إيلاف: في تباين للمواقف، فقد شدد سفراء أوروبيون خلال اجتماع مع عبد المهدي على ضرورة حماية المحتاجين وإبعاد ميليشيا الحشد الشعبي عنهم، بينما تحدث هو عن تخريب يقوم به المحتجون.. فيما كشفت اللجنة المنظمة للتظاهرات بالصور عن دفع الميليشيات لعناصرها إلى ساحات الاحتجاج للتخريب، في وقت اغتيل ناشط، ونجا ثلاثة آخرون.

خلال اجتماع عقده سفراء الاتحاد الأوروبي في بغداد مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في بغداد الليلة الماضية، فقد صدر بيانان مختلفان عن الجانبين، حيث قال مكتب المسؤول العراقي، في بيان صحافي تابعته "إيلاف"، إنه "جرى بحث علاقات التعاون بين الجانبين والتظاهرات التي يشهدها العراق وأهمية حمايتها والحفاظ على سلميتها".

أضاف أن "سفراء الاتحاد الأوروبي أعربوا عن رغبتهم المستمرة في دعم العراق باعتباره الدولة الديمقراطية التي تمثل نموذجًا مهمًا في الشرق الأوسط".. وإن "الاتحاد الأوروبي يعد العراق شريكًا ويحرص على سمعته وتعزيز نظامه وتجربته الديمقراطية".. مشيدين "بدور رئيس الوزراء بتحقيق تطور مهم في علاقات العراق الخارجية، وخاصة مع دول الاتحاد الأوروبي" على حد قول المكتب.

وأشار المكتب إلى أن السفراء عبّروا "عن قلقهم من استهداف المتظاهرين من قبل المخرّبين وأهمية منع وقوع أي اعتداء عليهم وعلى القوات الأمنية" من دون الإشارة إلى دور الميليشيات التي هاجمت المتظاهرين في بغداد الجمعة الماضية، وقتلت وأصابت العشرات منهم.

فاهم الطائي الناشط في احتجاجات بغداد الذي اغتيل مساء أمس في كربلاء

قال المكتب إن عبد المهدي أكد "التزام العراق بمبادئ حقوق الإنسان، التي منها حماية حق التظاهر السلمي وحق الحياة والعمل والدراسة"، متغافلًا عن عمليات الخطف والاغتيال التي تمارسها الميليشيات المسلحة من دون رادع.. وزاعمًا أن "الحكومة كشفت في تقريرها الأخطاء التي حصلت في بداية التظاهرات والاستخدام المفرط للقوة، وتم اتخاذ إجراءات تحقيقية، كما إن الإجراءات القضائية مستمرة في هذا الجانب".

وأشار عبد المهدي إلى أن "الحكومة إتخذت قرارًا صارمًا بحصر السلاح في يد الدولة، ولكن ما يؤسف له وقوع عمليات تخريب قام بها مخرّبون بين المتظاهرين السلميين، وحرق لمؤسسات الدولة ومراكز الشرطة والمراقد الدينية والقنصليات وبيوت المواطنين، ومن واجب القوات الأمنية حماية الجميع وحفظ الأمن والاستقرار في كل أنحاء البلاد".. مشددًا على ضرورة "التدقيق في المعلومات من مصادرها الدقيقة". ودعا عبد المهدي مجلس النواب والقوى السياسية إلى تشكيل الحكومة الجديدة بكامل الصلاحيات، وأبدى رغبته في أن لا تطول مدة حكومة تسيير الأمور اليومية".&

لكن سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا أكدوا في بيان منفصل حصلت "إيلاف" على نصه أنهم دعوا عبد المهدي خلال اجتماعهم به باعتباره القائد العام للقوات المسلحة إلى إبعاد ميليشيات الحشد الشعبي عن مواقع المحتجين ومحاسبة قتلتهم الجمعة الماضية.

خلال الاجتماع "دان سفراء الدول الثلاث قتل المتظاهرين العراقيين السلميين الحاصل منذ الأول من أكتوبر، من ضمنهم قتل خمسة وعشرين متظاهرًا في بغداد يوم الجمعة الماضي".

أشار السفراء إلى أنهم طالبوا عبد المهدي باعتباره قائدًا عامًا للقوات المسلحة وإلى حين تسلم رئيس الوزراء الجديد هذا المنصب ضمان حماية المتظاهرين وإجراء التحقيقات اللازمة بصورة عاجلة ومحاسبة جميع المسؤولين عن عمليات القتل".

