ايلاف من لندن: في خطوة يبدو انها تأتي لتهدئة التوتر بين البلدين اثر تهديد واشنطن باغلاق سفارتها في بغداد فقد اكدت الولايات المتحدة الاثنين استمرارها في دعم الحكومة العراقية لتخطي التحديات في مجالات الامن ومكافحة الارهاب.
فقد بحث مستشار الامن الوطني العراقي قاسم الاعرجي مع السفير الاميركي في بغداد ماثيو تولر "تعزيز التعاون المشترك بين العراق والولايات المتحدة الأميركية في جميع المجالات، والسبل الكفيلة بتطوير العلاقة المتنامية بين بغداد وواشنطن"، كما قالت المستشارية في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

وخلال الاجتماع "أكد السفير الاميركي استمرار دعم بلاده للحكومة العراقية في مجالات الامن ومكافحة الارهاب والمساعدة في تخطي التحديات الراهنة"، كما نقل البيان مشيرا الى ان الاعرجي ابلغ مولر ضرورة "ان تشهد المرحلة الحالية مزيدا من الاستقرار والهدوء لتنعم المنطقة والعالم بالامن والاستقرار".
ولم يصدر عن السفارة الاميركية لحد الان أي اشارة الى الاجتماع او فحوى المباحثات التي جرت بين المسؤولين العراقي والاميركي، فيما اعتبرت مصادر عراقية في حديث مع "ايلاف" ان هذا الاجتماع قد تم ترتيبه على ما يبدو لتهدئة الضجة السياسية والاعلامية التي تصاعدت خلال الساعات الاخيرة عن عزم الولايات المتحدة اغلاق سفارتها في بغداد وما يرتبه ذلك من آثار سيئة على العراق وعلاقاته الخارجية .

السفارة تختبر أجهزتها للانذار
وأعلنت السفارة الاميركية أمس انها ستجري اختبارات لمعدات واجراءات الطوارئ خلال اليومين المقبلين موضحة ان صوت الإنذارات بالخطر وصفارات الإنذار وغيرها من أنواع الضوضاء سيصل الى السكان المقيمين في المناطق المُحيطة بالسفارة وقدمت اعتذارها عن أي ازعاج قد ينجم عن ذلك، اذ تقع السفارة في المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية.

وكشفت صحيفة واشنطن بوست امس نقلاً عن دبلوماسي أن واشنطن قد تغلق سفارتها في بغداد لمدة تسعين يومياً، وذلك في اعقاب تحذير وزير الخارجية مايك بومبيو، العراق بشكل سري من أن بلاده ستغلق السفارة إذا لم تتحرك الحكومة العراقية لوقف هجمات الفصائل المدعومة من طهران على المصالح الأميركية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها "أبلغت الولايات المتحدة الحكومة العراقية وشركاءها الدبلوماسيين أنها تخطط لانسحاب كامل من سفارتها في بغداد ما لم يكبح العراق الهجمات على الأفراد المرتبطين بالوجود الأميركي هناك - وهي خطوة قال مسؤولون عراقيون إنها فاجأتهم".

وقال مسؤول عراقي إن الحكومة الأميركية طلبت اتخاذ إجراءات أقوى ضد الميليشيات، مشيرا إلى أنه يمكن تجنب إغلاق إذا حدث ذلك. واوضح إن رئيس الوزراء العراقي حاول قمع الميليشيات من خلال استهداف مصادر تمويلها وإعادة هيكلة جهاز الأمن العراقي لوضع حلفاء موثوق بهم في القمة لكن الميليشيات ردت بزيادة هجماتها على البعثات الدبلوماسية وخاصة الاميركية والبريطانية.

ومنذ مطلع العام الحالي تتعرض قوات التحالف الدولي ضد داعش في العراق وبعثات دبلوماسية اجنبية خاصة الاميركية وقواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا أميركيين لهجمات صاروخية متكررة وتفجيرات بعبوات ناسفة تنفذها مليشيات عراقية موالية لايران تصاعدت اثر اغتيال مسيرة اميركية في الثالث من يناير الماضي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس.