وافقت تركيا واليونان على إجراء محادثات حول حقوق التنقيب في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط.

وقالت اليونان إن محادثات تمهيدية ستبدأ قريبا في مدينة إسطنبول التركية.

وحثت فرنسا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الدخول في مفاوضات وعدم اتخاذ أي إجراء من شأنه تصعيد الموقف.

وزادت حدة المخاوف الشهر الماضي حين أرسلت أنقرة سفينة مسح تصحبها سفن حربية إلى منطقة قريبة من جزيرة يونانية.

وقامت دول من حلف شمال الأطلسي المجاورة، بمناورات حربية وتصعيد خطاباتها خلال الفترة الأخيرة. ولكنّ حدّة اللهجة خفتت هذا الأسبوع، ما أنعش الآمال بالتوصّل إلى حلّ دبلوماسي.

وقال أردوغان الثلاثاء في اجتماع ثلاثي عبر الفيديو ضمّ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس مجلس الأوروبي شارلز مايكل، إن اليونان وتركيا على استعداد لبدء "محادثات تمهيدية".

وأكّد وزير خارجية اليونان الموافقة على المحادثات، وقال إنها قد تعقد قريباً في اسطنبول دون تحديد موعد.

وعقدت تركيا واليونان محادثات سابقة حول المنطقة المتنازع عليها، كان آخرها في عام 2016.

وتقول أنقرة إن لديها أكبر خط ساحلي بين جميع دول شرق البحر الأبيض المتوسط، لكنها تمتلك حصة صغيرة غير متناسبة من البحر بسبب الجزر اليونانية التي يقع بعضها على مرمى النظر من الشاطئ التركي.

ولكن أثينا تقول إن موقفها يستند إلى القانون الدولي والاتفاقيات السابقة التي وقعتها أنقرة.

وأصرّ المسؤولون الأتراك على أن سفينة تنقيب تابعة لها ستعود إلى متابعة عملها. ومددت تركيا أيضا مدّة مهمة سفينة أبحاث أخرى في المياه المتنازع عليها قبالة قبرص، إلى تاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر.

"حوار صريح"

وطالبت فرنسا واليونان بفرض عقوبات مشدّدة على أنقرة، وقد تحظى المطالب بالموافقة خلال انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي في الأول والثاني من تشرين الأول/أكتوبر.

وتبادل أردوغان وإيمانويل ماكرون الانتقادات اللاذعة لأسابيع بشأن هذه القضية، واتّهمت تركيا الرئيس الفرنسي بالغطرسة واليأس بعد دعوته الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف حازم.

كذلك أثارت فرنسا غضب تركيا بعد إرسالها طائرات وسفن حربية إلى المنطقة دعماً لليونان.

رغم ذلك، تحدث الرئيسان الفرنسي والتركي هاتفياً في وقت متأخر الثلاثاء في أوّل اتصال بينهما منذ نشوب التوتر.

وقال مسؤولون فرنسيون إن ماكرون طلب من نظيره التركي تجنّب اتخاذ أي إجراء قد يؤجج التوتر، و"الانخراط دون لبس في بناء مساحة سلام وتعاون في البحر المتوسط".

وأوضح الجانب التركي أن أردوغان أبلغ ماكرون أنه يتوقع "حسًا سليمًا وموقفًا بناء" من فرنسا، وأنه يدعم الحوار والتعاون لحل المشكلات.

وكان أردوغان قد دعا في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الفيديو، إلى "حوار صريح" لتسوية الخلاف.