين المتظاهرين والقوات الامنية لدى محاصرتهم للقنصلية الايرانية في المدينة التي يقطتها مراجع الشيعة الاربعة الكبار يتقدمهم المرجع الاعلى السيد علي السيستاني وانزال العلم الايراني من على مبناها ورفع العلم العراقي مكانه ثم اضرام النار فيه.

ولم تستطع القوات الامنية من منع المحتجين على النفوذ الايراني في البلاد بحرق القنصلية وواجهتهم بالغازات المسلة للدموع ما اسفر عن مقتل متظاهر واصابة حوالي 50 اخرين بحالات اختناق فيما هرب موظفوها امام غضب المتظاهرين بعد ان لحق بالقنصلية ضرار جسيمة وحرق عدد من المركبات بداخلها.

وقد تم اعلان حظر التجوال في المدينة اعتبارا من الليلة وحتى اشعار اخر ووقف الدوام الرسمي في الادارات وتعطيل الدراسة في كلياتها ومدارسها ومنها الدينية. كما اعلنت عمليات الفرات الاوسط اغلاق المداخل والمخارج الخارجية لمحافظة النجف.

كما اغلق المحتجون الطريق الرئيسي الرابط بين النجف ومحافظة الديوانية المجاورة مساء اليوم.

ومن جانبه قال محافظ النجف لؤي الياسري في رسالة الى المعتصمين في المحافظة "في الوقت الذي تصدح فيه حناجركم الحرة للمطالبة بالإصلاحات واقرار القوانين التي طال انتظارها لتحقيق مطلبنا جميعا بوطن حر ديمقراطي تحكم فيه دولة المؤسسات بعيدا عن كل أشكال الفساد وفي الوقت الذين أعلنتم فيه بكل وضوح عن ضرورة الحفاظ على سلمية اعتصامكم وقدسية مدينتكم شهدنا معكم ومنذ يوم امس الثلاثاء خروج مجاميع من الشباب الناقمين على الأوضاع السلبية التي نعمل جميعا على إيجاد الحلول لإنهائها بأسلم الطرق وذلك بالالتزام برغبة العراقيين جميعا بعدم الانجرار نحو العنف والعنف المقابل".

وعبر عن الاسف من قيام هؤلاء الشباب بقطع الطرق وإشعال النيران في بعض الاماكن الحيوية والرئيسية في المحافظة للتعبير عن احتجاجهم وتصعيد لغة الاحتجاج".

متظاهرون غاضبون يحرقون القنصلية الايرانية في النجف

وقال "نحن بادرنا كحكومة محلية وقيادات امنية وفرق دفاع مدني ولغاية هذه اللحظة بالتواصل مع المحتجين للعدول عن هذا التصعيد الاخير وذلك من اجل النجف الاشرف وابنائها الكرام ومن اجل الحفاظ على سلمية احتجاجات النجفيين التي ادهشت العالم برقيها وسلميتها وكذلك للحفاظ على عمق العلاقة بين القوات الامنية والتنسيقيات".

واكد المضي في طريق وأد الفتنة وعدم استخدام العنف والقوات الامنية لن تسعى لإراقة اي قطرة دم عراقية سواء من المحتجين او من القوات الامنية كما جرى في بعض المحافظات ولكن الحفاظ على النظام واجب الجميع".
وخاطب المحافظ المحتجين في رسالته التي اطلعت عليها "ايلاف" قائلا "من منطلق الواجب الوطني والاخلاقي والشرعي ندعوكم بقلب صادق وندعو عشائرنا الكريمة وابناءها ومثقفيها ورجالها والتنسيقيات والاعلاميين والنشطاء للتدخل والحوارولتكن النجف واهلها في أعيننا".&
وكان محتجون في مدينة كربلاء حاصروا القنصلية الايرانية في مدينتهم قبل اسابيع ورشقوها بالحجارة واحرقوا الجدران الخرسانية المحيطة بمبناها.

