إيلاف من لندن: رفض الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس حكومته مصطفى الكاظمي الثلاثاء تحويل بلدهما لساحة صراع اميركي ايراني عراقي واكدا ان الحكومة تعمل على حصر السلاح بيد الدولة وحماية البعثات الدبلوماسية، فيما تم القبض على عدد من مطلقي صواريخ الكاتيوشا ضد البعثات الدبلوماسية والمراكز العسكرية.

وقال الكاظمي خلال الاجتماع الاسبوعي لحكومته الثلاثاء "خلال زيارتنا الى واشنطن أعلن الرئيس الأميركي انسحاب القوات الأميركية من العراق وبصورة علنية، وبيان الحوار الإستراتيجي كان واضحاً وتضمّن الانسحاب من جميع القواعد العسكرية العراقية والانتشار خارج العراق.

الكاظمي متحدثا خلال الاجتماع الاسبوعي لحكومته

وأضاف الكاظمي "الآن مرحلة تصحيح عمل الأجهزة الأمنية كلّ حسب اختصاصه، لأن التداخل في عملها قد أربك الوضع الأمني"، واشار الى ان "هناك من يدّعون أنهم عراقيون ويعملون على تحويل أرض العراق الى ساحة للصراع والجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية أعلنتا أنهما لا تريدان أن يكون العراق ساحة للصراع" كما نقل بيان صحافي لمكتبه الاعلامي.

وخلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، اكد أحمد ملا طلال المتحدث الرسمي باسم الكاظمي ان رئيس الوزراء يرفض تحويل البلاد إلى ساحة صراع بين أمريكا وإيران، محذراً من ان انسحاب أو غلق أي بعثة دبلوماسية لأي دولة ستكون له تداعيات كارثية على المنطقة برمتها، في اشارة الى تهديد الخارجية الاميركية باغلاق سفارتها في بغداد ردا على الهجمات الصاروخية التس تستهدفها باستمرار.

واشار الى انه لا يوجد احتلال في البلد حالياً لان قوات التحالف جاءت بطلب من الحكومات العراقية السابقة في اشارة الى طلب رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي ذلك عقب احتلال تنظيم داعش لثلثي مساحة العراق في منتصف عام 2014 .

وأكد ملا طلال اتخاذ الحكومة إجراءات عدَّة لتأمين البعثات الدبلوماسية ورحب بدعم سفراء الاتحاد الأوربي للعراق. واوضح ان الكاظمي أكد أن قرار الحرب والسلم هو صلاحية حصرية للمؤسسات الدستورية العراقية.

وعن ملاحقة الفاسدين ومهاجمي البعثات الدبوماسية، اكد المتحدث العراقي اعتقال السلطات لعدد من المتورطين بإطلاق الصواريخ على المنطقة الخضراء والقواعد فضلا عن 19 ضابطاً ومسؤولاً أمنياً أطلقت الصواريخ من قواطع مسؤوليتهم سابقاً واشار الى القبض على أكثر من 20 مسؤولاً بتهم فساد مالي وإداري.

ساحة لتصفية الحسابات

وخلال اجتماعه بمقر اقامته في مدينة السليمانية الشمالية مع وزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني، أكد صالح سعي العراق لتعزيز أواصر العلاقات الثنائية مع إيطاليا في المجالات كافة والعمل معاً في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه المنطقة والعالم وفي مقدمتها الإرهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي وتبادل الخبرات في هذا الصدد.

وأشاد صالح بحسب بيان رئاسي بدور القوات الإيطالية، ضمن التحالف الدولي وحلف الناتو، المساندين للقوات المسلحة العراقية ومساهمتها في العديد من المشاريع الانسانية والخدمية، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون العسكري بين البلدين لاسيما في مجال تجهيز وتدريب القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها وتطوير قدراتها القتالية.

ولفت الرئيس العراقي الى أن العراق وبدعم من التحالف الدولي والأصدقاء، تمكن من الانتصار على تنظيم داعش، إلاّ أن الحرب على التنظيم لا تزال متواصلة وان خلاياه النائمة تشكّل تهديداً للعراق والمنطقة والعالم، لافتاً الى ان التهاون في ملاحقته، واستمرار أزمات المنطقة، من شأنه إعطاء فرصة للجماعات المتطرفة في التقاط أنفاسها، وشن هجمات على المدن والمواطنين الآمنين.

واكد ان الحكومة تعمل على ترسيخ دولة مقتدرة ذات سيادة، وحصر السلاح بيد الدولة ومنع الأعمال الخارجة عن القانون، وحماية البعثات الدبلوماسية، مشدداً على أن العراق يرفض ان يكون ساحة لتصفية حسابات الاخرين على أرضه في اشارة الى الصراع الايراني الاميركي في المنطقة.

وأشار الرئيس صالح الى أن العراق يتطلع الى دعم المجتمع الدولي ومن ضمنها إيطاليا، في تحقيق هذه الأهداف، وتعزيز علاقاته على أسس التعاون وتحقيق المصالح المشتركة للشعوب والبلدان، والتكاتف في مواجهة التحديات العالمية المختلفة.. مشيراً الى ان التعاون الدولي والإقليمي المشترك من شأنه بثّ روح التعايش السلمي في المنطقة والعالم، وقطع الطريق امام الجماعات الإرهابية التي تسعى لزعزعة الاستقرار.

من جانبه اكد الوزير لورينزو جويريني التزام بلاده في دعم العراق مختلف المجالات، وخصوصاً مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون الثنائي اقتصادياً وثقافياً بما يعزز أواصر العلاقة بين الشعبين والبلدين.

يشار الى ان ايطاليا تعتبر من اكبر المساهمين في التحالف الدولي ضد داعش حيث تدعم بنشاط جهود التحالف في جميع مجالات العمل: الجيش، وتحقيق الاستقرار، ومكافحة التمويل، والمقاتلون الإرهابيون الأجانب. وتلعب ايطاليا دوراً أساسياً في تدريب القوات العراقية وتشارك في قيادة مجموعة مكافحة تمويل داعش التابعة للتحالف وتقود المجموعة الفرعية لتدريب الشرطة.

وتشارك إيطاليا في بناء قدرات الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية وتنفذ أنشطة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وإعادة التزود بالوقود جوًا ونقل الأفراد. كما شاركت ايطاليا في قوات التحالف الدولي بحوالي 1,497 جندياً و390 مركبة برية و17 طائرة في مراحل متعاقبة.