وشددوا على "ضرورة عدم السماح لأي فصيل مسلح العمل خارج سيطرة الدولة، كما حثوا الحكومة العراقية على ضمان تنفيذ القرار المتخذ بإعطاء أوامر لقوات الحشد الشعبي بعدم التواجد في مواقع الاحتجاج، ومحاسبة أولئلك الذين يخرقون هذا القرار"، وهو ما لم يشر إليه مكتب عبد المهدي.

البيان الرسمي لسفراء بريطانيا وألمانيا وفرنسا عقب اجتماعهم مع عبد المهدي

والجمعة الماضية، قتل مسلحو الميليشيات حوالى 50 متظاهرًا، وأصابوا 180 آخرين، بحسب مقررة اللجنة الأمنية في البرلمان العراقي وحدة الجميلي بعد مهاجمتهم من قبل مسلحي أربع ميليشيات هي عصائب أهل الحق والنجباء وحزب الله العراقي إثر سيطرتهم لفترة وجيزة على مبنى يحتله المحتجون منذ أسابيع قرب جسر السنك في وسط العاصمة.
&
حملة اغتيالات والدفع بعناصر ميليشياوية بين المحتجين
وحذرت اللجنة المنظمة للتظاهرات المحتجين من دفع الميليشيات لعناصر منها إلى صفوفهم من أجل تنفيذ عمليات تخريب ومواجهة القوات الأمنية بالقنابل لاتهامهم بتنفيذها.
&
ووجّهت اللجنة تحذيرًا إلى المحتجين في ساحة التحرير والسنك وبرج الشهداء والمطعم التركي في وسط بغداد من دسّ "الميليشيات مجموعة من عناصرها بين المتظاهرين مستغلين ارتداء الغالبية الكمامات الواقية والأقنعة". وأشارت في بيان تابعته "إيلاف" اليوم إلى أنه قد أنيطت لهذه المجموعة مهمة الحرق ورمي قنابل المولوتوف على القوات الأمنية وكذلك تحطيم إقفال المحال التجارية في شارعي الرشيد والجمهورية، ومن بينهم مجموعة تقوم بمتابعة الناشطين والتقاط صور لهم، وكذلك مراقبة تحركاتهم، وخصوصًا ساعة خروجهم من ساحات التظاهر.

أضافت إنه قد حصل ذلك مع الكثير من الناشطين، لكن اللجنة الأمنية للمتظاهرين استطاعت كشف أسماء وصور بعض أفراد هذه المجاميع، الذين ينتمون إلى سرايا الخرساني وعصائب أهل الحق.. موضحة أنهم:
سالم مشتت / خرساني&
محمد السامرائي / خرساني&
مشتاق طالب مريود / عصائب
عقيل طالب مريود / عصائب&
علي الرماحي / عصائب&
حسين حسن كلي / عصائب&

وأهابت اللجنة بشباب الاحتجاجات تفتيش القادمين إلى الساحة ونزع الأقنعة ممن يدخلها من أجل التعرف إلى وجههم. وقالت إنه ستنشر صور بقية أفراد هذه المجموعات.. موضحة أن ميليشيا العصائب تتخذ من مرقد "بنات الحسن" مقرًا لها، حيث ينطلق منه عناصر الميليشيا إلى ساحة التحرير.

مشتاق طالب من العصائب

بالترافق مع ذلك، فقد اغتال مسلح بمسدس كاتم للصوت الناشط في الاحتجاجات فاهم الطائي بمسدس كاتم في وسط ‎مدينة كربلاء القديمة بعد عودته من ساحة التحرير في بغداد، فيما نجا الناشط إيهاب الوزني الذي كان يرافقه.&

كما أصيب الناشط الطبيب مهند الكعبي بجروح في منطقة سيف سعد في كربلاء عندما انفجرت عبوة ناسفة على عجلة كانت تقله، فيما أصيب الناشط باسم الزيدي في محافظة نيسان في جنوب العراق في محاولة اغتيال فاشلة تعرّض لها أمس أيضًا.

يشار إلى أنه منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في بغداد و9 محافظات جنوبية في الأول من أكتوبر الماضي، فقد قتل 440 متظاهرًا وأصيب حوالى 20 ألفًا بجروح، استنادًا إلى مصادر طبية وأخرى أمنية.&