احتجاجات واغلاق للمدارس والادارات في الجنوب

كما شهدت مدينة كربلاء خلال الساعات الاخيرة وقوع أعمال عنف للمرة الأولى استخدمت خلالها القوات الامنية الرصاص الحي ما أدى الى سقوط قتيل بحسب مصادر طبية نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية فيما أعلنت الجهات المسؤولة عن إدارة العتبات الدينية عن إغلاق جميع مدارس الاطفال الدينية في مدن كربلاء والنجف المقدستين بالإضافة الى مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل الواقعة الى الشرق من كربلاء.&

وتواصل الاربعاء تصاعد سحب الدخان الأسود من مدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) التي يزورها ملايين الشيعية سنويا قادمين من عموم العراق ومختلف دول العالم. وقطع المتظاهرون عددا كبيرا من الطرق وسط المدينة وعلى مداخلها، ما أدى الى قطع طريق رئيسي يؤدي الى محافظة بابل حيث شهدت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين أعمال عنف خلفت حوالى مئة جريح أغلبهم بقنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها قوات الامن وفقا لمصادر طبية.

وشهدت مدينة الديوانية التي تصدرت موجة الاحتجاجات وتقع الى الجنوب من كربلاء الوضع نفسه حيث أغلقت الدوائر الحكومية والمدارس فيما قطع متظاهرون أغلب الطرق باطارات سيارة مشتعلة لمنع الموظفين للوصول الى مقر عملهم فيما انسحبت قوات الامن لتجنب وقوع مواجهات معهم.&
&
كما أغلقت الدوائر الحكومية والمدارس في مدن الكوت والبصرة والحلة والنجف بجنوب البلاد &واستمرت الاعتصامات بدون وقوع أعمال عنف.

وتواصلت الاحتجاجات في محافظتي البصرة والناصرية حيث تقع حقول رئيسية للنفط الذي يمثل المورد الرئيسي لميزانية البلاد واعتصم متظاهرون عند شركة نفط ذي قار الحكومية شرق الناصرية لكن العمل تواصل في حقول النفط الواقعة في كلا المحافظتين.

كما استمرت التظاهرات في بغداد التي تعد المركز الرئيسي لاحتجاجات البلاد وانتشر متظاهرون يرتدون خوذا ويغطون وجوههم بشالات رقيقة لتجنب الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الامن التي تتستر خلف جدران أسمنتية.
كما تصاعدت الاحداث في محافظة المثنى حيث الوضعالامني &في عاصمتها السماوة في تصاعد، واعداد المتظاهرين تتزايد .

وقُتل متظاهران بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الأمن الأربعاء وسط العاصمة العراقية بغداد في خضم الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ بداية أكتوبر وتطالب بإسقاط الطبقة السياسية. وأدت المواجهات أيضا إلى إصابة 25 متظاهرا على الأقل بجروح بالرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيلة للدموع.

ويفرض المحتجون وجودهم في أجزاء من 3 جسور رئيسية في بغداد هي الجمهورية والأحرار والسنك مع استمرار المواجهات مع قوات الأمن.
وكانت الاحتجاجات تجددت صباح اليوم الأربعاء في محافظات العراق الجنوبية، بصور تراوحت بين قطع طرقات وتطويق مقرات حكومية.
ومن جهته نفى المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اليوم & المتداولة حول تعيين حكام عسكريين في بعض المحافظات وقالت المتحدثة الرسمية باسم المكتب عاصفة موسى انه لم يتم تعيين أي حاكم عسكري في أي محافظة.

وأضافت أنه لا صحة للأسماء أو المناصب المتداولة من قبل بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وفي وقت سابق اليوم ذكرت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تعيين الفريق الركن جميل الشمري رئيساً لخلية الأزمة في محافظة ذي قار وتعيين عبد الأمير الزيدي مشرفاً إدارياً وعسكرياً على محافظة واسط، مشيرة إلى أن القرارات جاءت بتوجيه من قبل القائد العام للقوات المسلحة &عادل عبد المهدي.