أسامة مهدي: فيما كلف الرئيس العراقي اليوم محافظ النجف السابق عدنان الزرفي رئيس كتلة النصر بزعامة العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة خلال 30 يوما فقد اعلن محتجو التظاهرات العراقية رفضهمم لترشيحه مؤكدين انهم سيصعدون من حراكهم لاسقاطه.

فقد أعلن في بغداد الثلاثاء عن الرئيس العراقي برهم صالح رسميا عدنان الزرفي رئيس كتلة النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة مع انتهاء الفترة الدستورية المحددة لذلك برغم خلافات اعاقت التكليف الليلة الماضية. وسيكون أمام الزرفي الذي خلف محمد توفيق علاوي بعد اعتذاره عن التكليف 30 يوماً لتشكيل حكومته.

وقبل إعلان التكليف ناقش الرئيس صالح مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بحضور الزرفي وعدد من رؤساء الكتل السياسية تكليف الزرفي والمهام التي ستكلف بها حكومته حتى اجراء الانتخابات برلمانية مبكرة تطالب القوى السياسية بأجرائها اواخر العام الحالي.

الزرفي مع الرئيس صالح خلال تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة

وخلال مراسيم التكليف أعرب الرئيس صالح عن تمنياته لرئيس الوزراء المكلف بالتوفيق والنجاح في مهامه الجديدة وأن يعمل على إجراء انتخابات مبكرة ونزيهة، ويحقق تطلعات العراقيين، ويلبي مطالب المتظاهرين السلميين المشروعة من خلال إنجاز الإصلاحات المطلوبة، وأن يحافظ على سيادة واستقرار وأمن العراق.

وأضاف صالح أن العراق يستحق الأفضل وشعبه بذل التضحيات الجليلة من أجل الحياة الحرة الكريمة والمستقبل الواعد لجميع أبنائه، مشيراً إلى أن الكثير من المهام والاستحقاقات التي ينتظرها الشعب العراقي بكافة مكوناته وأطيافه لا تزال أمامنا، وهي أمانة ومسؤولية في أعناقنا نسعى جميعاً لتحقيقها.

الحراك الشعبي يرفض تكليف الزرفي

وعلى الفور اعلن محتجو الحراك الشعبي رفضهم لتكليف الزرفي بتشكيل الحكومة الجدديدة متهمينه بالفساد واكدوا ان المعتصمين سعملون على اسقاطه.

وأعلنت "اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين" في بيان صحافي حصلت على نصه "إيلاف" رفضها القاطع لما قالت انه "مرشح احزاب المحاصصة الطائفية العميلة للفاسد عدنان الزرفي المعروف لاهالي مدينة النجف بفساده الذي ازكم الانوف وولاءه لحزب الدعوة ومشاركته في دورتين انتخابيتين في عضوية البرلمان المزور".

وأضافت أن "قيام برهم صالح باختيار هذا الفاسد لمنصب رئيس الوزراء استهانة واضحة بعقول العراقيين وتجاهل متعمد لمطالب المعتصمين السلميين الذين اكدوا مرارا وتكرارا بان الذين ساهموا في مؤسسات النظام التشريعية والتنفيذية وكانوا جزءا من منظومة الفساد التي نهبت اموال العراق لن يكونوا مقبولين للثوار البررة لشغل منصب رئيس الوزراء".

وأشارت اللجنة إلى "أن الالية التي جاء بها ترشيح الزرفي هي نفس اليات حكومة المنطقة الخضراء المرفوضة والتي رشحت قبله محمد علاوي والمقال الفاسد عادل عبد المهدي وغيره".

وشددت على "ان المعتصمين الاحرار سيقومون بكل النشاطات والفعاليات التصعيدية السلمية لاسقاط ترشيح عدنان الزرفي كي يرمى هو ومن قدم ترشيحه الى مزبلة التاريخ مثل من سبقه وفاء للارواح الطاهرة التي قدمت حياتها في سبيل اجراء تغيير جذري لوضع العراق المزري".

وأضافت اللجنة قائلة نذكّر "برهم صالح مرة اخرى بمطالب المعتصمين العادلة والثابتة في حل برلمان الاحزاب السياسية المجرمة وتعيين شخصية وطنية مستقلة ليرأس حكومة انتقالية بعيدا عن نظام المحاصصة الطائفية مهمتها الرئيسية تجميد الدستور واجراء انتخابات نزيهة وعادلة بإشراف دولي وفقا لقانون انتخابات منصف يشترك فيه كل العراقيين على حد سواء..المجد والخلود لشهداء ثورة تشرين، والشفاء العاجل لجرحانا، والحرية للمغيبين قسرا في سجون المليشيات العميلة".

الزرفي شغل منصب محافظ النجف

وعدنان عبد خضير عباس مطر الزرفي مواليد عام 1966 في مدينة الكوفة قرب النجف وشغل منصب محافظ النجف بين عامي 2003 و2007 حين اقيل من قبل مجلس المحافظة وكان عضواً في حزب الدعوة الاسلامية ثم هرب من العراق الى السعودية بعد فشل انتفاضة الجنوب ربيع عام 1991 ثم غادرها الى الولايات المتحدة الى ان عاد الى العراق بعد سقوط النظام السابق عام 2003 وفي 2009 فأنسحب من حزب الدعوة وأسس كيان إئتلاف الوفاء ألذي فاز به بمنصب المحافظ في سنة 2013 ثم اقيل منه عام 2015 بتهم تجاوزات مالية.

خطاب الرئاسة العراقية بتكليف الزرفي

شغل الزرفي بين عامي 2006 و2009 منصب وكيل مساعد شؤون الاستخبارات في وزارة الداخلية فيما يترأس حالياً كتلة ائتلاف النصر النيابية في البرلمان العراقي.

وهو حاصل على بكلوريوس خريج جامعة الكوفة كلية الفقه ودكتوراه مرحلة البحث من الجامعة نفسها وقد انتمى الى حزب الدعوة عام 1983 وحكم عليه بالسجن المؤبد في سجن ابو غريب عام 1988 ثم هرب منه عام 1991 لدى الفوضى والاضطرابات التي عمت العراق في حرب تحرير الكويت وشارك في انتفاضة الجنوب في اذار مارس عام 1991في النجف وبعد فشلها هرب الى السعودية قم غادرها الى الولايات المتحدة.

وهو الان الأمين العام لحركة الوفاء العراقية ضمن تحالف النصر بقيادة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.

ويقول الزرفي عن نفسه انه "وطني ديمقراطي يُؤْمِن باستقلال العراق من كل التبعيات الأجنبية ويدعو الى عراق موحد تلغى فيه الفوارق المذهبية والقومية ويقوم على أساس المواطنة، يُؤْمِن بتطوير الاقتصاد الوطني ورفاهية المواطن الاقتصادية كما يُؤْمِن بان العراق بلد عربي إسلامي يلعب دورا مهما في استقرار وبناء المنطقة العربية والإسلامية ويكون نقطة توازن لحفظ مصالح المنطقة.

وجاء التكليف في وقت انتهت مساء الاثنين المهلة الدستورية الثانية لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء وفي حال لم تتوصل اللجنة الى اتفاق نهائي اليوم بترشيح شخصية بعينها وتقديم اسمه رسمياً الى الرئيس صالح فأن على هذا الاخير ترشيح شخصية مناسبة غير جدلية لتشكيل الحكومة الانتقالية.