كابول: قُتل ثمانية أشخاص على الأقل السبت في العاصمة الأفغانية كابول التي هزتها سلسلة انفجارات قويّة نجمت خصوصا عن صواريخ سقطت بالقرب من المنطقة الخضراء التي تضم سفارات ومقار شركات دولية.
وأكد الناطق باسم شرطة كابول فردوس فارامرز أن الانفجارات نجمت عن "صواريخ".
وسقطت الصواريخ في أجزاء من وسط وشمال كابول، بما في ذلك بالقرب من المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم سفارات ومقار شركات دولية قبل الساعة التاسعة (04,30 ت غ).
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق عريان "أطلق الإرهابيون 23 صاروخا على مدينة كابول". وأضاف "استنادا إلى المعلومات الأولية، استشهد ثمانية أشخاص وأصيب 31 آخرون" بجروح، موضحا أن "صواريخ سقطت على مناطق سكنية".
وظهرت في صور على مواقع التواصل الاجتماعي أضرار على الجدار الخارجي لمجمع طبي واسع.
ووقعت الانفجارات في مناطق مكتظّة بالسكّان في العاصمة الأفغانيّة بما في ذلك بالقرب من المنطقة الخضراء في وسط كابول وفي أحد الأحياء الشماليّة. ولم تتبن أي جهة القصف حتى الآن.
لكن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد صرح أن "الهجوم الصاروخي في مدينة كابول لا علاقة له بمجاهدي الإمارة الإسلامية"، مستخدما الاسم الذي يطلقه المتمردون على أفغانستان. وأضاف "نحن لا نطلق النار بشكل أعمى على الأماكن العامة".
وسمعت صفارات الإنذار في جهة السفارات ومقار الشركات في وحول المنطقة الخضراء وهي حي كبير شديد التحصين يضم مقار عشرات الشركات العالمية والعاملين فيها.
من جهة أخرى، ذكرت وزارة الداخلية أنه تم الإبلاغ عن انفجارين "لقنبلتين لاصقتين" في وقت مبكر من صباح السبت، وقع أحدهما في سيارة للشرطة، مما أسفر عن مقتل شرطي وجرح ثلاثة آخرين.
وتأتي هذه الانفجارات قبل اجتماع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع مفاوضين من حركة طالبان والحكومة الأفغانية، كل على حدة، في الدوحة حيث تجري الحكومة الأفغانية وطالبان مفاوضات سلام منذ ايلول/سبتمبر.
ويقوم وزير الخارجية الأميركي حاليا بجولة تشمل سبع دول في أوروبا والشرق الأوسط، بينما يسعى دونالد ترامب إلى تسريع أولوياته قبل انتهاء ولايته.
وتشهد أفغانستان في الأشهر الأخيرة موجة عنف مستمرة أسفرت عن سقوط ضحايا في جميع أنحاء البلاد.
كانت حركة طالبان تعهدت عدم مهاجمة المدن بموجب اتفاق الانسحاب الأميركي. لكن حكومة كابول حملت المتمردين أو وكلاءهم مسؤولية هجمات أخرى في كابول.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خلال الأسبوع الجاري عن انسحاب حوالى ألفي جندي من أفغانستان لتسريع الجدول الزمني المحدد في اتفاق تم توقيعه في شباط/فبراير في الدوحة بين واشنطن وطالبان ينص على انسحاب كامل للقوات بحلول منتصف 2021.
ووعد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بوضع حد "لحروب الولايات المتحدة التي لا نهاية لها" في الخارج، بما في ذلك التدخل في أفغانستان وهو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، وبدأ بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.
ويرغب الرئيس المنتخب جو بايدن أيضا في إنهاء الحرب في أفغانستان، في قضية نادرة يبدو متفقا مع ترامب بشأنها.
وسقط 2400 جندي أميركي في النزاع في أفغانستان منذ العام 2001 الذي كلف الولايات المتحدة أكثر من ألف مليار دولار.
وتجري طالبان محادثات مع الحكومة الأفغانية للمرة الأولى منذ 12 أيلول/سبتمبر في الدوحة. لكن هذه المحادثات تواجه صعوبات كبيرة بسبب الخلافات.
ولم تظهر مؤشرات على إحراز تقدم في المفاوضات. لكن مصادر عدة قالت لوكالة فرانس برس الجمعة إن الجانبين تمكنا على ما يبدو من تسوية واحدة من نقاط الخلاف الأساسية تتعلق بقواعد المفاوضات.
وعلى الرغم من هذه المفاوضات، تصاعد العنف في جميع أنحاء البلاد مع زيادة هجمات طالبان اليومية ضد قوات الأمن الأفغانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق عريان هذا الأسبوع إن طالبان شنت في الأشهر الستة الماضية 53 هجوما انتحاريا و1250 تفجيرا خلفت 1210 قتيلا من المدنيين و2500 جريح.
التعليقات