الفارق بين المتفائلين بعام 2020 والمتشائمين منه قليل، لكن كفة التفاؤل راجحة. فهل يحمل العام الجديد حلولًا لمشكلات ورثها من أعوام سابقة، أم يعيد التاريخ نفسه، ونبقى في عنق الزجاجة؟

إيلاف من دبي: في مقابلة صحفية، قال محمد أبو العينين، رجل الأعمال المصري والرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، إنه متفائل بالخير في عام 2020، مضيفًا: "في الفترة الماضية، كان هناك صعوبات في نواحٍ كثيرة، لكن الخير قادم".

على أبواب عام 2020، سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل أنت متفائل بالعام 2020؟".

شارك في هذا الاستفتاء 446 قارئًا، أجاب 259 منهم بـ "نعم"، بنسبة 59 في المئة، مقابل 187 قارئًا أجابوا بـ "لا"، بنسبة 41 في المئة.

عام صاخب

التفاؤل طاغٍ على الرأي العام العربي في بداية العام الجديد، على الرغم من أن هذه البداية ما كانت لتكون أكثر شؤمًا بما ينذره اغتيال الولايات المتحدة قاسم سليماني من نذر حرب، وصلت إلى انتشار وسم #الحرب_العالمية_الثالثة على تويتر انتشار النار في الهشيم.

لكن، لا يميل مارك لينتش، في مقالة نشرتها له صحيفة "واشنطن بوست"، إلى التفاؤل، فيقول إن عام 2020 سيكون صاخبًا في الشرق الأوسط، وإننا لا نحتاج إلى عراف ليتنبأ بما سيحدث في الشرق الأوسط، "ففي ليبيا، اتخذت الحرب الأهلية منعطفًا خطرًا مع دخول مرتزقة روس وقوات تركية في المعركة التي يحاول فيها الجنرال خليفة حفتر السيطرة على العاصمة الليبية، وما زال اليمن يعاني آثار الحرب على الرغم من الجهود لخفض التوتر، والحرب السورية مستمرة ومعها موجات جديدة من اللاجئين الهاربين من إدلب، فيما تواجه حكوما العراق ولبنان موجات واسعة من الاحتجاجات الشعبية، التي تستعد لتداعيات المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، كما تطور الأمر بين إسرائيل والفلسطينيين مع خروج حل الدولتين من النقاش".

عنق الزجاجة

يسأل الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي شفيق الغبرا: هل يمكن العالم العربي الخروج من عنق الزجاجة في 2020؟ برأيه، الحراك الذي برز في الجزائر كما في السودان في 2019 مستمر في 2020، "إضافة إلى ذلك الحراك الكبير في العراق ولبنان، فتح الباب للأسئلة الصعبة حول التركيبة السياسية لكلا البلدين، لكن الحراك أو الثورة أو الانتفاضات ستضيف إلى المعاناة والتدهور قبل أن تطرح الحلول والأجوبة. والواضح أن الشعوب العربية لم تعد تتحمل محاصصة فاسدة ونهبًا للخزينة العامة وسوء إدارة وسيطرة تؤدي لأسوأ النتائج الاقتصادية. كل الدول العربية تعيش حالة تغيير معلنة أو مكتومة في عام 2020".

يضيف: "الواضح في عام 2020 أن ما يحرك العرب في كل مكان هو الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بمعظم المجتمعات العربية، إذ تنخر الواقع العربي أزمة بطالة خانقة، نتجت عن حالة فساد وسوء استخدام للسلطة. وحتى في المجتمعات التي لا تشعر بوقع الأزمة الاقتصادية، فالفساد بحد ذاته قادر على تدمير أعظم الاقتصاديات الاقليمية".

هزيمة ترمب أو انتصاره

يرى الغبرا أن عام 2020 قد يشهد هزيمة أو انتصار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، "وكل هذا متوقف على ظروف الانتخابات ومدى حجم الفضائح التي تلاحق الرئيس والوضع الاقتصادي الأميركي، إضافة إلى طبيعة المنافس من الحزب الديمقراطي".

برأيه، لا يوجد ما يؤكد أن ترمب لو فاز بالرئاسة مرة ثانية سيستمر في صراع مفتوح مع إيران، بل قد يقدم على تفاهم متبادل مع إيران، ما قد يعيد سياساته إلى المربع الأول. إن السياسة الأميركية في حالة تراجع في الشرق الأوسط، وهذا يعني إمكانية عقد صفقة مع إيران تؤدي للتهدئة. سيكون هذا الأمر مزعجًا لإسرائيل كما ولبعض دول الخليج التي ستضطر للتأقلم مع قيام ترمب بالتفاهم مع إيران.

أما صفقة القرن، فيقول الغبرا إن بعد الضجيج الذي أثارته، لم ينتج عنها أي جديد، "فلا توجد صفقة، كل المطروح تأييد أميركي للسياسات الاسرائيلية القائمة وسط ضعف رسمي وتأكّل عربي. كل المطروح مزيد من الاستيطان إضافة إلى الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل والمستوطنات بصفتها عملًا مشروًعا".

بين تصعيد وحلّ

تحت عنوان "العام الجديد بين التصعيد وحلّ الأزمات"، يقول سعيد الفرحة الغامدي في جريدة المدينة السعودية: "العالم العربي يعيش أزمة التغيير والتدخلات الخارجية التي تعيق أي تقدم في التنمية وتحسين العلاقات ورسم خطط مستقبلية واضحة ومفيدة للشعوب، والذي يحصل حاليا استمرار لثورة ما سمي بالربيع العربي من بداية العقد الذي نودعه غدًا بدون تحقيق أي حلول جوهرية على أرض الواقع سوى المزيد من القتل والدمار وانتشار الفوضى وقلة الأمن والاستقرار في العالم العربي".

يضيف: "إن الخطر الذي يهدد الأمن القومي العربي من المحيط إلى الخليج يشكل تحديا وأخطارا جسيمة على مستقبل الأمة العربية بكاملها وإذا استمر على ما هو عليه، فلن تبقى دولة عربية في منأى عن تداعياته الخطيرة".

يتابع الغامدي: "الانتفاضة في لبنان والعراق قد يكون نجاحها هو المدخل الأهم في التخلص من نفوذ إيران في المنطقة والحد من جرأتها مثل اعتداءاتها على ناقلة النفط وضرب منشآت أرامكو النفطية في خريص وابقيق، ويفرض حلا للصراع على سوريا وأيضًا يحجم طموحات أردوغان التي أصبحت تقفز فوق كل المعطيات".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مصادر مختلفة. الأصول منشورة على الروابط الآتية:
https://www.washingtonpost.com/politics/2020/01/01/expect-tumultuous-middle-east/
https://www.bbc.com/arabic/inthepress-50939166
https://tinyurl.com/vw44mzv