إيلاف: وسط مخاوف من انتشار كارثي لفيروس كورونا في بغداد، حيث تصل زيارة دينية لمناسبة وفاة احد الائمة الشيعة السبت إلى ذروتها مع مشاركة عشرات الالاف فيها اقتحموا العاصمة وتجاوزوا بالقوة السيطرات العسكرية حيث تصاعدت الاصابات بالفيروس الى 208 والوفيات الى 15 وسط حظر هش للتجوال.

وتابعت "إيلاف" مقاطع فيديو نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اقتحام الالاف من العراقيين القادمين من مناطق البلاد المختلفة للسيطرات العسكرية في منطقة الكاظمية في بغداد للمشاركة في إحياء مراسيم ذكرى وفاة الامام السابع للشيعة الاثني عشرية موسى الكاظم حيث تم تسجيل 8 اصابات بينهم خلال الساعات الاولى.

عراقيات مشاركات في احياء مراسيم ذكرى وفاة الامام الكاظم

اثار هذا التجمع الحاشد مخاوف حقيقية من تحول العاصمة العراقية الى بؤرة لفيروس كورونا. وقد اضطر ذلك وزير الداخلية العراقي ياسين الياسري الى الحضور بنفسه الى منطقة الكاظمية السبت موجّها القوات الامنية بضرورة الفرض التام لحظر التجوال.

وتفقد الوزيرالقطعات الأمنية المنتشرة في مداخل وارجاء المدينة واطلع على الإجراءات الأمنية المتبعة في تنفيذ قرارات خلية الأزمة بشأن منع انتشار فيروس كورونا ومنها قرار حظر التجوال واكد على أهمية تنفيذ التدابير الوقائية اللازمة للحفاظ على السلامة العامة والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يتسبب بانتشار العدوى بين صفوف المواطنين.

الاف العراقيين يقتحمون منطقة الكاظمية برغم حظر التجوال:

ووجه الوزير مفارز السيطرات ومنتسبي وزارة الداخلية بالتقيد التام بفرض حظر التجوال ومنع حركة المركبات باستثناء الحالات الطارئة وتسهيل عمل الجهات المستثناة بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد.

بدأ حظر التجوال في بغداد مساء الثلاثاء الماضي وسيستمر حتى 24 من الشهر الحالي إلا أن مئات الزوار الشيعة يتوافدون من وسط وجنوب البلاد على ضريح موسى بن جعفر الكاظم لاحياء مناسبة وفاته التي توافق اليوم.

امس حذر رئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي من خطر وباء كبير يحدق بالبلاد. وقال في بيان صحافي تابعته "إيلاف" إن الشعب العراقي يواجه تحدياً خطيرا جسيما بتفشي فيروس كورونا الى جانب تحديات سياسية واقتصادية غير خافية على المواطنين. وشدد عبد المهدي "على ضرورة الالتزام بالتوجيهات والارشادات الصحية وأخذ التحذيرات على محمل الجد وعدم الاستهانة بها ومنها تجنب التجمعات التي تعد وسطا ناقلا للعدوى والإلتزام بالقانون وبحظر التجوال الذي تقرر من أجل حماية ارواح المواطنين ووضع حد لتفشي هذا الوباء الخطير".

عمليات تعقيم مدن العراق ضد فيروس كورونا

اضافة الى خطر وباء كورونا فإن العراق يواجه خلافات سياسية واسعة اثر تكليف محافظ النجف السابق عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة ومعارضة القوى الشيعية الموالية لايران لهذا التكليف.. اضافة الى مصاعبد اقتصادية نتيجة انخفاض اسعار النفط الى اقل من 30 دولارا ما يخفض واردات البلاد الى اقلي من النصف بشكل سيؤثر على قدرة الحكومة بتسديد مرتبات موظفي الدولة.

الإصابات بكورونا تجاوزت المائتين والوفيات 17
من جانبها اعلنت وزارة الصحة العراقية اليوم تسجيل 15 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما رفع مجموع الإصابات إلى 208 حالات. واوضحت انها اجرت 350 فحصاً في مختبرات الصحة العامة في العراق، وكانت النتائج الموجبة الجديدة 15 موزعة على بغداد 6 حالات وكل من النجف والمثنى حالتان لكل منهما والبصرة 4 حالات والسليمانية حالة واحدة.

واشارت الى تسجيل 3 وفيات جديدة هي حالة واحدة في البصرة وحالتان في العاصمة بغداد. وبذلك يكون مجموع الإصابات الكلي 208 حالات وعدد الوفيات 17 حالة.

فحص عراقيين خوفا من الاصابة بفيروس كورونا

وكان ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق عدنان نوار قد شدد امس على ضرورة التزام المواطنين بقرار حظر التجوال والبقاء في المنازل من دون الخروج منها الا للحالات الضرورية الملحة، مشيراً الى ان هذا هو السبيل الوحيد لمنع تفشي المرض.

وحذر من أن "عدم الالتزام بحظر التجوال وقرارات خلية الازمة الحكومية وتوجيهات وتوصيات المرجعية الدينية في النجف سيمهد الى تسجيل عدد كبير من الاصابات، من خلال التماس الذي يحصل بين المواطنين".