الرباط : قدم الأمين العام السابق للاتحاد من أجل المتوسط، فتح الله السجلماسي، أمس الخميس بالرباط، مؤلفه "مستقبل أوروبا في الجنوب"، وهو مساهمة أكاديمية لتحليل الضوابط الحالية والمستقبلية للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبيئته المتوسطية والإفريقية.

ومن أجل استيفاء أغراض هذا الكتاب، الذي شارك في نشره كل من الجمعية الأورو - متوسطية للاقتصاديين، والشبكة الأورو- متوسطية للدراسات الاقتصادية، ومركز التفكير الأوروبي، استند الكاتب في البناء المنطقي لمؤلفه على نقطتي انطلاق أساسيتين.

وأشار السجلماسي، وهو سفير سابق للمغرب لدى فرنسا ، خلال الندوة التي قدم فيها الخطوط العريضة لمؤلفه، إلى أن الأمر يتعلق بمفارقة قوامها علاقة تعاقدية طويلة الأمد بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط من جهة، وفجوات تنموية مستمرة في الاتساع من جهة أخرى.

وأضاف أن هذه الفجوات "في غاية الأهمية لأننا نعيش اليوم في عالم متغير بسرعة كبيرة، مع "قضايا معقدة" مثل البطالة في صفوص الشباب، إلى جانب "القضايا الكبرى في الوقت الراهن"، والتي تتجسد أساسا، وفقا للسجلماسي، في "الهجرة والنزوح، والتغير المناخي، والرقمنة والذكاء الاصطناعي".

وفي حديثه عن مسألة المؤسسات الإقليمية ودورها في إيجاد الحلول للقضايا الكبرى التي تشهدها المنطقة المتوسطية، دعا السجلماسي، في مؤلفه، إلى إيلاء الأهمية لمحتوى المؤسسات و تحديد الإجراءات، وذلك قصد اختيار المؤسسة التي يمكننا من خلالها "تنفيذ فعال" لاستراتيجيتها.

وفي تصريح للصحافة، أكد الأمين العام السابق للاتحاد من أجل المتوسط ، أنه تطرق في عدة فصول من كتابه إلى "الدور المركزي" الذي لعبه المغرب والذي يحتل، تحت قيادة الملك محمد السادس، "مكانة الريادة في هذا البناء العالمي" الذي يتشكل من "أوروبا - البحر الأبيض المتوسط - إفريقيا"، معتبرا أن النموذج المغربي يعد "مكسبا" يمكن من بناء هذا المستقبل على أسس حقيقية وإرادية"، وذلك من خلال منح "مستقبل طموح لشباب المستقبل".

وتميزت هذه الندوة، على الخصوص، بحضور رئيس النادي الدبلوماسي المغربي، الطيب الشودري، الذي قدم الكتاب للشخصيات السياسية والدبلوماسية الحاضرة، بالإضافة إلى السيدة نزهة الشقروني التي توقفت عند مسار الكاتب.