إيلاف من لندن: بعد أيام من اتهامه المتظاهرين بتحويل ساحات الاعتصام الى اماكن للفاحشة، عاد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ليتهمهم بعشق الأميركيين والتشبه بالغرب في التعري والسكر والمخدرات، فيما اكد محتجو الناصرية اصرارهم على محاكمة قتلة رفاقهم بينما قال فريق الطوارئ انه يعمل على حفظ القانون واعتقال العناصر المنحرفة.

وحذر الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "ايلاف" الثلاثاء مما اسماه تنامي ظاهرة التشدد أو النفور من الاسلام من طبقة الشباب بالخصوص من هم بداخل المذهب بحجة الدعوة الى الاصلاح.

ووصف المتظاهرين بالمغرر بهم قائلا إن البعض منهم ينادي بالخدمات وهو يغلق الدوائر الخدمية وينادي بأنه مظلوم ومقموع من القوات الامنية وهو يقمع ويجبر المدنيين على الالتحاق به ويصلبهم ويضربهم .. واضاف ان الامام الحسين براء من الفاسدين كما انه براء من مقلدي الجوكر وعشاق الاحتلال في اشارة الى اميركا.

وقال ان الثورات التي تريد ان تصلح الحكومات لايمكن ان تستمر مع التعدي على الذات الالهية او تتشبه بالغرب في التعري والسكر والمخدرات وايذاء الناس.

واضاف "انهم (المتظاهرون) ارادوا اسقاط الفاسد واليوم يستهدفون المرجعيات والقيادات الدينية ويقومون بأمور يستنكرها الدين .. فيا ترى ما ذا سيفعلون لو تسلطوا على الحكم والرقاب؟ فالذي يستنكر ضرب القوات الامنية له هو اليوم يضربها ويهينها".

وتساءل مخاطبا المتظاهرين "هل سيتضرر الفاسدون من اعتصامكم في الطرق والأسواق أم سيزول الفساد مع التعدي على الذات الإلهية والشرع والمذهب!؟ ؟.. وأجاب "كلا بل انكم تؤذون أنفسكم وسمعتكم ووطنكم وسوف لن تحصلوا على مرادكم ما لم تتكاتفوا في الثورة الإنتخابية القادمة ومن دون تطلعات سياسية أخرى سوى الإصلاح فقط لا غير ووفقا للشريعة والأعراف العراقية" على حد قوله.

واشار الى ان صوت الثوار يجب أن يسمع مستدركا "لكن لا من خلال مناداة الفاسدين ومطالبتهم بالإصلاح بل أكرر من خلال صناديق الاقتراع لا غير.. ودعا الشعب إلى عدم مقاطعة الانتخابات منوها الى انه "من يقول لن اشترك في الانتخابات فإنني احمله امام الله وامام الشعب كامل المسؤولية في إيصال الفاسدين للحكم مرة أخرى".

وأضاف "فهلموا لتستعدوا لذلك وخصوصا بعد أن حققت المرجعية لكم استقالة (عادل عبد المهدي) وبعد أن حققنا لكم تنصيب (الكاظمي) وتغيير قانون الانتخابات وأما باقي طلباتكم فأنتم ستحققونها من خلال صناديق (الإقتراع)".

وخاطب الصدر المعتصمين قائلا "ما تفعلوه من اعتصامات هزيلة مخالفة للشرع والقانون ما هي إلا نفع واضح للفاسدين فقطع الطرق والصلب لم ولن يؤذيهم بل المتضرر الوحيد هو الشعب والمستفيد منها هو الذين يتحكمون بكم من خلال أحزابهم وأعوانهم". وتساءل قائلا "أما آن الأوان أن نعيش بسلام بلا احتلال ولافساد ولاعنف ولاقطع طرق وأرزاق؟".

ولم يشر الصدر الى حادث مهاجمة انصاره للمتظاهرين في الناصرية الجمعة الماضي موقعين بهم عشرات القتلى والمصابين.

