دافعت الحكومة البريطانية عن كبير مساعدي رئيس الوزراء وأهم مستشاريه، إن دومينيك كامينغز، أمام اتهامات بأنه انتهك توجيهات العزل المفروضة لاحتواء فيروس كورونا عندما سافر لمسافة 400 كيلومتر وهو يعاني من أعراض مرض كوفيد-19.
وقال كامينغز للصحفيين خارج منزله، اليوم السبت، بعد أن تأكد من وقوفهم على مسافة مترين تنفيذا وفقا لتوجيهات الحكومة بشأن التباعد إنني "تصرفت بطريقة معقولة وقانونية".
وعندما قال له أحد الصحفيين إن الأمر لا يبدو جيدا قال "من يهتم بشأن المظاهر... الأمر يتعلق بفعل ما هو صواب وليس متعلقا بما تعتقدونه أنتم".
دعم كامل
وأعرب متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء عن الدعم الكامل لكامينغز، المستشار المثير للجدل، في مواجهة دعوات لاستقالته، وقال المتحدث: "نظرا للاشتباه في إصابة زوجته بفيروس كورونا والاحتمال الكبير بأنه نفسه ربما مصاب المرض، كان من الضروري لدومينيك كامينغز أن يضمن الرعاية المناسبة لابنه الصغير".
وأضاف "لم تتحدث الشرطة في أي وقت من الأوقات معه أو مع أسرته بشأن هذا الأمر، مثلما تزعم التقارير. كانت تصرفاته متفقة مع التوجيهات الخاصة بفيروس كورونا. يعتقد السيد كامينغز أنه تصرف بشكل عقلاني وقانوني".
ويأتي دفاع جونسون عن مستشاره بعد أن أفادت صحيفتان بريطانيتان الجمعة بأن دومينيك كامينغز، شوهِد وهو ينتهك قواعد الحجر الصحي.
وقالت صحيفتا "ديلي ميرور" و"الغارديان" إن كامينغز غادر منزله في لندن من أجل الإقامة مع والديه في دورهام بشمال شرق إنكلترا، وذلك في الوقت الذي كانت تظهر عليه مع زوجته أعراض كوفيد-19.
وأشارت الصحيفتان إلى أن كامينغز شوهد في منزل والديه، مع ولد يبدو أنه ابنه.
وسافر كامينغز الذي خطط حملة عام 2016 للانسحاب من الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء على الخروج من التكتل، إلى دورهام في شمال إنكلترا في أواخر مارس الماضي عندما كانت إجراءات العزل العام المشددة مطبقة.
وزراء يدافعون
كما دافع أغلب كبار وزراء جونسون من حزب المحافظين، ومنهم مايكل غوف وزير مجلس الوزراء ووزير الخارجية دومينيك راب ووزير الصحة مات هانكوك عن كامينغز.
وقالت أحزاب المعارضة دعت جونسون لإقالة كامينغز وقالت إن قواعد العزل العام أوضحت بما لا يدع مجالا للشك أن من يشتبهون في إصابتهم بأعراض كوفيد-19 عليهم الانعزال هم وأفراد أسرتهم بالكامل.
وقد طالبت المعارضة بتفسير. وقال متحدث باسم حزب العمال "إن الشعب البريطاني لا يتوقع أن يكون هناك قانون (وُضِع) من اجله، وقانون آخَر لدومينيك كامينغز".
من جهته، قال إد ديفي، زعيم الديموقراطيين الليبراليين، إن كامينغز "سيتعين عليه أن يستقيل" إذا تأكّدت هذه المعلومات. وأكّدت الشرطة في دورهام أنه تم إبلاغها في 31 مارس بأن شخصا ما وصل من لندن.
وكان زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الوطني الاسكتلندي إيان بلاكفورد دعا إلى إقالة كامينغز من مهامه على الفور اسوة بإقالة او استقالة مسؤولين آخرين استقالوا بعد انتهاكهم الحظر.
موقف الشرطة
وأكدت الشرطة أنها زارت منزل المستشار كامينغز بمقاطعة دورهام بعد مزاعم بأنه سافر لمسافة 400 كيلومترا من منزله وسط الإغلاق، وفقا لوكالة أنباء "برس اسوسييشن" البريطانية.
وفي ذلك التاريخ، كانت حكومة جونسون طلبت من المواطنين الخروج لتلبية احتياجاتهم الأساسية فحسب، مطالبة الأشخاص الذين يعانون أعراضا معينة بأن لا يُغادروا منازلهم.
واصيب جونسون نفسه بفيروس كورونا حيث دخل العناية المركزة لكنه تماثل سريعا للشفاء.
وتتعرض الحكومة البريطانية لانتقادات في الآونة الأخيرة مع تجاوز عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا في البلاد 36 ألف شخص، وهو أعلى من أي دولة أخرى في أوروبا.
كما تعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات كبيرة عقب قرار تبني نظرية " مناعة القطيع" لكن سرعان ما تراجعت عنها وفرضت التباعد الاجتماعي.
التعليقات