محاكمة قتلة المتظاهرين
وفيما طالب المتظاهرون بمحاكمة قتلة رفاقهم، فقد اكدت خلية ازمة محافظة ذي قار انها تعمل على تفعيل اوامر القبض على عناصر "شاذة ومنحرفة" من دون تسميتها او الجهات التي تنتمي اليها.

وحمّل متظاهرو ساحة الحبوبي مركز الاحتجاجات بوسط الناصرية عاصمة محافظة ذي قار فريق ازمة الطوارئ المرسل الى هناك مسؤولية حماية الساحة مطالبين بمحاكمة قتلة المتظاهرين. وقالوا في بيان ألقاه احد المتظاهرين ان المحتجين يرفضون حمل السلاح والانزلاق للفوضى وان فريق ازمة الطوارئ الذي ارسله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يحمل مسؤولية حماية المتظاهرين وساحة الاعتصام.

وشددوا على مطلبهم بمحاكمة قتلة المتظاهرين وتعويض الجرحى وعوائل الشهداء وتنظيم الانتخابات المبكرة باشراف اممي واكمال قانون المحكمة الاتحادية وتحرير الناشطين وتعويضهم وامهلوا الحكومة اربعة ايام "وبعدها تتحمل تبعات ما سيحدث".. مهددين باللجوء الى الامم المتحدة.

عائلات الضحايا تطالب بعدالة تنصفهم
ومن جهته التقى رئيس فريق ازمة الطوارئ مستسار الامن الوطني قاسم الاعرجي في الناصرية الليلة الماضية مع عائلات ضحايا التظاهرات مؤكداً أن "القانون فوق الجميع وأن الحكومة تعمل جاهدةً على حفظ أرواح العراقيين خصوصا أهالي ذي قار". وقال أن "شباب ذي قار هم أبناؤنا ونحن بينهم نسعى مع الخيّرين لدرء الخطر والفتنة عنهم".

من جانبهم، طالب ذوو الضحايا لقاء رئيسي الوزراء مصطفى الكاظمي ومجلس القضاء الأعلى فائق زيدان وأن تكون العدالة والقانون حاضرين في إحقاق الحق لانصافهم، كما نقل عنهم بيان صحافي عقب الاجتماع تابعته "ايلاف" .

وخلال اجتماعه مع مع القيادات الأمنية في المحافظة فقد اكد الاعرجي ان فريق الطوارئ جاد في فرض هيبة الدولة وتفعيل أوامر القبض بحق عناصر "شاذة ومنحرفة" في ظل احترام حقوق الانسان.

وشدد على ضرورة تفعيل أوامر القبض ومتابعة العناصر الشاذة والمنحرفة والعمل على فرض هيبة الدولة واحترام حقوق الإنسان.. موضحا ان الفريق ناقش مع القيادات الأمنية والعسكرية الخطط الكفيلة بالحفاظ على الأمن وعودة الحياة الطبيعية الى محافظة ذي قار بتعاون الجميع..
وكانت قيادة عمليات سومر قد اطلقت صباح امس خطة انتشار أمني داخل مركز ذي قار بعد ساعات من قيام انصار الصدر بمهاجمة المتظاهرين بالاسلحة النارية والبيضاء والهراوات ما اوقع بينهم 8 قتلى وحوالي 80 جريحا.

وتزامنت أعمال العنف هذه مع الذكرى السنوية الأولى للأحداث الدامية التي سُجّلت خلال انتفاضة تشرين عام 2019 في المحافظة والتي قتل فيها أكثر من ثلاثين شخصا على جسر الزيتون في الناصرية في 28 نوفمبر ، الامر الذي اثار موجة غضب شعبية واسعة في البلاد ارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة.

واعلنت الحكومة العراقية في 30 تموز يوليو الماضي مقتل واصابة حوالي 560 شخصا من المتظاهرين والقوات الامنية في الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها العاصمة العراقية و9 محافظات وسطى وجنوبية.